التدين المنقوص
======
في البداية لابد من التفرقة بين التدين المنقوص والتدين المغشوش
التدين المغشوش هو عبارة عن ممارسة طقوس وشعائر دون الولوج للهدف السامي من ممارسة تلك الطقوس والشعائر وهو التقوى
التدين المنقوص فلنا معه وقفات متعددة بهذا المقال
فأصحاب التدين المنقوص لا تنقصهم التقوى ويقوموا بالشعائر لله ولكن النقص الحقيقي في الفقه وهو شيء هام وخطير
سبيل الدعاء
حيث يقوم صاحب التدين المنقوص بالدعاء ليل نهار دون فعل أي شيء يصاحب هذا الدعاء وهنا ندخل في دائرة التواكل وليس التوكل الحقيقي
التواكل هو أنه ترك الأسباب بالتقاعس عن القيام بالأعمال ومتابعتها بحجة الاتكال على الله أو على الآخرين في قضائها تكاسلا. وعند المسلمين يعتبر التواكل عادة قبيحة وممجوجة, ذلك لأن الناس ينسون أو يتناسون نصيحة الرسول محمد ب (بأعقل وتوكل).
وعلي الإنسان التوكل على الرحمن في كل حاجة ولا يؤثر العجز يوماً على الطلب ألم يقل الله لمريم فهزي الجذع الرطب, ولو شاء أن تجنيه من غير أن تهز النخلة لكانت جنت الرطب ولكن الله يريد أن يعلمنا بأن لكل شيء هناك سبب له, فلنتخيل حال امرأة ضعيفة وهي في حال النفاس فأنها بالتأكيد تكون أضعف ما تكون المرأة عليه والنخلة شجرة قوية يصعب هز جذعها القوي ولكن الله قال: (وهزي إليك بجذع النخلة. . . )فالله يأمرنا بالسبب لنتعلم, كان من الممكن أن يسقط لها الرطب بلا هز.
التوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار، ومعناه: تفويض الأمر لله، والاستعانة به في جميع الأمور، وربط الأشياء بمشيئته، وهو: صفة إيمانية، ويقين، وثقة، ويكون التوكلمقرونا بالسعي والحركة، وعند مبادئ الأمور، وفي سائر الأحوال. ولا يتحقق معناه بغير عمل فمن أراد الرزق أو النجاح بذل الجهد متوكلا على الله، وترك العمل تواكل مذموم، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكّلْ عَلَى اللّه فَهُو حَسْبُه
«التوكل جماع الإيمان » – سعيد بن جبير
التوكل هو الاستعانة بالله وتفويضه في قضاء الأمور والتوكل هو غير التواكل فالأول طبع محمود والثاني ممجوج بل مكروه، وفي الحديث
توكل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لو إنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطأنا
حديث صحيح
قال تعالى: إن الله يحب المتوكلين
التوكل هو منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين بل هو من معالي درجات المقربين، وأعظم مقام موسوم بمحبة الله صاحبه. فمن الله تعالى حسبه وكافيه ومراعيه؛ فقد فاز الفوز العظيم. فإن المحبوب لا يعذب ولا يبعد ولا يحجب.
توكل
وهنا يكمن قيمة الفقه الحقيقي الغائب عن صاحب التدين المنقوص
ما هو الفقه؟
الفقه الإسلامي أو علم الفقه
بمعناه العام هو الفهم والمعرفة المتعلقة بالأحكام الشرعية. وفي المصطلح العلمي العام هو: مجموعة من أنواع العلوم الشرعية الناتجة بالدراسة المنهجية من خلال مراحل تأسيس المدارس الفقهية وتتلخص -نظريا- في: موضوع: علم فروع الفقه ومنهج علم أصول الفقه والقواعد الفقهية العامة، وعمليات الاستدلال، وما يتعلق بذلك. وعلم الفقه الإسلامي يشمل: الأصول والفروع، لكن غلب استعماله مخصوصا بالفروع، حتى صار الفقه أو علم الفقه لا يطلق بالمعنى الاصطلاحي إلا على الفروع وهو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المستمدة من أدلتها التفصيلية. أو بعبارة أخرى هو: العلم الذي يبحث لكل عمل عن حكمه الشرعي
الفقه في اللغة
بمعنى: العلم بالشّيء، والفهم له، والفطنة فيه، وغلب على علم الدين لشرفه، وقد ذكر في القرآن حكاية ما قاله قوم النبي شعيب، في قول الله تعالى: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ﴾، وقيل: هو عبارة عن كلّ معلوم تيقّنه العالم عن فكر
الفقه في اللغة هو العلم،
وخصه حملة الشرع بضرب من العلوم، ونقل ابن السمعاني عن ابن فارس: إنه إدراك علم الشيء، وقال الجوهري وغيره: هو الفهم، وقال الراغب هو التوسل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم. وفسر الفهم بمعرفة الشيء بالقلب، والعلم به، يقال: فهمت الشيء عقلته وعرفته، وفهمت الشيء فهما علمته، فلا يقصد فهم المعنى من اللفظ، ولا فهم غرض المتكلم، وقال أبو إسحاق وصاحب اللباب من الحنفية: «فهم الأشياء الدقيقة، فلا يقال: فقهت أن السماء فوقنا
نقل لفظ (فقه) من معناه اللغوي بغلبة الاستعمال في العرف إلى معنى العلم بالدين. قال ابن منظور: «وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل
قال ابن الأثير: «واشتقاقه من الشق والفتح، وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة، -شرفها الله تعالى-، وتخصيصا بعلم الفروع منها
قال ابن منظور: «والفقه في الأصل الفهم، يقال: أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه. قال الله عز وجل: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾[4] أي: ليكونوا علماء به، وفقهه الله، ودعا النبي
لابن عباس فقال: «اللهم علمه الدين وفقهه في التأويل» أي: فهمه تأويله ومعناه، فاستجاب الله دعاءه وكان من أعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى». وقال ابن سيده: «وفقه عنه بالكسر: فهم، ويقال: فقه فلان عني ما بينت له يفقه فقها إذا فهمه». ويطلق في العصر الأول على: «علم الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستلاب الخوف على القلب
وردت آيات وأحاديث في فضل الفقه والحثّ على تحصيله، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّة فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي اَلدِّين وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾
فقد جعل ولاية الإنذار والدّعوة للفقهاء، وهي وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام
وروى البخاري بسنده: «عن ابن شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول سمعت النبي
يقول: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله
وورد أيضا حديث: «وقال صَلَوَات اللَّه وسلامه عليه: نَضَّرَ اللَّهُ امْرَء سمع مقالتي، فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه
وفي صحيح سنن أبي داود، وسنن الترمذي: «عن زيد ابن ثابت، قال: سمعت رسول الله
يقول: "نضر الله امرء سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"». رواه الترمذي وأبو داود
من المعلوم أنَّ أهم مصدرين من مصادر الشريعة الإسلامية هما كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في الحقيقة هناك مصدر أساسي واحد لا ثاني له للشريعة الإسلامية، وهو: الوحي المنزل من عند الله، وقد أمرنا الله عز وجل أن نتَّخذ من كلام رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم شارحاً ومبيِّناً ومفصِّلاً لكتابه الكريم، وكانت السنة النبوية بأمر الله المصدر الثاني للتشريع. لقد أمرنا الله أن نطيع الرسول عليه أفضل الصلاة و اتم التسليم في ما أخبر وأن نعتمد على شرحه في غوامض كتاب الله، فطاعتنا لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم إنما هي طاعة الله عز وجل. ذكر القرآن: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه ﴾ النساء: 80، ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ النحل: 44، ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا﴾ المائدة: 92، ﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ الحشر: 7، ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ النحل: 64.
---------------------
اذن على المؤمن الحقيقى الالمام بالفقة الحقيقى حتى يكون ايمانه صحيح ولا يقع دون ان يدرى فى حفر التواكل دون ان يدرى وهو مذموم كما راينا
والله اعلى واعلم
المصادر
=====
https://ar.wikipedia.org