تخريب الروح
من
نافلة القول ان الدين الاسلامى هو الدين الكامل الشامل والذى جاء لينتهى وحى
السماء
وهو
الدين الذى جاء لينظم حياة الناس كافة فى كل جوانب الحياة لما به من قيم سامية
عليا لايختلف على ذلك كل صاحب عقل او بصيرة ثاقبة
محاربة
الاسلام والطعن فى الرسول ( ص) وفى القران الكريم والسنة المطهرة بدات من اول يوم
للرسالة وليست فى العصر الحديث لذا كافة الطعون فى الاسلام تم الرد عليها من الله
جل شانه فى القران الكريم
فطن
رجالات العصر الحديث سواء فى الغرب او الشرق ان محاربة الاسلام كدين سماوى معركة
مصيرها الفشل لانه دين الحافظ له الله سبحانه وتعالى ( انا انزلنا الذكر وانا له
لحافظون ) فكان منهم نقل ساحة المعركة الى ميادين اخرى وهى ساحة القيم والمثل
العليا
فطن
ايضا القائمين على امر محاربة الاسلام ان الصدام المباشر الصريح حتى فى ميدان
القيم والمثل العليا ستفشل وكان هنا الخطة الحقيقية والتى ملخصها فى تبنى قيم
مخالفة للاسلام وقيمه تحت لافتات براقة وباساليب مبهرة ودون الحديث عن القيم
الاسلامية من قريب او بعيد حتى تمر على الكل
ومن
اشهر الافتات البراقة هى العلمانية والحداثة والتى ينبثق منها حقوق الانسان وحقوق
المراة وحقوق الطفل وكافة الفلفسات الغربية وبعد تجارب شتى وجدا هذه اللافتات
اصبحت فاشلة للوصول للهدف الاسمى منها فتم تغير الافتات الى لافتات اخرى اكثر
غموضا ويسهل تمرير كافة السموم من داخلها وبسهولة فائقة
الافتات
الجديدة الناعمة هى الديمقراطية والحريات العامة والعصرنة والتحديث
وهنا
بدا التخريب الحقيقى للقيم والمثل العليا عن طريق خطة بعيدة المدى بدات مع
المستشرقين ثم المبعوثين للدراسة بالخارج وخاصة السوربون بالاضافة الى هجرة
الكثيرون الى مصر تحديدا باعتبارها قلب الامة الاسلامية لوجود الازهر الشريف بها
وكوكبة من العلماء القابضين على العلم الحقيقى للدين
بد\ات
ثمار الافتات الجديدة فى الظهور مع بدايات القرن العشرين ( التى تسمى عند النخبة )
الفترة شبه اللبيرالية ومن اهم تلك الثمار
كتاب
الشعر الجاهلى للدكتور طه حسن
كتاب
الاسلام واصول الحكم للشيخ على عبد الرازق
لماذا
انا ملحد للكاتب إسماعيل أدهم
ظهور
السينما والاذاعة
ولقوة
الازهر تم سحق تلك المحاولات ولكن اثارها بعيدة المدى ظلت تطل براسها من ان لاخر
حتى قيام ثورة 23 يوليو
فطن
رجال الثورة ان السيطرة على الشعب يكون اما عن طريق القوة الخشنة للردع والقوة
الناعمة للحصول على اجساد متحركة دون عقول واعية فتم استحداث وزارة الارشاد (
الاعلام والثقافة فيما بعد ) وبعد التقارب مع الاتحاد السوفيتى ( سابقا ) كان
الترويج للشيوعية تحت لافتات اقل حدة مثل الاشتراكية وماشبه ذلك
تحرك
رجال ثورة يوليو على عدة محاور للسيطرة على الانسان
قوة
خشنة ( اعتقالات لكافة التيارات السياسية )
قوة
ناعمة ( كل ساحات الوعى ) المرئية والمسموعة والمكتوبة سواء بالتوجيه المباشر او
من خلال المنع من خلال الرقباء
قوة
قانونية باصدار قوانين تصب فى اتجاه السيطرة مثل قانون الازهر
قانون رقم 103 لسنة 1961
والذى جاء به انه يتم تعين شيخ الازهر من قبل السلطة وليس بالاختيار من ضمن علمائه لضمان الولاء وايضا قانون الانفتاح الصادر فى 1975 وهو يعد انقلاب اجتماعى حقيقى غير وجه مصر للابد حيث تبنى قيم الراسمالية وفيما بعد اراسمالية المتوحشة والتى تنادى ان المادة ( المال ) هو عنصر التقييم فقط للانسان
من
1981 الى 2011 منظومة مبارك والاباء المؤسسين لدولة الفساد والافساد وهم د فتحى
سورو وصفوت الشريف وكمال الشاذلى
بالاضافة
الى ظهور الكاسيت فى البداية للاحاديث الدينية التى لاتتحدث الا فى عذاب القبر
وموضوعات شتى تصب فى خانة تفريغ الدين من القيم والمثل العليا والاتمام فقط
بالشكليات بالاضافة الى الهجرات الى الدول البترودولارية ( الصحراوية والبداوة )
والعودة بقيم جديدة
الخلاصة
ان
التخريب الماثل امامنا للروح ليس عمل فردى من احاد الناس لانه عمل ليس هين بالمرة
بل منظومة متكاملة فى كافة مناحى الحياة حتى تحصل على عامل فى ترس الالة
الراسمالية من جهة ومستهلك جيد لتلك المنتجات دون النظر الى قيم ومثل عليا او
مبادئ انما الخضوع للقوانين الوضعية وفقط
تخريب
الروح هو عودة صيغة الاسياد والعبيد فى صورة
الاسياد
( اصحاب الياقات البيضاء)
العبيد
( اصحاب الياقات الزرقاء )
فانتبهوا
!!!!!!!!!!!