اشتباك

اشتباك
===

شاهدت فيلم اشتباك وهو مايطلق عليه فيلم سينمائى بامتياز حيث الصورة هى البطل وليس سرد قصصى بداية وعقدة ونهاية
فالفيلم السينمائى لا يحكى انما يشاهد
الفيلم كله داخل عربة ترحيلات من البداية الى النهاية ويبدا الفيلم من بعد يوم 3-7-2013
ووجود من يؤيد هذا اليوم بمجموعات كبيرة ومن يعارض هذا اليوم ايضا بمجموعات كبيرة
الشرطة لاسباب منطقية جدا لا تفرق بين المتظاهرين فالكل عندها متظاهر ومن هنا كان داخل عربة الترحيلات صحفى من اشيوتيد برس  ومصور صحفى ومعه من مؤيدى يوم 3-7 ومجموعة اخوان ومجموعة افراد عادية
ويبدا الاحتكاك البشرى الطبيعى بين افراد محبوسة فى مكان ضيق جدا ويبدا التناحر بسبب الفكر ( اخوان ومعارضين )
سواء هذا الفكر مبنى على اسس ام انه مجرد تلقى شفهى وترسيخ بان كل فرد يرى المجموعة الاخرى اعداء الوطن وخونة
بعد انتهاء حمية البدايات يبدا الكل اكتشاف الاخر انه لا هو عدو ولا اى شئ من هذه الهراءات و السخائم التى تلقها من خلال الاعلام المتشنج المتماهى مع اى سلطة
ويبدا التعاون بين الكل لاستنشاق الهواء بسبب ضيق الحيز المكانى وبعد مرور الوقت يبدا التعارف الانسانى ونسيان شيطنة الاخر
يتم اختطاف السيارة من قبل الاخوان ولايعرف الى اين يذهب بها فيعود الصراع داخل السيارة مجددا وتستقر السيارة عند متظاهرى مؤيدى يوم 3-7 وبعد مناوشات يقوم المؤيدين بقلب السيارة
هل استخدام رمز سيارة الترحيلات اسقاط على سيارة الترحيلات التى قتل بها 37 انسان حرقا 
هل استخدام رمز سيارة الترحيلات اسقاط على مصر ذاتها وان السلطة دوما تحشر البشر فى مربع للتحكم بهم ومن ثم تم اختطاف مصر من قبل الاخوان وعند محاولة استعادتها منهم تم قلبها ( تدميرها )

الفيلم السينمائى الحقيقى هو رؤية بصرية ورائها فكر وهو ما نلمسه فى فيلمنا هذا حيث الفيلم فكرى بالدرجة الاولى وكانت باقى عناصر الصورة ادوات لهذا الفكر المعبر عن رؤية المؤلف والمخرج التى ربما تتفق معها او تختلف ولكن وجود رؤية فى حدث نعيشه الان بكل تفاصيله
قرات كثيرا جدا عن الفيلم من خلال النقاد المصريين الذين هاجموا الفيلم بشراسة وبذات الوقت وجد الفيلم حفاوة بالخارج
نطرح ذلك جانبا لاننا امام عمل سينمائى حقيقى كما قلت سابقا ويطرح رؤية دون تبنى وجهة نظر ما ومحاولة فرضها على المشاهد والمتلقى بل عرض لعناصر رؤيته دون تعسف او شيطنة لطرف ما سواء المؤيدين لنظام مابعد الاخوان او نظام الاخوان او الناس العادية او الشرطة وايضا دون تفلسف او اسقاطات
لان الحوار كان حقيقى ومباشر جدا لان الكل يعلمه وربما عائش داخل او مشارك فيه بشكل او اخر
يحسب للفيلم التوثيق الانسانى للحدث بعيدا عن معلبات السياسين او النخبة فى العموم كما جرى على لسان ابطال العمل
عناصر الاجادة بافيلم
الورق كما يقول السينمائيون فنحن امام سيناريو وحوار شديد الثراء صاحب فكر مستنير وانسانى قبل ان يكون سياسى وهو فى راى الشخصى اهم فكر
الاخراج كان من الروعة حيث البطل الحقيقى المكان الضيق ومع ذلك لم يتسرب الملل لحظة اثناء المشاهدة او التملل وهنا لاننسى التصوير الرائع للغاية وزوايا التصوير والاضاءة
التمثيل اعتبر كل من اشترك فى العمل بطل حقيقى لانه شارك فى توثيق اللحظة بعيدا عن الانانية كممثل فنجد النجمة نيللى كريم تخلت عن كل البهرجة الشكلية سواء فى الميك اب او اللبس فوجدنا زوجة وام مصرية وفقط وغير مسيسة وهانى عادل ( نجم فرقة وسط البلد ) وباقى العناصر الرائعة سواء الكبار منهم او الصغار

فيلم لم نرى ممثلين به ولكن وجدنا انفسنا على الشاشة حيث كان الصدق الناضج على وجوه كل العاملين 
صناع العمل 
المخرجمحمد دياب (مخرج)
كريم الشناوي (مخرج منفذ)
الإنتاجإريك لاجيس
معز مسعود
محمد حفظي
إيهاب أيوب (مشرف عام على الإنتاج)
سيناريومحمد دياب
خالد دياب
البطولةنيللي كريم
طارق عبد العزيز
هاني عادل
أحمد مالك
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.