"عندما يتجاوز الشغف المنطق: قراءة في سلوكيات بعض مشجعي كرة القدم"

  • "عندما يتجاوز الشغف المنطق:
  •  قراءة في سلوكيات بعض مشجعي كرة القدم"

============

ردود أفعال بعض جماهير الأندية المنافسة للأهلي عند الفوز والخسارة: دراسة في السلوك الجماهيري

تتسم ردود أفعال بعض جماهير الأندية الأخرى عند مقارنتها بجماهير النادي الأهلي بخصائص لافتة للانتباه، تستحق الدراسة والفهم بعيدًا عن الأحكام المسبقة. فعندما يحقق فريقهم الفوز، يميلون إلى تبني خطاب يمجد الفريق بشكل مفرط، وكأنه بلغ ذروة الأداء على كافة المستويات، وهو ما يعكس نشوة الانتصار والانتماء القوي.

بالمقابل، تتخذ ردود أفعالهم عند الخسارة منحى مختلفًا يتضمن عدة جوانب تستدعي التفكير:

  • تبني نظرية المؤامرة: يرى البعض أن هناك قوى خارجية تعمل ضد فريقهم لمنعه من تحقيق الفوز، بدلًا من التركيز على الأداء الفني أو الأخطاء التي أدت إلى الهزيمة. هذا التوجه قد يكون آلية نفسية للتعامل مع الإحباط وعدم الرضا عن النتيجة، كما أنه قد يعزز الشعور بالتضامن داخل المجموعة في مواجهة عدو وهمي، مما يقوي من الهوية الجماعية.
  • الاستغراق في التمني والتحسر: يميل البعض إلى التعبير عن خيبة الأمل بطريقة عاطفية للغاية، مع التركيز على ما كان يمكن أن يحدث أو الأمنيات التي لم تتحقق. هذا الاستغراق العاطفي قد يكون جزءًا من عملية الحداد على الخسارة وتفريغ المشاعر السلبية.
  • إقحام مفاهيم دينية في سياقات غير دينية: قد يتم استخدام مفاهيم دينية بشكل غير مباشر أو في غير سياقها لتحليل أو تبرير نتائج المباريات، وهو ما قد يعكس محاولة لإيجاد معنى أو تفسير أعمق للأحداث الرياضية.
  • توجيه الانتقادات نحو النادي الأهلي: حتى في المباريات التي لا يكون فيها النادي الأهلي طرفًا، قد يتم توجيه بعض الانتقادات أو المقارنات السلبية نحوه. يمكن تفسير ذلك بروح المنافسة الشديدة أو الشعور التاريخي بالتنافسية.
  • الاعتقاد في تفسيرات غير منطقية: يلجأ البعض إلى تفسير الهزائم أو الانتصارات بتفسيرات غير مادية أو خرافية، وهو ما قد يعكس البحث عن تفسيرات بسيطة وسريعة للأحداث المعقدة، أو التأثر ببعض المعتقدات الشعبية.

تحليل أعمق للدوافع النفسية والاجتماعية:

  • الحاجة إلى تفسير بسيط وآمن: قد توفر نظريات المؤامرة أو التفسيرات الخرافية إجابات سهلة ومريحة للأحداث غير المتوقعة في كرة القدم، مما يقلل من حالة عدم اليقين والقلق المصاحبة للهزيمة.
  • تأثير الهوية الجماعية: الانتماء القوي إلى النادي يخلق شعورًا بالهوية المشتركة، وعندما يخسر الفريق، يشعر المشجعون وكأنهم خسروا جزءًا من هويتهم، مما يؤدي إلى ردود فعل عاطفية قوية.
  • دور وسائل التواصل الاجتماعي: تساهم المنصات الرقمية في تضخيم هذه السلوكيات من خلال سهولة نشر الآراء وتبادلها، كما أنها قد تخلق فقاعات إلكترونية تعزز الآراء المتوافقة وتزيد من حدة التعصب.

مقارنة مع جماهير أخرى ودور الثقافة الرياضية:

من المهم الإشارة إلى أن بعض هذه السلوكيات ليست حصرية لجماهير هذا النادي وقد توجد بدرجات متفاوتة لدى جماهير أندية أخرى حول العالم. ومع ذلك، قد تكون هناك جوانب محددة في الثقافة الرياضية المحلية في مصر أو المنطقة العربية تساهم في تشكيل هذه الأنواع من ردود الفعل، مثل التركيز الشديد على الفوز، أو التفسيرات العاطفية للأحداث الرياضية، أو حتى تاريخ المنافسات الشديدة بين الأندية.

تأثير القيادات غير الرسمية (المؤثرين):

يلعب قادة المشجعين والمؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في توجيه الرأي العام وتبني هذه الأنواع من الخطابات. قد يقومون بترويج نظريات المؤامرة أو بتضخيم المشاعر السلبية بعد الهزائم، مما يؤثر على سلوك وقناعات قطاعات واسعة من الجماهير.

التأثير على الصورة العامة للنادي:

يمكن أن تؤثر هذه السلوكيات سلبًا على سمعة النادي وصورته لدى الجماهير الأخرى والرأي العام، وقد تدفع بعض الأندية إلى محاولة التأثير على خطاب جماهيرها وتعزيز الروح الرياضية.

مستويات التحليل:

يمكن فهم هذه الظاهرة بشكل أشمل من خلال تحليلها على مستويات متعددة: فردي (الدوافع النفسية للمشجع)، جماعي (ديناميكيات المجموعة والهوية)، ومجتمعي (التأثيرات الثقافية والإعلامية).

نحو تعزيز الروح الرياضية (بشكل عام):

يمكن أن تساهم مبادرات مثل حملات التوعية بأهمية الروح الرياضية، ودور الإعلام المسؤول في تقديم تحليلات موضوعية، وتشجيع الحوار البناء بين الجماهير، في تعزيز ثقافة رياضية أكثر إيجابية وتقبلًا لنتائج المباريات بروح رياضية.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.