الجوكر
====
الصدق
هو المدخل الحقيقى بصناعة فيلم الجوكر
البداية
من السيناريست العبقرى الذى كان فى قمة صدقه مع نفسه وفى التناول للقضية التى
سيقوم بطرحها وهى
ادانة
المجتمع كله دون استثناء الى فئة او اشخاص
يبدا
الفيلم من اول لحظة دون انتظار كتابة الاسماء بقضية اضراب عمال النظافة وتراكم
القمامة فى ارجاء المدينة وانتشار الفئران وكأن السيناريست اراد ان يقول ان
القمامة الحقيقية هم البشر التى تهين الاخر تحت مزاعم شتى
فنحن
امام حالة مثالية لتحويل انسان يريد ان يعيش على هامش الحياة الى قاتل هادئ
الاعصاب
حيث
نجد الام ( وهى ليست ام حقيقية ) مريضة عقلية وسنعرف هذا من لقطة منتهى الاهمية
وجاء بها
تقارير
اساءة واهمال - تقييم الام بالتبنى )
اظهرت
سلوكا غريبا جدا - اعتداء بدنى - طلب تبنى واتفاقية وصاية
يقول
المحقق لقد تبنيته - كما وقفت متفرجة بينما اساء احد احبائك مرارا وتكرارا معاملة
ابنك المتبنى واعتدى عليه بالضرب وعثر على ابنك مقيدا فى شقتك القذرة يعانى من سوء
التغذية والكدمات تغطى جسده ومصابا بالة حادة فى الراس
كان
رد الام بالتبنى لم اسمعه يبكى قط لطالما كان طفلا صغيرا سعيدا)
كان
من الطبيعى للتربية المنحطة تلك ان نحصل على مريض عقلى وسنعرف هذا ايضا من احد
اللقطات الرهيبة وفيها
(سامحونى
على ضحكى انا اعانى من حالة مرضية تسبب الضحك المفاجئ لايمكن السيطرة عليها ولا
تتماشى مع ما اشعر به وهى تصيب من يعانون من اصابات دماغية او امراض عصبية محددة)
وكأن
المجتمع باسره يقوم بصناعة القتلة دون ان يدرى بسبب القمامة الفكرية وانعدام
الانسانية وعدم احترام الفرد
فنجد
زميل العمل يهديه مسدس ويزرع بداخله فكرة ان الضعيف يضيع حقه بعد واقعة ضربه من
بعض الشباب
نجد
التحقير الدائم من صاحب العمل والخصم من المرتب حتى تاتى الطامة الكبرى بطرده من
العمل
نجد
اثناء عودته مكسورا بعد طرده من العمل 3 سكارى يقوموا بالتحرش بفتاة بالمترو فيقوم
بالضحك ( وهو كما علمنا مرض وليس فكاهة) فاذ بالثلاثة يقوموا بضربه بعنف فيقوم
بقتلهم جميعا
هنا
تاتى دور النخبة من سياسين ومقدمى برامج وصحافيين لصناعة حالة من الهياج المجتمعى
وكل منهم يعمل لصالح ذاته دون معرفة اسس الامر الحقيقية
تبدا
الجموع الغفيرة برد فعل عكسى بجعل المهرج بطل يعبر عنهم فى الاقتصاص من الاغنياء
يحاول
المهرج العمل من جديد ولا ينجح ولكن احد البرامج يعرض فشله كنوع من الكوميديا
الساخرة من البشر
ينتقم
اولا من الام المزعومة بقتلها ثم جارته ثم زميل العمل ثم مقدم البرنامج الذى سخر
منه وعلى الهواء اثناء اذاعة البرنامج ويتم القبض عليه ولكن المجتمع الثائر يحرره
صناعة
الصدق لا تحتاج تجميل الواقع المزرى ولكن ان ترى الواقع كما هو لذا كان السيناريست
الفذ واضع الاساس لهذا العمل العبقرى حتى جاء المخرج الباهر الماهر ليقوم بالتفانى
الغير عادى ليصنع كادرات تبدو بسيطة ولكن كل عنصر فى التكوين التشكيلى للصورة خادم
مطيع للفكرة فنجد مواقع طبيعية كثيرة - تصوير خارجى - والاضاءة الخافتة الاقرب
للظلام لتعبر عن ظلام النفوس البشرية بخلاف اختياراته لطقم العمل
ناتى
الى قمة القمم فى التمثيل من هذا الممثل الفذ (خواكين فينيكس ) الذى سيكون محل
دراسة من قبل معاهد التمثيل فى العالم فى تعريف معنى التمثيل الحقيقى والعزف
باوتار الروح على الة الجسد لتخرج لنا مكنون القلب وما يدور داخل النفس البشرية
فنجد
الضاحك العابس لان الضحك مرض وليس سعادة
نجد
المتالم الصامت المعبر من خلال كل ذرات جسده النحيل وروحه الضائعة وقلبه المنكسر
لنجد انفسنا امام حالة تمثيلية ربما لم نراه من قبل حيث ان (خواكين فينيكس ) كان
يقوم باداء الدور داخل ذاته لتخرج لنا من خلاله بسلاسة غير عادية وكانت الرقصة
الاخيرة رقصة المذبوح التى اداها بروحه قبل جسده فخرجت الحركات بطريقة عصبية وكانه
يحاول تحرير روحه من القمامة
وقمامة
التنمر والتحقير والسخرية منه من قبل المجتمع وساعده فى التحرر ابناء مجتمعه
المهمشين الغير مرئيين للنخبة
ملحوظة
=====
معظم
الوقت كان مكياج المهرج على وجه البطل فكانت عيونه هى النافذة التى يبوح بها عن
كافة الانفعالات
وكأن
صناع العمل ارادوا ان نرى العمل باحساسنا من الداخل دون الحاجة الى كلمات كثر
ملحوظة
ثانية
=======
المجتمع الغير مرئ جعله بطل ولكن هو لانه متصالح مع ذاته
لم يعتبر نفسه بطل بل فرد من الجموع الغفيرة وهى تلك البطولة الحقيقية
صناع العمل
======
الاخراج تود فيليبس
السيناريو سكوت سيلفر – تود فيليبس
تصوير لورنس سير
بطولة خواكين فينيكس