مصر في القرآن الكريم و الاحاديث النبوية
============================
أولا : كلمة مصر في القرآن الكريم :
===================
جاءت كلمة ( مصر ) في القرآن الكريم في خمسة مواضع هي
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَ;كُمَا بِمِصْرَ بُيُوتا : يونس87ً "
و " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ.. يوسف21 "
و" وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ : يوسف99 "
و" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ.. 51 الزخرف "
وفي قوله تعالي في قصة موسي قال : " اهْبِطُوا مِصْرًا.. البقرة 61 "
وواضح أن كلمة " مصر" قد وردت في سياق قصتي يوسف وموسي إلا أن الأمر الذي يستدعي إيضاحا هو قوله تعالي علي لسان موسي لقومه . " اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ .. 61 البقرة "
فكلمة " مصر" هنا لا تدل علي مصر الوطن وإنما تعني المدينة المتحضرة أي مدينة متحضرة في أي مكان . ودليلنا أن كلمة " مصر" في الآية جاءت مفعولا به منصوبا وهي منونة " مصرا " أي ليست ممنوعة من الصرف ، وفي موضع آخر يقول تعالي علي لسان يوسف " وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ :99 يوسف " فجاءت الكلمة هنا " مصر " تدل علي الوطن وهي مفعول به أيضا ومنصوب ولكن بدون تنوين لأنها ممنوعة من الصرف حيث تدل علي( مصر) الوطن الأعجمي.
وهذه التفرقة اللغوية الدقيقة بين كلمة " مصر" في الآيتين توضح لنا أن كلمة "مصر" لها معنيان :
*معني الوطن الذي يعيش فيه المصريون،
وهذا هو المعني الذي ورد في القرآن ممنوعا من الصرف أي بدون تنوين، وذلك في أربعة مواضع.
* معني المدينة المتحضرة .
وفي القاموس في معاني كلمة مصر : " مصروا المكان تمصيرا جعلوه مصرا فتمصر " ومصر أي المدينة التي تتميز عما حولها من بوادي. ونفهم ذلك من قولهم عن عمر بن الخطاب أنه الذي " مصر الأمصار " أي " أنشأ الأمصار" أو أنه بعث العمال أو الولاة علي "الأمصار" أي الولايات . وقد أطلقوا علي الكوفة والبصرة لقب "المصران" مثني " مصر" . وقد بدأ التمدن في العالم ببناء المدن في مصر لذا نحتت اللغة العربية كلمة مصر" لتدل بها علي قيام الدولة أو المدينة المتحضرة التي تحيط بها البوادي .
وفي قصة يوسف قوله لإخوته وهو في سلطانه في مصر. " وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ... يوسف 100 " أي كان شرق مصر في ذلك الوقت رعويا بدويا .
وهكذا فإن موسي حين قال لقومه "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ :61 البقرة" تفيد أي مدينة ولا تدل علي الوطن المصري علي وجه الخصوص.
وكلمة " مصر" بمعني البلد المتمدن أو الدولة تعتبر اعترافا من اللغة العربية بقدم العمران المصري والحضارة المصرية. فالعرب حين عرفوا النطق باللغة العربية استعاروا كلمة " مصر " لتدل علي المدينة والحضارة ،ثم جاء القرآن فيما بعد يسجل هذا المعني ويميزه بفارق لغوي دقيق حين يجعل كلمة " مصر" الوطن ممنوعة من الصرف باعتبارها علما ـ وذلك في أربعة مواضع ، ثم تكون كلمة " مصر" الدالة علي المدينة منونة في موضع وحيد في القرآن الكريم .
ب ـ مصر بمعنى الأرض :
=============
وهناك أهمية أخري يضيفها القرآن الكريم علي مصر حين يعبر عنها بلفظ " الأرض " .
والنسق القرآني يضفي وصف الأرض علي وطن ما إذا بلغ قومه درجة كافية من القوة تجعلهم يتصورون أنفسهم قد تحكموا فى (الأرض )،أو لا يرون غيرهم فى (الأرض ) .
ونفهم ذلك من قوله تعالي عن قوم (عاد ) : " فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً: 15 فصلت " .
ولذلك فقد استحقت مصر من القرآن أن توصف بأنها " الأرض" حيث عاشت الدولة فيها قوية مهابة في عصور طويلة موغلة في القدم ، وخصوصا في عصر الرعامسة الذي شهد قصة موسي.
وتقرأ في ذلك قوله تعالي في سورة القصص علي سبيل المثال : " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ.. القصص 4" ، " وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ.. القصص 5"
" وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ.. القصص 6" ، " إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ.. القصص 19" "وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.. القصص 39"
ونسير مع قصة موسي في سورة الأعراف لنجد القرآن أيضا يعبر عن مصر باسم الأرض في قوله تعالي: " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْض : الأعراف 127 " ، " قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ: الأعراف 128 " ، " قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ .. 129 الأعراف "
إلي أن يقول تعالي عن نهاية فرعون ويصف مصر بأروع وصف : " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا.. 137 الأعراف "
وفي قصة يوسف يقول تعالي عن تطور مكانة يوسف في مصر " وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ : يوسف 56 " وحين طلب وظيفة من الملك قال له " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ: يوسف 55 " فكانت خزائن مصر هي خزائن الأرض جميعا .
وقد عكس القرآن الكريم إحساس المصريين القدامى بأن مصر تمثل الأرض كلها في ذلك الوقت حيث تركزت فيها الحضارة والمدنية بينما تعيش أوربا في الكهوف ، يقول مؤمن آل فرعون لقومه: "يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ؟ : غافر 29 "
وفي الوقت نفسه كان فرعون يخشى من دعوة موسي أن تتمخض عن انهيار حضارة مصر فيقول لقومه: " إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ: غافر 26 " .
وعبر القرآن الكريم عن اعتزاز المصريين بوطنهم ويتجلى ذلك في قولهم لموسي أو عن موسي وأخيه. " قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ.: طه 63 "
" قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى ؟ : طه 57 "
فقالوا " أرضنا" و " أرضكم " تمسكا منهم بوطنهم .
والقرآن الكريم حين يضفي علي مصر وصف الأرض إنما يعكس أيضا إعجازا تاريخيا يضاف إلي اعجازاته المتنوعة في الفصاحة والعلوم . ذلك أن ما نقله القرآن الكريم باللغة العربية عن اعتزاز المصريين بأرضهم سجله فيما بعد علماء المصريات حين عرفوا رموز اللغة الهيروغليفية وقرأوها وعرفوا أن كلمة " توميري" كانت متداولة علي لسان المصريين وتعني عندهم " الأرض المحبوبة " أي مصر ، وفي نفس الوقت يقولون عن الصحراء وما لا يعرفونه من الأرض المجهولة والتي لا يهتمون بها أنها " آخيت ".
ولا يزال المجال مفتوحا أمام علماء الآثار والمصريات لاكتشاف المزيد مما أشار إليه القرآن الكريم.!!
يعتقد البعض أن مصرا ذكرت خمس مرات في القرآن الكريم فقط.
ذكر مصر في القرآن لا يقتصر على ذكرها بالاسم فقط ولكنه يشمل أيضا ذكر بعض اجزاء من مصر وشخصيات مصرية وكذلك اشياء مصرية.
ذكر مصر بكلمة مصر
=============
ذُكرت مصر في القرآن الكريم خمس مرات في الآيات التالية:
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ
اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ..، سورة البقرة، جزء من الآية 60.
وفي الاية الاخيرة حيث قال بعض المفسروون أنها مصر وقال البعض الاخر أن مصرا ممنوعة من الصرف والمقصود هنا مصر من الامصار.
ذكر الأشخاص
=======
ذكر العديد من الأشخاص المصريين في القرأن الكريم ومثال ذلك النبي ادريس عليه السلام. يقال أنه هو ازوريس الذي خلده المصريوون القدماء.
ذكر الله تعالى في مواضع كثر فرعون وهو أحد الفراعنة المصريين ويقال أنه رمسيس الثاني كما ذكر وزيره هامان وذكر قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام وذكر سحرة فرعون كما ذكر أيضا ملك مصر الذي عاصر النبي يوسف وكذلك عزيز مصر وامرأة العزيز ونسوة مصر ومفسري الأحلام المصريين.
ذكر الأماكن في مصر
============
ذكرت أماكن بعينها في مصر وهي أيضا كثيره مثل جبل الطور وذكرت أيضا سيناء كما ذكر اليم (نهر النيل) الذي القي فيه موسى عليه السلام كما ذكر البحر الذي شقه موسى وهو البحر الأحمر كما ذكرت الربوة ذات القرار والمعين التى نزلت بها السيدة مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام حيث قال أحد التفاسير انها مصر كما ذكرت مصر على انها جنات وعيون وزروع ومقام كريم (} كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {الدخان/25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {الدخان/26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )
ذكر اشياء من مصر
===========
أيضا جاء في كتاب الله ذكر اشياء من مصر كالعجل الذي اتخذه بنو إسرائيل اله وكالحلي الذي اعطاه المصريون لهم ابان خروجهم من مصر وكالشجرة التي تخرج من طور سيناء.
وايضا قوله تعالي { وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد } وهى على الأرجح الأهرامات التى تشبه الأوتاد الثابتة في الأرض المتينة البنيان ، وفرعون المشار إليه هنا ، فرعون موسى الطاغية الجبار.
مصر فى الاحاديث النبوية
==============
اولا الاحاديث الصحيحة
=============
الحديث الأول :
( إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ) .
قَالَ الزُّهْرِيُّ : " فَالرَّحِمُ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ " .
رواه الحاكم في " المستدرك " (4032) عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعا ، وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1374) على شرط الشيخين أيضا .
الحديث الثاني :
( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا ) .
رواه مسلم (2543) عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا .
.
الحديث الثالث :
( اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً ، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ ) .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير" (561) عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعا ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (3113) .
الحديث الرابع :
( إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ ، جُعْدٌ رُءُوسُهُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ) يَعْنِي قبطَ مِصْرَ .
رواه أبو يعلى (1473) عن أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرو بْن حُرَيْثٍ وَغَيْرهمَا .
وقال الهيثمي :
" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ " انتهى من "مجمع الزوائد" (10/ 64) .
الحديث الخامس :
( مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا ، وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا ، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ) .
رواه مسلم (2896) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعا .
قال الخطابي رحمه الله :
" المد مكيال أهل الشام ، يقال إنه يسع خمسة عشر ، أو أربعة عشر ، مكوكا، والإردب مكيال لأهل مصر ، ويقال إنه يسع أربعة وعشرين صاعا .
ومعنى الحديث : أن ذلك كائن، وأن هذه البلاد تفتح للمسلمين ، ويوضع عليها الخراج ، شيئا مقدراً بالمكاييل والأوزان ، وأنه سيمنع في آخر الزمان " .
انتهى من"معالم السنن" (3/ 35) .
الحديث السادس :
( سَيْحَانُ ، وَجَيْحَانُ ، وَالْفُرَاتُ ، وَالنِّيلُ : كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ) .
رواه مسلم (2839) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا .
ومن الأحاديث الباطلة والواهية في شأن مصر :
=========================
الحديث الأول :
" الجيزة روضة من رياض الجنة ، ومصر خزائن الله في الأرض ".
أخرجه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " (337) من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط مرفوعا.
وأورده الألباني في "الضعيفة" (889) وقال : " موضوع " .
الحديث الثاني :
( مصر كنانة الله في أرضه ) .
وهو حديث لا أصل له ، انظر جواب السؤال رقم : (134937) .
الحديث الثالث :
عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض ) فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) .
أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، وهو حديث ضعيف جدا ، انظر جواب السؤال رقم : (134287) .
الحديث الرابع :
عن ابن شهاب قال : ( بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسل بنها ) .
رواه ابن معين في "تاريخه" (4/478) وهو حديث لا يصح ، وقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (1258) وقال : منكر .
راجع جواب السؤال رقم : (177752) .
وبنها مدينة من مدن بلاد مصر .
الحديث الخامس :
عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : " لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤونة من أشهر العجم – فقالوا : أيها الأمير ، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها . قال: وما ذاك ؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها ، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل .
فقال لهم عمرو : إن هذا مما لا يكون في الإسلام ، إن الإسلام يهدم ما قبله .
قال : فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه : إنك قد أصبت بالذي فعلت ، وإني قد بعثت إليك بِطاقة داخل كتابي ، فألقها في النيل .
فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر : أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك : فلا تجر ، فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك "
قال : فألقى البطاقة في النيل ، فأصبحوا يوم السبت ، وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة ، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم " .
رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص165) واللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة" (6/463) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44 /336) ، وهو حديث ضعيف ، انظر جواب السؤال رقم : (178417) .
الحديث السادس :
( مِصْرُ أَطْيَبُ الأَرَضِينَ تُرَابًا ، وَعَجَمُهَا أَكْرَمُ الْعَجَمِ أَنْسَابًا ) .
لا أصل له ، قال السخاوي : " قال شيخنا - يعني ابن حجر - : لا أعرفه مرفوعا، وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص ".
انتهى من "المقاصد الحسنة" (ص/ 609) .
هذا ما تيسر جمعه من الأحاديث المذكورة في شأن مصر ، فبعضها صحيح ، وبعضها باطل لا أصل له ، كما تبين .
انواع الاحاديث
=========
1- المرسل: هو الحديث الذي سقط من سنده الصحابي مثاله قول: سعيد بن المسيب وأمثاله من التابعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحذف الصحابي الذي روى عنه، والحديث المرسل من أنواع الحديث الضعيف.
2- الموقوف: هو ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم وأفعالهم ونحوها، فيوقف عليهم ولا يتجاوز بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع من الصحيح والحسن والضعيف.
3- المرفوع: هو ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو صفة. وقد يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً بحسب حال سنده ومتنه.
مكانة مصر عند السَّلف الصَّالح:
=================
كان بمصر إبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإدريس، ويعقوب، ويوسف، واثنا عشر سبطاً، ووُلد بها موسى، وهارون، ويوشع بن نون، ودانيال، وأرميا، ولقمان عليهم جميعاً أفضل الصَّلوات وأزكى التَّسليمات..
وكان بها من الصِّدِّيقيين والصِّدِّيقات: مؤمن آل فرعون الذى ذكره فى القرآن فى مواضع كثيرة، وقال على بن أبى طالب اسمه: حزقيل، و كان بها الخضر، وآسية امرأة فرعون، وأم إسحاق، ومريم ابنه عمران، وماشطة بنت فرعون.
من مصر تزوَّج إبراهيم الخليل هاجر أمَّ اسماعيل، وتزوَّج يوسف عليه السَّلام من زليخا، ومنها أهدى المقوقس الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام مارية القبطية، فتزوجها وأنجبت له إبراهيم.
ومن الأسماء المصريَّة اللامعة في الرِّياضيات، والفلك، والطِّبِّ، والفلسفة، والمنطق وغيرها من العلوم: الإسكندر ذو القرنين، الذي تلا الله قصَّته في القرآن الكريم، وفيثاغورث، وسقراط، وأفلاطون، وأرسطاطاليس، وأرشيمدس في الهندسة، وجالينوس في الطَّبيعة. حتَّى إنَّ مصر كانت وما زالت تعلِّم وترسل بعثاتها إلى الخليج العربيِّ لتعليم كافَّة العلوم والفنون، في الأدب، والفقه، والشَّريعة، والحديث، والقرآن وغيرها من العلوم.
قال أبو بصرة الغفاري: مصر خزانة الأرض كلِّها، وسلطانها سلطان الأرض كلِّها، وبها من الخير ما يكفي لإطعام الأرض كلِّها، ووصف الله مصر بكونها مبوَّأ صدق، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾يونس: 93، وأخبرنا أنَّها أرض مباركة، قال الله تعالى:﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾الأعراف: 137، وقال الله تعالى على لسان يوسف عليه السَّلام:﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾يوسف: 55، ولم تكن تلك الخزائن بغير مصر، فأغاث الله بمصر وخزائنها كلَّ حاضر وباد من جميع الأرض.
وقال سعيد بن أبي هلال: مصر أمُّ البلاد، وغوث العباد.
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: " ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة ". وقد جباها في أوَّل سنة عشرة ملايين دينار، وقد كانت تجبي قبل ذلك للرُّوم عشرين مليون ديناراً، فانظر كيف أتى الإسلام بالرَّحمة لأهل مصر.
وقال عبد الله بن عمرو: من أراد أن ينظر إلى الفردوس؛ فلينظر إلى أرض مصر، حين تخضرُّ زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنَّوار أشجارها، وتغنِّي أطيارها.
وقال كعب الأحبار: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنَّة، فلينظر إلى مصر إذا أخرفت وأزهرت، وإذا اطَّردت أنهارها، وتدلت ثمارها، وفاض خيرها، وغنَّت طيرها.
ودخل مصر من الصَّحابة كثير منهم: الزَّبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصَّامت، وأبو الدَّرداء، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعقبة بن عامر، وعمار بن ياسر، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة وغيرهم.
وعاش في مصر من الفقهاء والعلماء الكثير منهم: اللَّيث بن سعد، والعزُّ بن عبد السلام والإمام الشافعي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، والإمام الشَّاطبي، ووُلِد فيها عمر بن عبد العزيز، وجعفر المتوكل على الله من الخلفاء.
وقال أحمد بن صالح: قال لي سفيان بن عيينة: يا مصريُّ! أين تسكن؟. قلت: أسكن الفسطاط. قال: أتأتي الإسكندريَّة؟. قلت: نعم. قال لي: تلك كنانة الله، يحمل فيها خير سهامه.
وقال يحيى بن سعيد: جُلْت البلاد، فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه، إلا بالمدينة وبمصر.
وقال خالد بن يزيد: كان كعب الأحبار يقول: لولا رغبتي في الشَّام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟. قال: إني لأحبُّ مصر وأهلها؛ لأنَّها بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك يعافون، ومن أرادها بسوء أكبَّه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85
http://islamqa.info/ar/197677
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=27173
http://www.qaradawi.net/new/index.php?option=com_content&view=article&id=2581&catid=269&Itemid=545
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=307721
http://www.civilizationguards.com/2013/09/number-mention-egypt-quran.html
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5838
http://www.almoslim.net/node/162093