المحترف ليون
نقص الحب
=======
نقص الحب
=======
نحن امام عمل شديد الثراء على عدة مستويات اهمها على مستوى السيناريو والحوار لانه وضع الافكار الرائعة داخل قالب محبب للجمهور وهو القالب البوليسى والاكشن فى حين ان السيناريست اراد البحث عن مخاطر نقص الحب فى حياة الافراد والتى تؤدى الى كل الموبقات الاجتماعية والتى تضر الفرد ذاته والمجتمع من ورائه
وذلك من خلال حبكة درامية عن قاتل محترف يطلق عليه المنظف وهو يقوم بالقتل دون ان يهتز له جفن ويعيش حياة فقيرة جدا ولا يتمتع باى اموال من التى يجنيها من تلك العمليات التى يقوم بها وكأن السيناريست ترسيخ التركيبة النفسية للقاتل انه الة قتل فقط
وبالمقابل وجود فتاة ذات الاثنى عشر ربيعا والمضطربة نفسيا بسبب التعامل الوحشى من الاب الذى يعمل فى المخدرات ويقوم بضربها على اتفه الاشياء واختها الكبرى تقوم باحتقرها وايضا زوجة الاب مما حدا بها النضوج العقلى الغير عادى وكأنها امراة فى الثلاثين من عمرها وهو اضطراب حقيقى ومحق للطفولة التى بداخلها بسبب نقص الحب الغير متوفر فى البيئة المحيطة بها .
يتعامل الاب مع ضابط مكافحة المخدرات المدمن والذى يتاجر فى المخدرات من خلال الاب وهو نموذج للانسان الفاسد المتعالى بسبب منصبه ووظيفته التى يفترض منها حماية المجتمع من تلك الافات يقوم هو بها وبسببها قام بقتل عائلة الفتاة كلها عدا الفتاة التى كانت تتسوق وعند عودتها تذهب الى جارها
( القاتل المحترف ) للنجاة من القتل
تبدا رحلة التغير للقاتل والفتاة نحو الانسانية حيث بدا القاتل يستعيد الانسان الذى بداخله والذى تم سحقه من قتل ابو حبيبته السابقة وهو فى عمر 19 ىسنة لان الاب قام بقتل الحبيبة ( ابنته ) لانه رافض للعلاقة لانه من عائلة مرموقة جدا وليون من عائلة غير مرموقة فقام ليون بقتل الاب وهاجر الى امريكا ونسى انه انسان من يومها ولكن بعد لقائه بالفتاة وتشبثها بالانتقام لنفسها ولاخيها الصغير واصرارها على الحياة فاستجاب لها وقامت بتعليمه القراءة وحب الحياة وبدا استخدام المال المحتفظ به عند صديقه واوصى بباقى المال للفتاة عند حدوث مكروه له
والاهم بدا يسرى الحب فى اوصاله للحياة اولا وللفتاة ثانيا والتى تعتبر فى عمر ابنته ولكن النضوج الغير عادى محا الفارق السنى وهى من ذهبت للاحتماء به من الضابط القاتل ولكن هو من قام بالاحتماء بها من خلال تعويض نقص الحب الذى فقده من سنين
نحن امام ابداع من نوعية خاصة على عدة مستويات
اولها كما قلنا تصنيف الفيلم انه فيلم بوليسى ولكن بالسبر فى اغوار الموضوع نجد انه فيلم عن مسببات التوحش الغير عادى للقاتل والنضوج الغير عادى للطفلة وهى البيئة المفقود بها الحب ونقصه هو المسبب فى التشوه الغير عادى لهما وعندما وجد كل منهما ضالته فى الاخر تغير كلاهما للافضل
ثانى الابداع هو الاداء الهادئ الواثق من البطل ( جان رينو )
والذى كان عامل مساعد قوى فى اظهار عبقرية ناتالى بورتمان بادائها المذهل العبقرى والذى يعد اعجاز لانها طفلة ذات اثنى عشر ربيعا ولكن التعبير عن الاحاسيس المختلفة فرحا او حزنا كانت غير عادية والاهم طبيعية بشكل لافت للنظر مما يدل على موهبة حقيقية وايضا يدل على التدريب الذى تم لها كان على يد محترفون حقيقيون
ثالث الابداع هو الموسيقى التصويرية والذى قام بها ( أريك سيرا ) وهى كانت عنصر مرئ فى الكادر والتى يمكن ان تراه رؤية العين من شدة الابداع والتعبير بالنغمات عن ما تختلج به النفس ولتعميق المشهد داخل المشاهد كما ينبغى ان يكون
اخيرا الاخراج وهو الكاتب ايضا ( لوك بيسون )
لذا كان الاخراج الواثق والفاهم لطبيعة السيناريو فكان التناغم الغير عادى بين عناصر الكادر لتوصيل الافكار للمتفرج لدرجة ما تراه ليس مصنوع بل
طبيعى
فيلبم يستحق المشاهدة اكثر من مرة لروعته