فيلم Apocalypse Now الجنون تحت وهم العقلانية

 فيلم Apocalypse Now
الجنون تحت وهم العقلانية
===========

شاهدت فيلم القيامه الان
بطوله
مارتن شين
مارلون براندو
روبرت دوفال
فرانسيس فورست

الكاتب جوزيف كونراد (الرواية)
جون ميليوس، فرانسيس فورد كوبولا (السيناريو)
تصوير سينمائي فيتوريو ستورارو 
موسيقى كارمين كوبولا  ،  وفرانسيس فورد كوبولا  

الاخراج فرانسيس فورد كوبولا

في البدايه لابد من التنوية اننا لسنا امام فليم عادي بالمره ربما يتشابه فقط مع كل الافلام انه على شريط الشاشه الفضيه ولكن نحن امام حاله خاصه جداااا.

المحرج فنان تشكيلي يعرف قيمه التكوين اللوني والغرض من الصورة والاهداف المرجوه منها ليس مجرد كاميرا تدور لتسجل بعض احداث ما من خلال لغه حواريه باداء بعض الممثلين ..

هنا كل العناصر بالصورة لها دور من خلال الطبيعه من جبال وانهار وامطار من خلال زوايه التصوير ومن خلال ما تبوح به الطبيعه باسرارها .
"فيلم القيامة الآن ليس فيلماً عن حرب فيتنام، إنه فيتنام". هكذا وصف المخرج فرانسيس فورد كوبلا فيلمه القيامة الآن في مؤتمر حول الفيلم خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي 1979.

وأضاف مبرراً ذلك، "كان جنوناً، والطريقة التي صنعناه به تشبه الطريقة التي كان عليها الأميركيين في فيتنام، كنا في الغابات، كان هناك الكثير من العاملين في الفيلم، كان لدينا الكثير من المال، الكثير من الأجهزة، ومع الوقت أصبنا بالجنون".
تلخص هذه العبارة الطريقة التي صنع به الفيلم والجهد الذي بذل لدرجة الجنون والانهيار، إذ أخذ الفيلم منذ بدء تصويره حتى تم عرضه ما يقارب الأربع سنوات، أصيب البطل خلالها بنوبة قلبية وأدمن بعض الطاقم على المخدرات، ودمر الإعصار مكان التصوير وكانت الحرب تدور على بعد أميال من مواقع التصوير. خلال أربع السنوات تم تصوير ما يزيد على 200 ساعة ليستخلص منها ساعتين ونصف المدة النهائية للفيلم. تصريح كوبلا ربما اعتبر على أنه تبرير عن سوء تخطيط إنتاج الفيلم، إلا أنه كان فيلماً جديراً بكل ذلك الوقت والجهد، إذ يصنف من أهم أفلام الحرب في تاريخ السينما
.الفيلم ببساطه رحله ضابط لقتل ضابط اكبر اثناء الحرب الامريكية علي فيتنام باتهامه بالخروج عن التقاليد العسكريه الامريكيه واتهامه بالجنون تلك هي القصه ببساطه ولكن السرد هنا كان سينمائيه فلسفيه به حموله فكريه واخلاقيه عن الحرب والاخلاق والقانون.
قصه الفيلم مستوحاه من روايه قلب الظلام لجوزيف كونارد عن عقيد خارج عن السيطره بالجيش الامريكي يدعي كيرتز، يستقل الضابط عن الجيش ويكون جيشه الخاص من المواطنين الفيتناميين علي جزيره منعزله عن الحضاره. لم يكن كيرتز مجرد قائد بل كان الها عبدوه ونفذوا معه عمليات قتل. هنا تقرر الاستخبارات ارسال ضابط -كابتن ويلارد- لقتله، مارتين شين الذي ادي الدور لم يكن هو نفسه سوياً، فبعد سنوات من القتال لم يستطع العوده الي منزله بامريكا وفضل البقاء بعيدا عن اسرته في فيتنام.
في لحظات الجنون ينشا صراع داخل قلب كل رجل بين العقلاني
واللاعقلاني، بين الخير والشر .. والخير لا ينتصر دائما

بهذه الجمله يفسر الكولونيل لكابتن ويلارد ما حدث مع العقيد كيرتز.. مس من الجنون اصابه.. حتي ملامح الكولونيل غير مقتنعه بما يقول

ليست قصه العقيد كيرتز هي محور الفيلم لكنها معبره جدا عن روح الانسان الذي اصابته فظائع الحرب بصدمه كفيله لجعله يكره كل ما هو حداثي باخلاقه واكاذيبه وادعائه الفضيله حتي اثناء القتل. المتابع للحوار بين العقيد كيرتز و ويلارد سيدرك انه بالتاكيد مضطرب؛ لكن السؤال الذي يطرحه كوبولا بمكر: من الاكثر اضطرابا: العقيد كيرتز الغريب الاطوار، ام الكولونيل في سمته الهادئ وحجته المقنعه؟!

واثناء الرحله السريه للتخلص منه داخل قارب في نهر يشق فيتنام يستعرض معنا كوبولا ماساه الحرب. كانت اول محاوله ناجحه للتغلب علي تابو الجندي العظيم الذي يدافع عن وطنه؛ هم يشربون المخدرات ويلهون مع الفتيات اذا سُمح لهم ويحلمون بالعوده الي الوطن. في اجمل مشاهد الفيلم يُقتل فتي حدث وفي الخلفيه رساله صوتيه مسجله من امه تحدثه عن العوده القريبه. الحرب لا تعترف بالاخلاق والكل يكرهها. يدفع الثمن في النهايه الجنود البائسون ويجني ثمارها الساسه.
فيلم تحس ان المخرج اراد ان يكون كل مشهد فيلم كامل يمكنك اقتطاعه وتراه منفردا ليس المعني كلامي الان عدم الترابط بقدر ان المخرج كان وافي جدا لكل مشهد حتي تحس ان كل مشهد هو مستر سين
حيث ادان المخرج امريكا بدخولها الحرب على فيتنام بكل الاشكال سواء من خلال الحوار والصورة و الفكرة والعمق الفلسفي

انه فرانسيس فورد كوبولا الجاصل على 5 اوسكار -اي ان المخرج يعي ما هي السينما وما هو الدور المنوط به .
اكثر ما يميز الفيلم الاصاله.. فجمل حواريه كثيره منقوله من علي لسان جنود حقيقين عادوا وحكوا. كثير من نصوص الحوار تم ارتجالها داخل اماكن التصوير، ويثير الاستغراب ان كوبولا بدا التصوير بدون خط نهايه واضح في ذهنه فنجد ثلاث نهايات مختلفه! حاز الفيلم علي جائزه السعفه الذهبيه لمهرجان كان؛ واثناء المؤتمر الصحفي يقول كوبولا:

ليس فيلمي عن فيتنام، بل هو فيتنام، مثل الجيش الامريكي كان معنا مال كثير ومعدات كثيره و بالتدريج انجرفنا للجنون

البطوله مارتن شين تفهم غير عادي للشخصيه قدره فذه للحفاظ علي الموود طوال الفيلم تعبير صارخ بالجسد والعيون وتحس انه كان الة موسيقيه والمخرح يعزف عليها الحانه .

مارلون براندو
يوصف انه حكيم السينما الامريكيه رشاده بالاداء وعمق رهيب في التلون الصوتي والتعبير من خلال ادوات الممثل العبقري واي كتابه عنه قيمة للكاتب وليس له ولان الرجل يحلق بعيدا عن كل الاسراب

البطل الحقيقي للفيلم ليس كل ما سبق ولكنه المكياج الذي بذل مجهودات خرافيه لابطال الفيلم
والريكور الذي يعد هذا الفيلم في درس فن الريكور .
والتصوير لان كل المشاهد تقريبا كانت تصوير خارجى .
ولعل أهم ما عزز من قوة الفيلم التعبيرية لموضوع كهذا يتناول الحالة النفسية للإنسان هو الصورة السينمائية التي نفذها المصور السينمائي الإيطالي فيتورو ستورارو، أحد أهم المصورين السينمائيين في الوقت الحاضر. ستورارو الدارس للتصوير السينمائي في المدرسة الوطنية الإيطالية للسينما، وأحد أكثر المصورين السينمائيين حصولاً على الأوسكار استعمل الضوء والظل واللون بطريقة مكثفة لتعزيز درامية الفيلم وإبراز الحالة النفسية للأبطال، وبالتالي يعيش المُشاهد تلك التجربة المرعبة. فمنذ المشاهد الأولى للفيلم واللون يحضر كعامل دلالي مهم، ليصبح اللون والضوء والظل في أغلب المشاهد ذات دلالات لا تقل تأثيراً عن الحوار أو الأداء التمثيلي أو حركة الكاميرا، فاللون البرتقالي المصاحب لدخان وحرائق قنابل النابام يصبح علامة الشؤم ونذير موت حين يتكرر بين مشهد وآخر.

وفي أجمل مشاهد الفيلم وأقواها من الناحية البصرية والحوار والأداء، تعلن حقيقة الحرب حين يلتقي ويلارد بـ كورتز. تبدأ الكاميرا في الاقتراب من مقر العقيد كورتز ويرمى بالنقيب ويلارد مقيداً أمامه حين تم القبض عليه حال وصوله إلى المعبد. المصور السينمائي ستورارو كان يدرك كيف يصور مشهد كهذا ليلخص روح الفيلم، حالة الجنون التي أصابت الجيش وحالة اللاوعي والجهل بأهداف الحرب وأسباب الوجود الأميركي في فيتنام.

الفيلم وثيقه لمن يريد ان يري من خلال عقله وروحه ويجعل كل
الاسئلة مفتوحة دون نهاية  لعل الفيلم ان يجيب عنها 
بقلم
محسن باشا
المراجع وبعض الاقتباسات
https://www.alwatan.com.
https://www.ida2at.com/movie

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.