عذرا للكل -أن كل أعمالنا من قراءة وكتابة هي حرث بالماء
لقد تم تدمير أهم شيء في مصر والتدمير كان عبر خطط ومناهج علمية وبعدة طرق منها بوليسية ومنها قانونية ومنها فنية وثقافية ومنها إعلامية ومنها إعلانية ومنها بيروقراطية والاهم فيهم كلهم تعليمية
عن روح الإنسان وأعمدة الشخصية المصرية وهوية المصري أتحدث
لقد تم سحق كافة المصري تحت دعاوى الحداثة تارة العلمانية تارة العقلانية تارة ولكن تلك الفلسفات براء من ذلك لأن الهدف هو إنتاج شخصية مسطحة دون عمق شخصية لا تحمل سمات حقيقية إنما تحمل ألوان باهتة من النمطية
لذا كمعادل موضوعي للدعاوى السابقة ظهرت أشكال التدين المغشوش والتدين المنقوص الخالي من القيم السامية للدين
ان اهم ما يميز المرحلة السابقة - 40 سنة تقريبا - هو قتل الطموح ان تكون ذو شان فى اى مجال والطموح الوحيد المسموح به هو المال ويا حبذا لو كان حرام
ومن اهم امثلة قتل الطموح جلوس رؤساء تحرير 25 عام قتل اجيال واجيال
وفى الفن عادل امام نموذج لهدم الفن الحقيقى حيث إنه قزم ولكن هناك مؤسسات جعلت منه البطل الشعبى قاهر كل شئ وعند محاولة الخروج عليه تم سحقهم باسم السوق
من يتصدر المشهد الثقافى اعداء لما ثقافى حقيقى واخطرهم جابر عصفور وهدى وصفى وزاهى حواس وكثير من كتاب الراوية وطبعا اهمهم جمال الغيطانى والمفلس قعيد
واكثرية كتاب الاعمدة فى كل الصحف المصرية التى اصبحت كمجلات الحائط فى المدارس الابتدائية
ولاننسى دور الاعلام المرئ الكارثى على كافة المستويات والاصعدة بما فيهم القنوات التى تدعى انها اسلامية
وفى السياسة - ان كان لدينا سياسة اصلا - كمال الشاذلى الشخصية المثالية لشرح ما اصبو عليه فهو يحمل كل وصفات الرجل المصرى المنشود منهم - شره للمال وللنفوذ وللسلطة وفى نفس التوقيت كلب حراسة حقيقى لاسياده
اما التعليم ساكتفى بذكر اثنان من وزراء التعليم - الهادم - فتحى سرور وحسين كامل بهاء الدين ومدى العبث التى اجريت على ايديهما العملية التعليمية
واخيرا وزير التعليم الشربينى هلال وزير التسربيات
من قراءة المشهد جيدا نجد ان الدولة كدولة رعاية لمواطنيها انسحبت من تلك الرعاية تحت دعاوى متعددة
وطبقا لنظرية ملئ الفراغ
من نظرية الفراغ في الفيزياء علمنا أن هذا المفهوم غير موجود البتة على الأرض، إذ حالما ينتفي عنصر أو يغيب، يحل مكانه عنصر آخر دون أي تأخير. وبالتالي فالإناء الفارغ مليء فعلياً بالهواء قبل أن يعبأ بالماء أو بسائل أو بمادة معينة. - مقتبسة -
كل انسحاب من الدولة الرعاية كانت الكيانات الدينية وعلي رأسهما والكنيسة
وكان الالتجاء إلى الدين بابه الملكي الرعاية الاقتصادية والطبية والاجتماعية حيث قدما تلك الرعاية للفقراء التي تركتهم الدولة ومن هنا كان الخلط الحقيقي للدين مع أشياء أخرى وكان الهدف من هذا كله السياسة بالمعنى الواسع وليس الحكم
فالكنيسة ولكن بصليب ولا أي أحد في مصر يستطيع أن يعرف إيرادات ومصروفات أي والكنائس التابعة لها
طيب حد يعرف عدد شعب أي كنيسة
مثل لا اى احد يعرف اى شئ عن جماعة الاخوان مثل عددهم او مصادر الاموال او مجالات الصرف
اى ان جيتو الاخوان قابله جيتو الكنيسة
ولكن الكبار لم يتركوا الحبل على الغارب فكانت السيطرة على كبار الكنيسة والاخوان والتلاعب بهما واستخدامهم وقت اللزوم
لذا
لابد من الهدم الكامل للمنظومة القيمية التى قام عليه نظام يوليو بامتدادته مهما كلفنا الامر
حتى نحصل على بلد حقيقى نحيا فيه كبشر حقيقون
وذلك عن طريق ساحات الوعى المتنوعة والعديدة وعدم تركها ابدا
دون الدخول فيها والاشتباك الفكرى مع كل الافكار
وباساليب عصرية متحضرة وبلغة واضحة تماما حتى ننال ما نصبو اليه