يناير وتفكيك الوهم
مر
المجتمع المصرى بعدة صدمات حضارية شديدة خلال القرن العشرين
كانت
البداية مع ثورة 19 وماتبعها من خلخلة بعض مفاصل المجتمع المتماسك ظاهريا وجاءت
الفترة اللبيرالية حتى 52 ساهمت بشكل كبير فى هذه الخلخلة وان كانت مست الطبقة
العليا اكثر
عندما
قامت ثورة 23 يوليو حاولت هندسة المجتمع بعدة طرق من خلال التنميط والقولبة ولكنها
انشات طبقة متوسطة من خلال التوسع فى شركات القطاع العام وقانون الاصلاح الزراعى
عندما
تولى الرئيس انور السادات الحكم وبعد انتصار حرب اكوتبر اصدر قانون الانفتاح
الاقتصادى وهو بمثابة قنبلة انشطارية تفجرت فى وجه المجتمع لتغيره للابد ولكن ظلت
فئة تقاوم تلك القيم الجديدة
تولى
الرئيس حسنى مبارك الحكم وادعى الاستقرار ولكن تم هندسة المجتمع استنادا الى نتائج
قنبلة السادات ويمكن تلخيص هندسة منظومة حكم مبارك فى العبارة التالية
افعل
ماتشاء طالما لا تقع تحت طائلة القانون الذى اساسا قانون سكسونيا
بعد
الايجاز المخل لهندسة المجتمع المصرى خلال القرن العشرين فهذا اعتبره استهلال
الغرض منه ان نوضح ان المجتمع المصرى تم العبث فى قواعده بعدة طرق ولكن حافظ على
بعض القيم ولو حتى ظاهريا فظن الناس انه لاتوجد اى خلخلة للمجتمع حتى اتت ثورة
يناير بعبقريتها الغير مسبوقة ورسخت مبادئ ضد كل هندسة سابقة للمجتمع سواء سابقا
او لاحقا
كان
من اهم مبادئ ثورة يناير اننا نقف على ارضية واحدة وهى المساواة دون اعتبار لاى
اختلافات وهمية من حيث الجنس والدين والغنى مع قبول المختلف دون الدخول فى اسباب
الاختلاف من منطلق الحرية للكل وان الكل انسان وفقط
فوجدنا
الاسلاميين رجال ونساء يغنون اهازيج ثورية حتى وصل الامر وكأنها حلقة ذكر وبدا
البعض يتمايل كنوع من التعبير عن الذات المقيدة بقيود من صنع المجتمع الذكورى
ووجدنا
الليبرالين يقبلوا الاسلاميين دون شرط او قيد وكانت الحوارات بينهم على ارضية ان
الكل له الحق فى قطعة من الكعكة الحجرية
امن
اهل يناير بقيم يناير من مساواة وحرية وانطلقوا يمارسوا هذه القيم ولكن الاكثرية
قاومت هذه القيم لاسباب كثيرة جدا لا مجال لسردها الان وهزمت يناير على الاقل
ظاهريا ولكنها حطمت اسطورة المجتمع المتماسك واعرافه الغبية وانطلق الكل يمارس
حريته بانفلات لان يناير لم تستمر حتى ترسخ قيمها ومن ثم خرج المارد من داخل كل
انسان المكبوت عبر شبكة جهنمية من القواعد الموضوعة من قبل سادة المجتمع الذى هو
ليس مجتمع بالمعى المعروف بل هى تجمعات بشرية لا رابط بينهم الا التةاجد المكانى
وفقط
وبسبب
انفلات المارد من كل انسان مكبوت ومنسحق صاح البعض ان المعاير الاخلاقية تدهورت
لان العامة والهماء واولاد الشوارع خرجوا عن قواعد السادة واضعى تلك المعاير
وساهمت وسائل التواصل الاجتماعى ( فيس بوك 0 تويتر 0 واتس اب 0 انستجرام 0 ايمو 0
يوتيوب ) فى تفتيت البقية الباقية من وهم المجتمع المصرى المهندس سابقا
الفوضى
طبيعيا جدا فى بدايات الحرية خاصة لمجتمع الاعداد الكبيرة والزحمة والمقيدة بقيود
شكلية على كل المستويات حتى المستوى الدينى
بناءا
على تم ذكره مارس الجميع العلمانية التى اطلقت عليها العلمانية العملية اى علمانية
دون اى اسس فكرية لان الكل جاهل بالعلمانية وربما لم يسمعوا عنها بسبب الجهل
العادى او المركب او عدم الثقافة على اى مستوى
ردا
على اصحاب العنتريات اللفظية واصحاب الفضيلة الوهمية والاخلاق المزعومة الذين
سينبروا ضد المقال لانها مزقت ورقة التوت الخاص بهم نقول
من
الحصافة معرفة ان القيود التى فرضت على المجتمع المصرى عديدة
فعند
كسرها لابد ان يحدث ضجيج وفوضى عارمة حتى نصل بعدها الى بر لوضع العقد الاجتماعى
الجديد على اسس يناير
ملحوظة
3
يوليو 2013 صورة منعكسة من يناير ومكمل لها
-
العلمانية كما عرفها الدكتور المسيرى هى