الصراع بين العلمانية والدين
===============
قبل
ان نشرع خوض ( الصراع بين العلمانية والدين )
علينا الوقوف مليا مع المصطلح حتى يكون النقاش على ارضية
صلبة وليست كلمات فى الهواء
بمعنى عامّ، فإنّ هذا المصطلح يشير إلى الرّأي القائِل
بأنّ الأنشطةَ البشريّة والقراراتِ -وخصوصًا السّياسيّة منها- يجب أن تكون غير
خاضعة لتأثير المُؤسّسات الدّينيّة.
أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود للقرن الثالث عشر في
أوروبا حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين
السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني
الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيون في جنوب فرنسا على أشدّه؛
اى ان البداية كانت ارهاصات قبل عصر النهضة الاوربى وهو
عبارة عن حركة ثقافية استمرت تقريبا من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن
السابع عشر.
وكان صلب الصراع الخروج من الطاعة العمياء للكنيسة
الاوربية والتى وصلت فى غلوها الى صكوك الغفران
صك غفران بالإنجليزية Indulgence ، هو وثيقة كانت تمنح من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مقابل مبلغ
مادي يدفعه الشخص للكنيسة يختلف قيمته باختلاف ذنوبه، بغرض الإعفاء الكامل أو
الجزئي من العقاب على الخطايا والتي تم العفو عنها. يتم ضمان صكوك الغفران من
الكنيسة بعد أن يعترف الشخص الآثم و بعد أن يتلقى الإبراء
كما حاولنا الوقوف اصطلاحيا على معنى العلمانية فى عجالة
وهى فى تبسيط شديد جدا صراع تم حسمه بين السطة الزمنية والسلطة الدينية متمثلة فى
الكنيسة الاوربية فى بدايات عصر النهضة
هنا لنا وقفات ووقفات
الدين الاسلامى دين الاغلبية فى المنطقة العربية (
العربية مؤقتا ) هل هناك صراع ما بين السلطة الزمنية ووالسطة الدينية
الاجابة قطعا لا لان من البداية لا توجد سلطة دينية فى
الاسلام
هل هناك صراع ما بين العلمانية والدين الاسلامى تحيدا فى
استخدام العقل
ايضا الاجابة لا
لان العقل فى الاسلام مناط التكليف
فقال عز وجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا
مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ
لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ
كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا
نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10].
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ
لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ
تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
[الحج:46].
في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : " رفع
القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق أو يعقل ، وعن الصبي حتى
يحتلم " رواه أحمد وأبو داود عن عائشة ،
اذن اساس العلمانية بدا فى الخروج على تعاليم الكنيسة
الاوربية واخذ الامر لدرجة غير عادية حتى وصل لاقصى مدى بالالحاد التام وتعظيم
العقل وتفسير كل الاشياء الطبيعية وماوراء الطبيعة تفسير عقلى بحت
هل يوجد تعارض هنا بين العلمانية والدين الاسلامى
نعم وهى النقطة المفصلية الحقيقية لان الدين الاسلامى لا
يعارض العقل بل يحث على استخدامه بكل الطرق والاساليب ولكن هناك نقاط لا دخل للعقل
بها مثل
ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ
قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}
نؤمن بهذا ولكن لا نعرف ولا نسئل عن الكيفية لانها اكبر
من نطاق العقل
هل هذا يتعارض مع الشئون اليومية والحياتية للبشر
الاجابة لا على الاطلاق بل
فقد أخرج مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا
" تمرا رديئا" فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال:
أنتم أعلم بأمور دنياكم. كما ذكره ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه وغيرهم
بروايات مختلفة.
يتخذ العلمانيون العرب قضية التحديث والتطوير للمجتمعات
العربية الزريعة لتبنى العلمانية ويستشهدوا ان بداية التطوير الحقيقى بدا مع
الحملة الفرنسية على مصر
هي حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على مصر
والشام (1798-1801م)
حتى هناك نفر منهم احتفل سنة 2001 بتلك الحملة
عندما بدأ التخطيط للاحتفال بالمئوية الثانية للحملة
الفرنسية على مصر عام 1997، تحت عنوان «مائتى عام من العلاقات المصرية الفرنسية»،
وتحت مسمى عام مصر فى فرنسا وعام فرنسا فى مصر، عندها تم توظيف الحملة فى الصراع
السياسى والفكرى الذى كان دائرا فى مصر، وجرى استنطاق الخلاف حول الحملة بأكثر مما
يحتمل. فانقسم المجتمع الثقافى المصرى إلى معسكرين، الأول يرى أن نهضة مصر
وتحديثها بدأ بالفعل منذ وطأت أقدام جيش الشرق بقيادة بونابرت أرض مصر فى أواخر
القرن الثامن عشر، حيث بدأت مصر تطلع وتنفتح على معطيات الحضارة الحديثة وتتعلم
منها أسباب نهضتها، بل وتطورها السياسى والاجتماعى بشكل عام، ومن هنا فلا توجد
مشكلة فى الاحتفال بالحملة كمدخل للعلاقات المصرية الفرنسية، وقال أصحاب مشروع
الاحتفال: إن مقدم الحملة ترتب عليه سقوط النظام العثمانى فى مصر بما كان يمثله من
قيم التخلف والجمود، وإن الحملة الفرنسية كانت فاتحة للعلاقات الثقافية بين مصر
وفرنسا، وإن الحملة جاءت معها ببعثة علمية كان من أهم ما أنجزته كتاب «وصف مصر»،
كما أن الحملة رغم طابعها العسكرى جاءت معها ببشائر التحديث والتنوير ومبادئ
الثورة الفرنسية إلى بلادنا، وفى هذا السياق طرح الكاتب والمفكر كامل زهيرى شعار
«ذهب المدفع وبقيت المطبعة»، كناية عن المطبعة التى صحبها بونابرت معه إلى مصر.
ققد ذكر الجبرتي : أن الفرنسيين " أشعلوا النيران
في الغيطان . أرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة . أخرجوا أصحاب المنازل
من منازلهم . واستولوا عليها . وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل . دخلوه بخيولهم
وربطوها بقبلته . وداسوا المصاحف بأقدامهم . و ذبحوا أكثر من 2500 من المصريين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي
أرسله إلى فرنسا .وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين المصريين وألقوا بجثثهم في
قاع النيل ليلا . حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار
الفرنسي . إلا أن هذا لم يضعف من شأن المقاومة المصرية والمقاومين
.
الموضوع اكبر من مقال ولكن محاولة لالقاء حجر فى البركة الاسنة لان الموضوع جد خطير