تحمل هذه المجموعة من الملاحظات والأفكار اللاذعة والسخرية نظرة عميقة وغير تقليدية للواقع والتفاعلات الإنسانية. ففي مواجهة عبثية الحياة، تدعو بعض العبارات إلى تبني ردود فعل غير متوقعة، زي ما بيقول المثل:
لما الدنيا تبقى عبيطة خالص، الواحد ملوش إلا يقلب حاله ويتجنن على اللي عاملين فيها ناصحين.
هنا، كأن الواحد بيرد على اللا منطق بمنطق تاني خالص، منطق العبط! وده يخلينا نسأل: إيه الفرق بين "العبط" و"الجنون" بالظبط؟ يمكن "العبط" هنا يكون حالة إن الدنيا نفسها بايظة ومليانة حاجات مش مفهومة، وساعتها "الجنون" بيبقى هو الرد الوحيد اللي ممكن الواحد يعمله. كأنه نوع من التريقة على سخافة الموقف، وإن الواحد لما بيتجنن شوية، ده بيكون أبلغ رد على العته اللي حواليه.
تبرز فكرة التشكيك في المظاهر الزائفة في عبارة:
اوعى تعيش الدور إنك عاقل، أنت مجنون بس بتستعبط على نفسك.
دي بتقولك بالبلدي كده، بلاش تعمل فيها شيخ طول الوقت. كلنا فينا حتة مجنونة، والفرق بس إن فيه ناس بتعترف بده وبتتصالح معاه، وناس تانية عاملة فيها رزينة وهي من جواها بتهرج. فالسؤال هنا: إيه الأريح؟ تعيش على طبيعتك بميزاتها وعيوبها، ولا تفضل لابس قناع العقلانية طول الوقت؟
أما عن الأحلام وعلاقتها بالواقع، فالموضوع شكله سوداوي شوية في العبارتين دول:
الأموات ما بيحلموش. العاقلين بيحلموا، والمجانين بيسرقوا أحلامهم.
إيه بقى حكاية الأحلام دي؟ مش بس أحلام النوم، دي كمان الآمال والطموحات اللي الواحد عايش بيها. الميت خلاص، فصل، مفيش عنده بكرة يحلم بيه. لكن الحي العاقل، عنده أمل وبيتمنى حاجات. المصيبة بقى، إن فيه "مجانين" - وهنا ممكن يكون قصدهم الناس اللي بتبوظ على غيرها، أو الظروف الصعبة اللي بتقضي على الطموح - دول كأنهم حرامية بيسرقوا مننا الدافع إننا نكمل ونحقق اللي بنحلم بيه.
وعن تكرار الأفكار القديمة، فيه كلام مهم:
تدوير الأفكار البالية، ده يبقى إفلاس فكري.
بالظبط كده! لما بنفضل نعيد ونزيد في نفس الكلام القديم، كأننا مفلسين معندناش جديد نقدمه. وده بنشوفه كتير في حياتنا، في السياسة، في الفن، حتى في طريقة تفكيرنا. طول ما احنا ماشيين على نفس الخط القديم، مش هنتقدم خطوة واحدة لقدام.
أما عن "المسكوت عنه" اللي بيخلي الواحد يغلي من جواه، و"الأدب مع المحروم" اللي ممكن يتقلب ضدك، و"التعامل مع البقر" اللي محتاج أسلوب خاص... دي كلها أفكار تستاهل وقفة، بس ممكن نتكلم عنها في مرة تانية عشان المقال ما يطولش أكتر من كده.
ختامًا، الملاحظات دي بتقدم لنا نظرة مختلفة للدنيا، فيها سخرية وفيها عمق. بتخليك تفكر في حاجات كتير بطريقة جديدة، وممكن تخليك تضحك على عيوبنا وعيوب المجتمع اللي عايشين فيه. المهم إننا ناخد الكلام ده بجدية ونتأمل فيه، حتى لو كان متغلف بضحكة أو بكلمة عامية بسيطة.