اسف على الازعاج
==========
فيلم غير عادى لان الفكرة كانت باهرة وهى رفض الواقع والانغماس فى الماضى لدرجة انه الغى الحاضر وبالتالى المستقبل
وحتى يقنع انه على الطريق الصحيح خلق عالم لنفسه يعيش فيه بالاضافة للهلاوس السمعية والبصرية
وحتى يزداد اقتناعا بالعالم الافتراضى الوهمى الذى خلقه فاستحضر فكرة المؤامرة الكونية ضده لانه يريد اصلاح العالم ومن ثم العالم كله ضده حتى يتمتع بدور الضحية بخلاف استدرار عطف الاخرين واى احد يعارضه هو كاره له او حاقد او جاهل
فكرة تلخص حياة الملايين من اصحاب الجيتو الفكرى المنغلق الرافضين لاى افكار بخلاف التابوهات التى يعشوقها والاصنام الفكرية التى يدور حولها ليل نهار
اخرج من افكار الفيلم عن موت الاب ورفض الابن الاعتراف انه مات الى رحاب الافكار المجردة واسقطها على كل شئ ترى العجب العجاب
وهى ان رفضك لواقع ما لا يلغى الواقع ذاته بل هو هروب خانع من هذا الواقع
هذا الرفض للواقع ليس الا انسحاق مقيت ومميت لان الرفض الحقيقى هو محاولة تعير الواقع بالمعرفة الحقيقية والثقافة الثقيلة وليس ثقافة المعلبات السابقة التجهيز
لا جدال ان صناع العمل كانوا مخلصين للفكرة ومن هنا كان التنفيذ الهادئ دون صراخ او عويل ولكن تم تسريب الفكرة بنعومة بالغة حتى تترسخ داخل اى متلقى مهما كانت درجة ثقافته
وكان الابداع محالف لكل صناع العمل ابتدا من الكاتب ايمن بهجت قمر وسيناريو محكم وحوار اكثر من رائع
والمخرج خالد مرعى بكادرات هادئة مريحة للعين مع فخامة وغنى من الناحية التشكيلية وكان مبهر فى لقطة الفرح الذى تيقن البطل بعدها انه يرى وهم فى خياله من خلال ذات المشهد على ارض الواقع الوهمى ف خيال البطل والاخر الحقيقى على شاشة العرض
والموسيقى لعمرو اسماعيل
ام النجوم احمد حلمى ومحمود حميدة ومنة شلبى كان التحليق ما بعد الابداع لان الخيال النابع من الاقتناع بالفكرة لدرجة التماهى مع الشخصية المنفذة كان فوق العادى
فيلم يحفظ فى ذاكرة السينما لسنوات عديدة
ملحوظة
مشاهد العبقرى محمد شرف لابد ان تدرس فى المعاهد المتخصصة كفكرة عن الانتظار القاتل للحياة و الفهم الخطئ للرضا وايضا الونس باى احد حتى لو غريب
وطبعا الاداء المبهر من الممثل العظيم محمد شرف الذى ظهر فى السينما كالشهاب واختفى سريعا ولكن اثره باقى لسنوات وسنوات