مصر: أرض العبقرية المتجددة

  • مصر: أرض العبقرية المتجددة
  • ==========

    مصر... نبض العبقرية الخالدة وروح التحدي

    تلك البلد الأعجوبة، تتجاوز حدود المنطق والتفسير في كل شيء! مصر، أرضٌ عصية على قوانين العلوم النظرية والعملية والإنسانية. لا تخضع لأي نظرية مهما بلغت متانتها. والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه: لماذا هذا التفرد؟ الإجابة بسيطة وعميقة: العبقرية المتأصلة في أرضها وشعبها، وروح التحدي التي لا تنضب!

    تاريخ مصر صفحة تلو الأخرى، قصة آلام عظيمة ومحن متلاحقة. لكن الجميل والمدهش في الأمر، أن كل من تسبب في هذه الآلام والمحن، محكوم عليه بالزوال، بينما تبقى مصر شامخة، هي ذاتها، أعجوبة العالم السرمدية! هذه الأرض مباركة بروحانية عميقة تتجلى في تقاليدنا وعاداتنا، تمنح شعبنا قوة داخلية فريدة وقدرة على الصمود.

    في نقاط موجزة لتأكيد فكرتي:

    • اقتصاد فريد: قد لا نملك اقتصادًا بالمعنى العلمي التقليدي، لكننا نمتلك ديناميكية وكفاءة شعبية قادرة على تحريك عجلة الحياة والاقتصاد بطرق مبتكرة وخارجة عن المألوف، مدفوعة بروح المبادرة الفردية والجماعية.
    • تعليم بطموح: ربما لا يواكب تعليمنا المفاهيم المثالية، لكننا نمتلك عقولًا نيرة تتوق للمعرفة وقادرة على التعلم والتطور في أصعب الظروف، وشبابًا يمثل طاقة هائلة ومحركًا للابتكار في المستقبل، يحملون أحلامًا كبيرة لمصر.
    • إعلام بروح الشعب: قد لا يلتزم إعلامنا دائمًا بالمعايير المهنية الصارمة، لكنه يعكس نبض الشارع وروح الشعب المصري الأصيلة، وتنوعنا الثقافي الغني يثري هذا الإعلام ويمنحه أبعادًا فريدة، ويعكس في كثير من الأحيان حكمة الشارع وبساطته.
    • كنزنا الحقيقي: نحن لا نملك فقط اقتصادًا أو تعليمًا أو إعلامًا بالمعنى المتعارف عليه، بل نملك كنزًا أثمن: شعب اسمه الشعب المصري. هذا الشعب هو جوهر كل شيء، وإذا أحسنا استغلال طاقاته وقدراته، سنمتلك كل مقومات النهضة والتقدم، وسنصنع مستقبلًا يليق بتضحياته.

    شاهدوا كيف تحطم بلد في 6 أيام بنكسة موجعة (ولن نخوض في تفاصيل الأسباب الآن)، لكن انظروا إلى هول النتائج! ومع ذلك، وخلال 6 سنوات فقط، استطاع هذا الشعب أن يحطم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. الفارق الهائل بين الهزيمة والانتصار يكمن في عبقرية العنصر البشري، العبقري المسمى: المصري! هذه القدرة على التحول من الهزيمة إلى النصر تجسد روح التحدي والإصرار المتأصلة فينا، وقدرتنا الفريدة على استخلاص الدروس من الماضي والانطلاق نحو المستقبل.

    أرض أنجبت قامات فنية وفكرية ورياضية ودينية شامخة، أسماء حفرت في ذاكرة التاريخ: بليغ حمدي، نجيب محفوظ، زكي نجيب محمود، محمد عبد الوهاب، أمل دنقل، أحمد شوقي، السنباطي، الأسطورة أبو تريكة، كوكب الشرق أم كلثوم، المشير الجمسي، بطل التحرير الفريق سعد الدين الشاذلي، الشيخ الغزالي، قامة الوعظ الشيخ الشعراوي... ألا يكون شعبًا عبقريًا؟! فمن يكون العبقري إذن، إن لم يكن المصري الأصيل؟! هذا التراث الثقافي والفكري الغني هو دليل على عبقرية متراكمة عبر الأجيال، وقدرتنا على إنتاج مبدعين في شتى المجالات.

    لولا إدراكهم العميق لقيمة وعبقرية هذا الشعب، لما تكالبت عليه أعتى أجهزة المخابرات في العالم خلال أيام ثورة يناير الخالدة. ثقوا في قوتكم الكامنة! هذه الأحداث المعاصرة أظهرت للعالم قدرة المصريين على التوحد والتعبير عن إرادتهم، ورغبتهم الدائمة في مستقبل أفضل.

    بلد يحتضن ثلث آثار العالم القديم، وشاهد على إحدى عجائب الدنيا السبع. كيف لا يكون شعبًا ورث هذه العظمة عبقريًا؟! هذه الآثار ليست مجرد حجارة صامتة، بل هي شهادة حية على عقلية مبدعة وقدرة هندسية فريدة، تنتقل جيناتها إلى الأجيال الحالية. وما يميز هذا الشعب العبقري أيضًا، هو حس فكاهته الفريد وقدرته المدهشة على استخلاص الضحكة من قلب أصعب الظروف. هذه الفكاهة ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي آلية دفاعية ونافذة أمل، تعكس ذكاءً اجتماعيًا وقدرة على التكيف لا مثيل لها، وروحًا قادرة على تجاوز المحن.

    قد تبدو حياتنا بمعايير العالم "الطبيعية" باهتة، وقد نختلف مع المقاييس العالمية للتنمية المستدامة، وقد يكون لنا في الرياضات معايير أخرى. ومع ذلك، نحن نعيش، والأهم من ذلك، نضحك ونستمتع بالحياة، وهذا ما يثير حفيظة كارهي مصر. نعمل بجد واجتهاد، وحركتنا الاقتصادية تنبض بالحياة بطريقتنا الخاصة، مما يضع أعداءنا في حيرة. ونمتلك النادي الأهلي، سيد أندية العالم في البطولات القارية، رمزًا لعزيمتنا وقدرتنا على التفوق في أي مجال نختاره.

    نحن لسنا مجرد شعب؛ نحن العبقرية المتجسدة وروح التحدي التي لا تعرف المستحيل! وتمامًا كما أذهلت عبقرية أجدادنا العالم بإنشاء حضارة عظيمة تركت بصماتها الخالدة، فإن عبقرية شعبنا اليوم، بتنوعه وإصراره وطاقاته الشابة، هي الضمان لمستقبل مشرق لمصر، مستقبل يليق بعظمة تاريخها وإمكانات أبنائها. مسؤوليتنا الآن هي توحيد جهودنا واستثمار هذه العبقرية الكامنة لتحقيق نهضة شاملة ومستدامة لوطننا، والانطلاق نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.

    التعليقات
    0 التعليقات

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق

    مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.