الفيل الازرق 2 هو الحل

الفيل الازرق

هو الحل
========

نحن أمام ابداع مبهر لأقصى مدى حيث الاتقان الغير عادى فى التنفيذ من كل عناصر الفرجة فالكادرات غنية بالتفاصيل والتصوير متعدد سواء داخلى أو خارجى صورة كبيرة أو زووم والابهار فى الاخراج يدل عن ترسيخ اقدام مروان حامد كاهم المخرجين فى العصر الحديث لأنه له وجهة نظر والأهم ينفذها بطريقة بسيطة غير متعالية على الجمهور أما ابطال العمل سواء أمام الكاميرا أو خلفها لنا معهم واقفة لاحقا
الاستهلال السابق سببه أننى لست ضد الفيلم كعمل متقن ومبهر وغنى وتنفيذه كان الاتقان حليفه بشكل ملفت للنظر ولكن وهنا لكن لاتهدم ماقبلها ولكن محاولة للفهم أكثر منها للاعتراض
فى الجزء الاول من الفيلم نحن أمام حالة نفسية مهترءة بسبب فقدان الحبيبة لأسباب ما ثم فقدان الابنة والزوجة بالموت وبعدها دخل البطل حالة ضياع على كل المستويات والالتجاء إلى الحبوب المخدرة ( الفيل الازرق) كحل لحالته ثم مقابلة نايل ( الجن) الذى يمثل القوى الخارقة والانتصار عليه عن طريق السحر أثناء معالجة اخو حبيبته الاولى بعد أن قتل زوجته (وان كنت ضد هذا الحل وهو مثبت بمقالنا السابق عن الفيلم فى الجزء الاول )
ناتى للجزء الثانى من الفيلم نحن أمام أسرة المفترض أنها مثالية حيث البطل تزوج الحبيبة المفقودة وانجب منها ويعمل فى مجال العقارات بعيدا عن الطب النفسي والحبيبة ( الزوجة ) تعمل فى بنك لكن نجد حالة ملل وزهق بينهما دون مبرر ثم تحدث جريمة قتل من زوجة لزوجها وابنتها السبب ظهور نايل داخلها والذى يريد البطل دون غيره للحديث وتبدأ رحلة الصراع بين البطل ونايل والتى لا مبرر لها لكن السيناريست جعل المبرر غيرة الزوجة القاتلة من الحبيبة والزوجة الحالية أثناء التنافس على الزواج من زوج الحبيبة الاول
٤- هل الفيلم سحق الطب النفسي بكل ماله تحت اقدام حالات فردية أفادت انها غير مسؤولة عن أفعالها بسبب وجود قوى اخرى داخلها اقوى منها تجبرها على الفعل مع أن الفيلم ذاته أفاد بوجود صراعات داخل البطل
وبعد التلاعب فى الأفكار والصراع بين البطل ونايل (القوى الخارقة الخارجية ) يبدأ البطل فى تناول الحبوب المخدرة (الفيل الازرق) التى تفتح له الحجب (من وجهة نظره) حتى ينتصر على نايل مرة أخرى هنا تدور اسئلة عديدة جدا وهى ١- ماهو المبرر الحقيقى الصراع بين البطل والجن ٢_ ماهى الرسالة المنوط إرسالها للجمهور من خلال تناول الحبوب المخدرة التى كانت سبب الانتصار ٣- هل الفيلم يتبع نظرية الفن للفن دون رسالة ما أم أن الرسالة البسيطة والعميقة جدا هى أن المخدرات التخليقية هى الحل على قوى الشر ٥_ هل الفيلم به دعوة صريحة لاستبعاد الدين والعقل من الحياة حتى نفهم مايحدث حولنا وتفسير بعض الظواهر عن طريق الخرافة لأننا لم نرى اى لمحة عن الدين طوال الفيلم ولم نجد تفسيرات منطقية للأحداث
- التصوير كان رائع بشكل غير عادى سواء داخلى أو خارجى أو تحت الماء مع استخدام جيد للإضاءة
٦- هل الفيلم يدعو للخرافة والأساطير ومن ثم التمهيد للعلمانية بعد استبعاد الدين ٧- ماهو المبرر كسيناريو لظهور زوجة البطل كزوجة للملك فى الحلم أو التهيؤات ثم انتحارها بذات الحلم ٨- ماهو المبرر الدرامى لجعل زوجة البطل تعانى من حالة اكتئاب ومحاولة انتحار سابقة وأخرى لاحقة الابداع ===== تمثل الابداع فى كل عناصر الكادر الواحد ابتداء من الدقة والإتقان المصاحب لكل عنصر على حدا - الديكور الغنى جدا من الناحية التشكيلية (لابد من تعريف الفنون التشكيلية) - الموسيقى التى كانت بعض الأحيان بطل الكادر وليس مجرد حلية ما أو تعبير موسيقى عن ما بداخل الابطال بل جاءت الموسيقى كعنصر مرىء هذه المرة لتميزها وخلق الجو الاسطورى المصاحب للصورة وهو ليس بجديد على المبدع هشام نزيه - المونتاج كان القطع مميز متلاحق وسريع وهو يمثل السهل الممتنع
لان تغير الواقع يكون من خلال المواجهة الشاملة متسلحا بمرجعية دينية حقيقية وليس مجرد طقوس تمارس وايضا من خلال عقل ناقد طارح لكافة الأسئلة فى اى موضوعات دون خلق تبوهات ما حتى نقضى على الفقر والجهل والمرض لنحصل على المعرفة الحقيقية التى هى عنوان القوة الحقيقية
ناتى إلى ابطال العمل ونبدأ بكريم عبدالعزيز الذى بذل مجهود غير عادى لأنه نقطة الالتقاء لكافة الأحداث وكان على مستوى المسؤولية كنجم تقيل وله كل تقدير هند صبرى أحد ادوار عمرها المفجر لطاقات تمثيلية ربما جديدة عليها شخصيا مع تفهم التحولات بين الخارق والعادى وكانت مبهرة للغاية خاصة فى دور الغجرية على مستوى التعبير الداخلى ولغة الجسد نيللى كريم الهادئة التى تصمت كثيرا لتقول الكثير من خلال وجهها الذى أصبح عنوان الابداع
هذا المقال هو نوع من تفكيك الفيلم وإعادة بناء على أرضية العقل والمنطق وقبلهم الدين الذى هو مرجعيتنا الا اذا أعلنا العلمانية هى الحاكمة لتصرفاتنا ومن هذا المنطلق ارفض بكل قوة ان يكون الفيل الازرق هو الحل او اى فيل باى لون
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.