هيبتا الخيوط الممدودة والمتقاطعة


هيبتا
الخيوط الممدودة والمتقاطعة
==============

نحن بصدد فيلم اراه خطير للاسباب التى ساذكرها لاحقا ولكن دعونا نرى الفيلم على عدة مستويات
المستوى الفنى
======
هو فيلم الى حد ما جديد فى السرد السينمائى فلم نجد بداية وعقدة ونهاية بل خيوط اربعة ممدودة طوال الفيلم وان كان تكامل من وجهة نظر صناع الفيلم مع بعض الومضات هنا وهناك لزيادة التشويق وهو ما نجح فيه الى حد ما حيث لا يوجد خيط ممدود من بدايته لنهايته بل دوما الخيوط متقاطعة مع بعضها البعض حتى يلهث المشاهد مع كل خيط ليعرف الى اى مدى وصل
المستوى التقنى
=======
اراه افضل المستويات فى الفيلم فالبطل الحقيقى هو الاخراج الهادئ المتوازن الذى يوحى للمشاهد ان الفيلم ماهو الا تصوير لاسكتشات خاصة بافرادها حيث ان المخرج رائع لانه لم يتقعر فى زوايا التصوير او الحصول على تعبيرات من الممثلين بطريقة غير عادية وايضا اماكن التصوير المتعددة الذى عبرت مع باقى عناصر الفيلم عن افكار الفيلم ولاننسى الملابس وكانت اقرب الى البوهيمية منها الى الملابس العصرية وكانت ضمن العناصر الهامة التى استخدمها المخرج لترسيخ الافكار بشكل رائع وساعده فى ذلك المونتاج المميز المرهق فى هذا الفيلم لكثرة التقطيع
الموسيقى كانت احد عناصر نجاح الفيلم لانها لم تكن تقليدية فى الموسيقات التصويرية بل كانت اقرب الى السمفونية المسقلة لبراعة المؤلف لموسيقى طوال الفيلم وكانت رائعة للغاية
المستوى التمثيلى
=======
الكل كان عادى نظرا لقلة عدد المشاهد لكل ممثل حيث اننا امام اربعة قصص قصيرة بخلاف المحاضر وبعض الاحداث الاخرى
وان كان المميز بشكل ملفت احمد مالك لان الشخصية تتطلب بعض الجهد وكذا ياسمين رئيس التى كانت الشخصية الوحيدة التى لها تاريخ وعمق انثوى وهى عبرت عن هذا بهدوء يستحق الاشادة
على مستوى الافكار
=========
نحن امام قنابل موقتة ستنفجر داخل المتلقى وهى تلخيص كافة الافكار فى كلمة بسيطة وهى التحرر وهى بعيدة كل البعد عن الحرية
الحريه تعني التخلص من كل قيود العبوديه ، فكل انسان ولد حراً وله حريه التصرف بما يفعل فالحريه يمتلكها كل انسان باختلاف اجناسهم والوانهم واديانهم ، 
التحرر فانه يعني الخروج من العادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمع ما ، فترى ان التحرر قد وصل الى اعلى مستوياته في الدول الغربيه ونتج عن ذلك زياده انحراف الشباب وزياده السلبيات 
معنى تحرر في معجم المعاني الجامع 
تَحَرَّرَ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ أَوِ الْتِزاَمٍ : نَفَضَ يَدَهُ 
اولى القنابل
======
قنبلة ان التحرر فى العلاقات جميلة ولذيذة ولكن مؤسسة الزواج ماهى الاصندوق حديدى يخنق الحب والعلاقة ذاتها
مع ان الله تعالى يقول فى كتابه الكريم
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
 [ الروم : 21 ]  
صدق الله العظيم
(والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الأخر , وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين ; وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة . ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا , وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر , وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب , وراحة للجسم والقلب , واستقرارا للحياة والمعاش , وأنسا للأرواح والضمائر , واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .

والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا , وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس: (لتسكنوا إليها). . (وجعل بينكم مودة ورحمة). .

(إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). . فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين علي نحو يجعله موافقا للآخر . ملبيا لحاجته الفطرية:نفسية وعقلية وجسدية . بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ; ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء , والمودة والرحمة , لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر , وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد) 
تفسير الظلال
اى الزواج هو سكن للروح والقلب والوسائل التى يحققها هى المودة والرحمة وليس قاتل للحب كما اراد صناع الفيلم ان يرسخوا هذا فى اذهان المتلقى
ثانى القنابل
=====
قنبلة الخروج من العلاقات الرسمية الى العلاقات المفتوحة بسهولة مع ان هناك حديث عن النبى صل الله عليه وسلم
 عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه .  

 ولكن صناع الفيلم ربما لم يسمعوا عن هذا الحديث من اساسه
حالة دينا الشربينى واحمد دواد 
ثالث القنابل
======
هو تلويث الطفولة بحيث ارتكز الفيلم فى شرح خطوات الحب السبع ان التصرفات الطفولية البريئة اعتبرها حب فى حين ان الكل يعلم ان كل تصرفات الطفولة هى تصرفات عفوية ومتقلبة ولاتعنى للطفل اى شئ ويستمر هذا الى مابعد فترة المراهقة وهو ماينطبق على حالة ( احمد مالك ) لانه فى نهاية فترة المراهقة وهى فترة كلها تقلبات شديدة وجدا ولا يمكن اعتبار الميل للجنس الاخر حب تحت اى مسمى
رابع القنابل
=======
البوهيمية وهى فلسفة تعبر عن رفض كل شئ مقيد لحرية الانسان ولو كان هذا القيد هو الدين ذاته
كما هو الحال عند الغجر، البوهيمي عادة هو ذلك الفقير البسيط والمنفرد بطبعه ، فهو لا يهتم بمظهره لأنه مشغول بفنه وطقوسه الغريبة عن كسب المال، 
 أن الغجر والبوهيمين يشتركون في خصائص كثيرة بل ان الغجر هم الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا
يستخدم مصطلح البوهيميون اليوم لوصف فنانين يعيشون ويدعون إلى التفكير الحر المطلق غير المقيد محاولة منهم لاضفاء أسلوب خاص في نتاجهم الأدبي أو الفني، لذلك فهم لا يمتثلون في سلوكهم وأعمالهم إلى أعراف المجتمع وتقاليده.
اخر القنابل
=====
ترسيخ ان الحب بالمعنى الضيق له ( حب الرجل للمراءة والعكس) هو المحرك لكل حركة الحياة وهو تفسير ضيق وقاصر لان حركة الحياة يحركها الكثير والكثر منها الغرائز مثل الاكل والشرب والخوف ومنها المعنوى مثل الحصول على الاحترام والجاه والنفوذ والمال

فيلم اراه خطير على مستوى الفكرة وفى صلب الفكرة العلمانية الشاملة وهى ان الانسان غير مقيد باى قيود مهما كانت تلك القيود لان الانسان هنا ملك ذاته وليس مؤتمن عليه من قبل الله تعالى كونه خليفة الله فى الارض

وهذا ما توضحه الفتاة التى تعرضت للاغتصاب من قبل خطيبها السابق ومع ذلك قامت بفعل الزنا لانها هنا تريد هذا مع الحبيب
اى انها رفضت الفعل مع الخطيب لانها لم تكن تريد وليس لانه حرام
صناع الفيلم
======
القصة محمد صادق 
سيناريو وائل حمدى 
الاخراج هادى الباجورى 
بطولة 

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.