الانتماء
======
هو مفهوم قديم حديث ، وهذا المفهوم كثيرا ما نتداوله فيما بيننا عند حديثنا عن تعلق الإنسان بموطنه أو بأسرته أو بمجتمعه ، وأيضا نتداوله في جميع المراحل التعليمية كما وأن المهتمون بالأبحاث يتناولونه في بحوثهم أو عند إلقاء المحاضرات والندوات التي تتحدث عن مفهوم الانتماء.
والانتماء .. له معنى لغوي آخر ألا وهو الانتساب ، فمثلا أقول :- أنا انتمى إلى هذا الوطن ، بمعنى أنني أنتسب إلى هذا الوطن ، أو ينتمي الولد إلى أبيه ، بمعنى إن الولد ينتسب إلى أبيه .
والانتماء هو أيضا الارتفاع بالشيء والنمو به ، والاعتزاز والفخر بهذا الانتماء .. وينتمي الإنسان لأشياء كثيرة منها :- الدين والعقيدة والوطن وهذا من الثوابت التي غرست بداخله منذ ولادته عن طريق أسرته ومحيطه ومجتمعه ( في المراحل التعليمية والمسجد والتعامل مع أفراد المجتمع ، ومن خلال تفاعله مع ما يحيط به ) .
الحاجة إلى الانتماء (N-Affil) هو مصطلح أشاعه الباحث ديفيد ماكليلاند، وهو يصف حاجة الشخص للشعور بإحساس من الانضمام و"الانتماء" داخل مجموعة اجتماعية؛ ولقد تأثر تفكير ماكليلاند بشدة بالعمل الرائد لهنري موراي الذي حدد لأول مرة حاجات الإنسان النفسية الأساسية والعمليات التحفيزية (1938). فقد كان موراي الذي وضع تصنيفًا للاحتياجات، وتشمل الإنجاز و النفوذ والانتماء، ووضعها في سياق نموذج تحفيزي متكامل. فالأشخاص الذين لديهم احتياج شديد للانتماء يطلبون علاقات بين الأشخاص دافئة والموافقة من أولئك الذين هم على اتصال منتظم معهم. والأشخاص الذين يؤكدون بشدة على الانتماء يميلون أن يكونوا أعضاء فريق داعمين ولكن أقل فاعلية في المناصب القيادية
يعد البروفسور "وليام كلاسر"، المتخصص في علم النفس الكلينيكي، وصاحب نظرية العلاج بالواقع، وصاحب الكتاب المشهور في التدريب القيادي وبناء الشخصية "تولّ مسؤولية حياتك" والذي تمت ترجمته للعربية، يعد واحداً من أفضل من تناول مفهوم الانتماء بعلمية وتطبيقية؛ حيث يرى "أن الحاجة إلى الانتماء هي من الاحتياجات الأساسية التي تدفع بالإنسان للنشاط باتجاه معين يجعل من المجموعة التي يرغب بالانتماء إليها راضية عنه"، وجاء ذلك على خلفية ما يراه "كلاسر" من أن الفرد يولد وهو مجهز بخمس حاجات رئيسة، هي:
1- الحاجات الفسيولوجية (الطعام والشراب وحاجات الوجود والامتداد).
2- الحاجة للانتماء والمحبة.
3- الحاجة لتقدير القوة والبأس.
4- الحاجة للحرية والمشاركة في القرار.
5- الحاجة للراحة النفسية والوجود في بيئة تقبله وتقدره.
من هنا، نرى الدافع الحقيقي للانتماء، حيث شعور وإحساس الفرد بتلبية احتياجاته الذاتية والشعور بالأمان والسعادة والعدل والمساواة، واستعداده بعد ذلك للتضحية من أجل الفكرة الجديدة أو المكون الجديد، وتغيير أولوياته الشخصية وتأخيرها أمام متطلبات الفريق الجماعي الجديد.
فيبقى الفرد بشكل أو بآخر باحثاً عن فكرة أو قيمة أو من يمثلهما؛ لأنه الوضع الطبيعي له والذي يشعر فيه أن لحياته فائدة ولوجوده قيمة ولوضعه حماية من الضياع والاغتراب، وعلى هذا فطر الإنسان.
وتكمن أهمية الانتماء في اعتباره صمام أمان لديمومة العلاقات الجماعية المشتركة، وهو الذي يجعل الفرد في ميل دائم للعمل من أجل نجاح المهمة التي انتمى إليها، فينطلق في عمله وتفكيره وفرحه بالإنجاز وحرصه على التعاون والتكامل لتحقيق هدفه.
إن الحديث عن الانتماء واسع وطويل، ولكنه عنوان يستحق منا التوقف والتفكر، خاصة ونحن نرى الأمم والشعوب والجماعات والمؤسسات بل وحتى الأسـر، تتهاوى وهي تفقد انتماءها من بعد ضعف وهوان، وما نسمعه من اعتراضات وأصوات داخل مؤسساتنا اليوم يجب علينا أن نعيرها أسماعنا، ونصدق في معالجاتها، ونتذكر من باب العبرة أن صراخ الطفل الصغير وإن بدا لنا مزعجاً، فإنه محاولة صادقة منه لنيل جرعته المُستحقة من الانتباه ممن يريد الانتماء إليهم، لبيان حاجة لم نشبعها له بصورة سليمة، والحليم، تكفيه الإشارة!
*الانتماء سبب فى الولاء:-
قال تعالى فى سورة الانفال"ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين ءاووا ونصروا اولئك بعضهم اولياءُ بعض والين ءامنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير" وقال تعالى فى سورة المائدة"انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاه ويؤتون الزكاةوهم راكعون"
*عناصر الإنتمـاء(مظاهر وصور):-
1- الانتماء إلى العقيده:
2- الانتماء الى الشريعة
3- الانتماء الاخلاقى
4- الانتماء الوطنى
5-الانتماء التاريخى واللغوى
6-الانتماء العاطفى
7-الانتماء الحركى:
8-الانتماء الثقافى
تدرج الحاجات أو تدرج ماسلو للحاجات أو هرم ماسلو هي نظرية نفسية وضعها العالم أبراهام ماسلو، وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان؛ وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية:
يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
تتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات.
الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط.