إزاي تعيش مرتاح البال؟ رحلة بين الدموع والاختلاف والرضا

 

  • إزاي تعيش مرتاح البال؟ رحلة بين الدموع والاختلاف والرضا

=======


حلاوة الاختلاف وتحدي الأفكار القديمة في مشوار البحث عن نفسنا

في رحلة البني آدم الصعبة عشان يفهم نفسه والدنيا اللي حواليه، بتظهر حقايق ممكن للوهلة الأولى تبان عكس بعض. ففي الوقت اللي أحدث الأبحاث النفسية بتقول إن الدموع دي مش دليل على ضعف ولا قلة نضج، بالعكس دي أنضف طريقة الجسم والروح يتخلصوا بيها من الضغط والتوتر اللي جواهم، بنلاقي نفسنا كتير أوي أسرى لأفكار متجمدة بتخلينا نحكم على الناس بتوعنا وإحنا مغمضين، بناءً على اللي إحنا متعودين عليه وبنحبه.

الميل ده إننا عايزين الناس تبقى نسخة مننا بالظبط غالبًا بينسينا حقيقة مهمة أوي، وهي إن حلاوة الدنيا كلها في اختلافها ده. التنوع ده مش مجرد صدفة، ده الكنز اللي بيخلي حياتنا غنية ومتجددة على طول. تخيل كده لو كل الناس بتفكر زي بعض بالمللي، وبتحس بنفس الإحساس، وبتعبر عن نفسها بنفس الطريقة! هتبقى عيشة مملة وما لهاش طعم. زي ما جمال الطبيعة بيبان في اختلاف جبالها وألوانها ومخلوقاتها، بالظبط المجتمعات الإنسانية بتزدهر لما أفكارها وثقافتها وخبراتها بتكون متنوعة. محاولة إننا نمسح الاختلاف ده أو نقلل من قيمته عاملة زي ما تكون بتحاول تخلي جنينة مليانة ورد ملون كلها لون وريحة واحدة بس.

لكن إزاي نقدر نفلت من قيود الميل ده اللي جوانا ونفهم قيمة الاختلاف بجد؟ يمكن المفتاح يكون في إننا نتحدى "الأفكار القديمة اللي صدت" اللي ورثناها ولا اتعودنا عليها من غير ما نفكر فيها كويس. التمسك برأي واضح وصريح لأفكار زمنها فات ممكن يودينا في ضلالات وهمية تخلينا مش شايفين الحقيقة الواضحة بتاعة دلوقتي. وعشان نفهم الحاضر ده صح، لازم نفتكر الماضي، مش عشان نكرره، لكن عشان نتعلم من دروسه ونحرر عقولنا من قيوده. التمسك بالماضي من غير ما ناخد بالنا من التغييرات اللي بتحصل عامل زي اللي بيسوق عربية حديثة بخريطة قديمة، وده أكيد هيخليه يتوه.

في المشوار الصعب ده عشان نفهم نفسنا والدنيا، بيظهر مفهوم الرضا كحالة روحانية عالية أوي، أعلى بكتير من أي كلام أو تعبير. ده عامل زي الابتسامة الصافية اللي بتطلع من قلب متصالح مع نفسه ومع الدنيا كلها، وبتبين حالة من الهدوء الداخلي العميق. الرضا هو إنك تعرف تسمع كويس "لحن عالي" طالع من جواك، وهو إنك تتقبل نفسك والدنيا بكل اللي فيها من اختلاف وجمال. ده مش حالة سكون ولا استسلام سلبي، دي حالة سلام داخلي بتخليك تستمتع بكل لحظة زي ما هي، وتقدر اللي عندك بدل ما تتحسر على اللي فات ولا اللي مش عندك. ده مش حاجة بتستناها ولا بتتوقعها، غالبًا دي منحة من ربنا بتيجي في لحظات الصفاء الروحي لما الأنا بتقل وأفاق الروح بتوسع.

وإحنا بنفكر بعمق في الحاجات دي، لازم ننطلق من إيمان قوي بيأكد وحدانية ربنا وعظمته اللي مالهاش حدود. الإيمان ده مش قيد على العقل، ده الدافع الحقيقي عشان ننطلق في رحلة التفكير والتدبر اللي ربنا أمرنا بيها في مواضع كتير. التأمل في قوانين الكون وسننه بيكشف لنا عظمة الخالق وحكمته، وبيساعدنا نفهم طبيعة الوجود وعلاقتنا بيه. المصايب والتحديات اللي بتقابلنا مش لازم تكون عقاب مباشر من ربنا، دي في أغلب الأحيان نتائج طبيعية لأفعالنا وقراراتنا وتعبير عن السنن الكونية اللي ماشية على الكل بعدل وحكمة. فهم السنن دي بيساعدنا نتحمل مسؤولية أفعالنا ونتعلم من أخطائنا بدل ما نرمي اللوم على القدر ولا على الناس التانية.

علشان كده، بدل ما نقفل على نفسنا ونتمسك بأفكارنا الضيقة والمحدودة، خلينا نفتح شبابيك عقولنا وقلوبنا ونستقبل حلاوة الاختلاف وقيمته. خلينا نتحدى بثبات الأفكار القديمة والمعتقدات اللي ما عدناش بنراجعها، ونسعى بجد عشان نفهم الحاضر ده فهم أعمق وأشمل من خلال إننا نستوعب دروس الماضي بعقل مفتوح. ونجتهد نوصل لحالة الرضا الحقيقية اللي تخلينا نتخطى الكلام السطحي ونوصل لجوهر الوجود بسلام ووئام. يمكن في الانفتاح الفكري والروحي العميق ده نلاقي طريقنا لحياة أغنى وأكثر معنى وانسجامًا مع نفسنا ومع الدنيا اللي حوالينا، حياة بتحتفل بالتنوع وبتتخطى قيود الأفكار الجامدة.



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.