إيران من منظور الجغرافيا السياسية
العلاقة بين ايران واسرائيل وامريكا
====================
يعرف
المفكر السياسي الأمريكي بول كنيدي الجغرافيا السياسية بشكل مبسط بأنها تعني تأثير
الجغرافيا على السياسة: أي الطريقة التي تؤثر بها المساحة والتضاريس والمناخ على أحوال
الدول والناس فبسبب الجغرافيا كانت أثينا إمبراطورية بحرية وبسببها أيضا كانت
إسبرطة أقرب في طبيعتها إلى القوة البرية وبسبب الجغرافيا أيضا تمتعت الجزيرة
البريطانية في القرن الثامن عشر بحرية الملاحة في البحار في حين كانت بروسيا
(ألمانيا) - وبسبب الجغرافيا أيضا- محاطة بالأعداء من جميع الجهات.
و
يفرق البعض هذا المفهوم عن مفهوم الجيوبوليتيك أو ما يطلق عليه علم سياسة الأرض أو
السياسة الجغرافية أي دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية
للدولة. ولدى هؤلاء فإن الجغرافيا السياسية تدرس الإمكانات الجغرافية المتاحة
للدولة بينما الجيوبوليتيك تعنى بالبحث عن الاحتياجات التي تتطلبها هذه الدولة
لتنمو حتى ولو كان وراء الحدود وبينما تشغل الجغرافيا السياسية نفسها بالواقع فإن
الجيوبوليتيك تكرس أهدافها للمستقبل.
و
يقول الدكتور عاطف معتمد عبد الحميد إنه إذا كانت الجغرافيا السياسية تنظر إلى
الدولة كوحدة إستاتيكية فإن الجيوبوليتيك تعدها كائناً عضويا في حركة متطورة.أي أن
هذا المصطلح و بعيدا عن التعقيدات العلمية يعني الطمع الجغرافي و يواصل عاطف عبد
الحميد قوله حيث يلاحظ -مع خروج الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية كأكبر
قوة عالمية- مفهوم جديد للجيوبوليتيك وهو "الحدود الشفافة التي يقصد بها
الهيمنة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية دون حدود خرائطية للدولة. أو ما يسميه
تايلور -أشهر باحثي الجغرافيا السياسية في العقدين الأخيرين- بجغرافية السيطرة من
دون إمبراطورية.
و
لكن ما هي عناصر الجغرافيا السياسية ؟ هي تتجمع في عنصرين الطبيعية و البشرية :
فالعناصر
الطبيعية تشمل : الحدود البرية و البحرية - الموقع الجغرافي – التضاريس– المناخ –
الموارد الطبيعية
أما
العناصر البشرية فتتكون من :عدد السكان ومعدل النمو – التركيبة العرقية و المذهبية
و غيرها .
و
إذا أردنا تطبيق هذه النظريات على الدولة الإيرانية في عنصرين فقط هم الحدود و
الموقع سنجد الآتي :
أولا
الحدود البحرية و البرية :
الحدود
البحرية :من الجنوب تمتد مياه البحار بدءًا من بحر الخليج العربي إلي بحر عمان و
من هذا الطريق تتصل بالبحار و المحيطات و يمتد بحر قزوين في الحدود الشمالية.
و
إيران بهذا الموقع تطل على أهم ثلاث مسطحات مائية هي الخليج العربي في الجنوب
الغربي والبحر العربي والمحيط الهندي في الجنوب وبحر قزويـن في الشمال بطول ما
يقرب من 2500 كيلو متر كما تمتاز السواحل الإيرانية بعمق مياهها بمقارنتها
بالسواحل الغربية في دول الخليج .
هذا
الطول البحري الكبير جعل إيران في الموازين الإستراتيجية قوة بحرية كبيرة خاصة مع
بناء النظام الإيراني عدة قواعد بحرية على طول هذه الشواطئ في بندر عباس و جزيرة
خرج و غيرها .كما أن عمق الساحل يجعلها قادرة على بناء موانئ تتمتع بكفاءة عالية .
كما
أن هذه القوة البحرية الناتجة عن امتداد السواحل الإيرانية جعلها تشرف على خطوط
إمداد النفط الذي يعتمد عليه الاقتصاد العالمي .
أما
في إطلالتها على بحر قزوين فمع نهاية الحرب الباردة اعتبرت الولايات المتحدة أن
بحر قزوين يعد أحد أهم منطقتين للطاقة في العالم في القرن ال 21وأعطت له أهمية
قصوى.
وكانت
هذه النظرية الجغرافية السياسية سببًا في إعلاء قيمة موقع بحر قزوين وتنازع الدول
المشاطئة له على تقسيم ثرواته فاعتبرت إيران نفسها لها كلمة مسموعة في تقاسم ثروات
ذلك البحر .
أما
الحدود الإيرانية البرية مع دول الجوار : تجاور إيران من الشمال تركمانستان و
آذربيجان و من الحدود الشرقية تجاورها أفغانستان و باکستان و تقع تركيا و العراق
في الناحية الغريبة.
بالنسبة
للحدود الشمالية مع جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق و بالذات تركمانستان و
آذربيجان فإن هذا الجوار جعلها ذات أهمية قصوى بالنسبة أولا لروسيا التي تعد هذه
المنطقة امتداد استراتيجي لجنوبها و ذات أهمية أيضا لأمريكا التي تريد احتواء
روسيا و إقامة قواعد لها في هذه المنطقة لسهولة السيطرة على ثرواتها .
أما
الحدود مع أفغانستان و باكستان فهاتان الدولتان هما قلب المنطقة الإستراتيجية
لجنوب آسيا حيث يدور صراع محتدم منذ سيطرة طالبان على المنطقة ثم سقوطها كما أن
الصراع و التنافس النووي الدائر بين باكستان و الهند في المنطقة يدخل إيران في قلب
هذه المعمعة .
بينما
حدود إيران مع العراق و التداخل المذهبي و الديموغرافي مع شيعة العراق و الأكراد و
مع التورط الأمركيي في المستنقع العراقي يجعل إيران في قلب هذا الصراع .
ثانيا
/ الموقع الجغرافي :
من
المعلوم أن دراسة الموقع لدولة ما ليس المقصود منه التحديد المجرد الذي يربط بين
ارض الوحدة السياسية وبين معالم معينه أو مرتبطة بتحديدات فلكيه أو وصفيه وإنما
الجغرافية السياسية تهدف من وراء هذا التحديد أو الوصف إبراز القيمة الفعلية
للموقع الجغرافيلأنه يعطي للـدولة شخصية خاصة ويـوجه سياستها باتجاهات معينه ويؤثر
في قوتها وفـي الكيفية التـي تكون عليـها مصالحها الحيوية وفي الدور الذي يمكن أن
تمارسه في الوسط الدولي و لا يقتصر الأمر على ذلك وإنما تتوقف عليه الكثـير من
القـرارات السياسـية والاقتصادية وحتـى العسكرية منـها التي تـتخذها الدولـة وقد
يكون الموقع الجغرافي نقمة على الكثير مـن الدول وذلك بإدخالها في حروب مع دول
أخـرى وينطبق ذلك بشكل خاص على الدول الحاجزة التي تقع بين دول متصارعة وقد يكون
ذلك الموقع نعمة على الدول التي يكون موردها الوحيد أساس بقائها .
و
إيران تحتل موقعا جغرافيا هاما من عدة زوايا :
الأولى
: إطلالها على منطقة الخليج العربي الذي يقول عنه الخبراء لو كان العالم دائرة
سطحية وكان المرء يبحث عن مركزها ،لكان هناك سبب جيد للقول بان المركز هو الخليج
العربي،فما من مكان مثله في العالم تتلاقى فيه المصالح الكونية وما من نقطة مثله
مركزية بالنسبة لاستمرار صحة اقتصاد العالم واستقراره .
الثانية
: تقع إيران في قلب المنطقة التي يطلق عليها حافة اليابسة و الذي طرح نظريته
نيقولاي سبيكمان والتي اعتبر السيطرة عليها يسيطر على أورآسيا وبالتالي يسيطر على
العالم، ونلاحظ أن حافة اليابس هي قوس الأزمات عند بريجنسكي وهي العالم العربي
الإسلامي وتسمية الولايات المتحدة الشرق الأوسط الكبير، والذي لا زال يشكل السيطرة
علية نقطة السيطرة على العالم.
الثالثة:
تقترب إيران من نقطة الارتكاز الجغرافي حيث يعتبر الجغرافي البريطاني هالفورد
ماكندر أول من نبه إلى أهميتها في محاضرته في الجمعية الجغرافية الملكية
البريطانية في يناير 1904 و لقد وضع إصبعه على شرق أوروبا نقطة الارتكاز الجغرافي
والتي أطلق عليها عام 1919 قلب اليابس في أورآسيا، التي كان الاتحاد السوفيتي
يسيطر عليها، وطرح نظريته المشهورة التي أثرت في الفكر الإستراتيجي في أوروبا
وأمريكا خلال القرن العشرين وحتى الآن من يسيطر على شرق أوروبا يسيطر على قلب
اليابس ومن يسيطر على قلب اليابس يسيطر على جزيرة العالم ومن يسيطر على جزيرة
العالم يسيطر على العالم ويقصد ماكندر بجزيرة العالم القديم أسيا وأوروبا
وأفريقيا، ولقد فهم نابليون أهمية قلب اليابس قبل ماكندر عندما توجه إلى روسيا
وكذلك تأثر قيصر ألمانيا وليم الثاني وهتلر وموسوليني بأهمية قلب اليابس للسيطرة
على أوروبا والعالم.
وفيما
يتعلق بإيران، موضوع حديثنا، فإن أهميتها بالنسبة للغرب منذ نهاية الحرب الكونية
الثانية واستعار الحرب الباردة تكمن في أنها الطريق الآمنة شرقا إلى عموما آسيا،
وقد منحها ذلك لقب "طريق الحرير".
إنها
أيضا النقطة العازلة بين الجليد الروسي، وما جرى التعارف عليه مجازا بالدب القطبي،
وبين المياه الدافئة في الخليج العربي، حيث يوجد أضخم احتياطي للنفط فوق كوكبنا
الأرضي.
كما
أن لها أهمية جيوسياسية، كونها من جهة، تقع في القلب من القوس المطوق للاتحاد
السوفييتي سابقا وروسيا الاتحادية حاليا، والمكون من باكستان وأفغانستان وإيران
والعراق وتركيا. ومن جهة أخرى، فإنها تجاور من جهة الشرق، الوطن العربي بثقله
التاريخي والسياسي والاقتصادي. وقد أكدت العقود السبعة المنصرمة تأثير ذلك في رسم
السياسات الأميركية بالمنطقة، ابتداء من مشروع "آيزنهاور" لملء الفراغ،
إلى حلف بغداد، وحلف المعاهدة المركزية التي انطلقت في مطالع الخمسينات من القرن
المنصرم.
وكانت
إيران طيلة حكم الشاه قطبا رئيسا من أقطاب التحالف الأميركي بالمنطقة، إضافة إلى
أنها من الدول الرئيسة المنتجة للنفط.
ومنذ
مطالع هذا القرن، أثبتت القيادة الإيرانية، للأميركيين أن بالإمكان الاعتماد عليها
في الأزمات الكبرى، كالاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق. وفي كلا الاحتلالين،
لعبت القوى الصديقة لإيران في البلدين دورا أساسيا في إنجاح العمليات السياسية
التي أعقبت الاحتلال. كما أن للتنسيق الإيراني المباشر مع الأميركيين دورا كبيرا
مساعدا في تسهيل عملية الاحتلال.
لقد
ضعف دور إيران في حسابات صناع القرار الأميركي بعد قيام الثورة الإسلامية فيها.
وقد تزامن ذلك مع التدخل العسكري السوفييتي في مطالع الثمانينات، حيث غرق جيشه في
ذلك المستنقع، وهيأ مستلزمات سقوطه وسقوط الجمهوريات التابعة والحليفة له في نهاية
ذلك العقد.
تاريخ
العلاقات السرية بين إيران وإسرائيل
======================
قصة
التعاون الإسرائيلي الإيراني
كانو
الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا و إسرائيل ثم فضح الله
أمرهم بعد أيام من هذا الإصرار فنكشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار
كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ
لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران و إسرائيل منذ بداية الحرب العراقية
الإيرانية لقد تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل من
خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات
الإسرائيلية و الجيش الإسرائيلي و قد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980
وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار و
في حقيبته مئة و نصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983 و
قد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملاين الناس في التلفزيون الألماني و كان من
جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل و زوجته يهوديان
إسرائيليان يعشان في لندن وقّع فيه خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في
إسرائيل إسمها شركة بتاريخ 28-3-1981 TAT والصفقة الثانية بتاريخ 6-1-
1983يعقوب النمرودي الذي وقع صفقة و توجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات و كذلك
العقيد اليهودي أسلحه كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.
و في 18تموز1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران
عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و
هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و
قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة
التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم و كان سمسار
العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى
إستلمتها في 10-7-1981والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق
العودة ضلت طريقها ثم أسقطت و في 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية
في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى
آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب و قادرته في اليوم
ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة
نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و قادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها
الكابتن (كرديرو) و في 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تلابيب وقادر
ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
و في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية في
24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود
هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك
و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982
إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع
الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف
العراق وقد أفادة مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن
مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل
في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من
الفلسطينيين بجنوب لبنان و ذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات
المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي
صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار و ذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة
الأوبذيفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت
المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى
إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا
لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه
أمريكا و روسيا و غيرهما؟!
و في سنة 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية
من المتفجرات و ذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت و دخلوا بها الى مكة ثم
قاموا بتفجير بعضها و قد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد و جرح
عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم و قبض عليهم و كانوا 14 من
الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي و يظهر الندم و التوبة أثناء مقابلة تلفزيونية
أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم و بين السفارة الإيرانية في
الكويت و أنها سلمتهم المتفجرات هناك.
إن علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران و بين الدول
الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف و الشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات
الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه إخواننا
المجاهدين في أفغانستان بل إن أحسن العلاقات وأطيبها قائمة بين إيران و بين دول
جائرة ظالمة تتعامل مع شعوبها بالنار و البطش بل أن إيران نفسها أقامت في
أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل
الجهاد في أفغانستان ثم ما لبثت أن استخدمت بعض طوائف من الشيعة في لبنان الذين تم
على يدهم قتل الآلاف من المسلمين الفلسطينين و تدمير بيوتهم و ممتلكاتهم و قتل
رجالهم و شيوخهم و نسائهم بلا رحمة.
علاقات قوية ربطت بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي
قبل الثورة الإسلامية، حيث اعترفت إيران زمن “الشاه” بإسرائيل بعد عامين من
تأسيسها عام 1948، ورغم أن حكومة “مصدق” اتخذت قرارًا بإغلاق القنصلية الإيرانية
في القدس، وهو القرار الذي اعتبره العرب بمثابة تراجع من جانب إيران عن الاعتراف
الرسمي بإسرائيل، فإن علاقات إيران بإسرائيل اتخذت بعدًا أكثر عمقًا في أواخر عقد
الخمسينات بالتحالف الإستراتيجي بينهما في المجال العسكري، في مواجهة الأعداء
المشتركين لهما، العرب والاتحاد السوفيتي، فاستفادت إيران عن طريق هذا التحالف من
تدعيم علاقاتها مع العدو الرئيسي للدول العربية في ظل تزايد حدة العداء بينها وبين
الأخيرة، خاصة مصر في عهد “عبد الناصر” وكذلك العراق بعد انقلاب 1958.
واستطاعت إيران الشاه الحصول على السلاح الذي تحتاج إليه
من إسرائيل، واستفادت أيضًا إيران في مشروعاتها الزراعية والصناعية كمشروع قزوين
الزراعي الصناعي، واستثمر أصحاب رؤوس الأموال الإسرائيليون في عدد من البنوك
المختلطة وشركات الإنتاج والخدمات الإيرانية، كما أتاحت العلاقات مع إيران
لإسرائيل، الخروج من حصارها السياسي والإقليمي بتدعيم علاقاتها مع دول الجوار غير
العربية، واستطاعت إسرائيل الحصول على النفط الإيراني مصدرًا رئيسيًا للنفط، أثناء
عدوان 1967، وحرب أكتوبر 1973، واستمرت العلاقة بين الدولتين في هذا التحالف إلى
أن قامت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وتظهر دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية
حول تاريخ العلاقات “الإيرانية– الإسرائيلية” أن طهران استفادت من هذه العلاقات في
العديد من المجالات، منها العسكرية حيث حصلت إيران على سلاح من دولة الاحتلال
الإسرائيلي علاوة على إقامة المشروعات الزراعية والصناعية، وكان مقابل ذلك أن حصلت
“إسرائيل” على النفط الإيراني كمصدر رئيسي أثناء عدوان 1967 وحرب 1973. الدارسة
أوضحت أن العلاقة بين تل أبيب وطهران استمرت في هذا التحالف إلى أن قامت الثورة
الإسلامية في إيران 1979.
المصادر
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
http://islamicweb.com/arabic/Shia/Iran-Israel.htm
http://www.sasapost.com/israel-iran-relashionship/
http://www.alarabiya.net/articles/2011/01/11/133059.html
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=27269