عندما تنتصر الانسانية
معجزة في الزنزانة 7
=========
بدون طنطنة فارغة او خطب حماسية ينتهى مفعولها بعد ثوانى يحثنا العمل المبدع ( معجزة فى الزنزانة 7 ) الى العودة الى الجذور وهى الفطرة السليمة من خلال سرد ناعم وقصة تبدو بسيطة ولكن من اراد التقاط الاشارات الهامة جدا فلابد من التعمق داخل العمل
سنجد من البداية ادانة حكم الجيش والذى يفسد القضاء والشرطة ومن ثم المجتمع كله
شهدت تركيا في تاريخها الحديث، العديد من الانقلابات طيلة الخمسة عقود المنقضية، كان أولها في 27 مايو/أيار 1960، حين وقع انقلاب عسكري أطاح بالحكومة الديمقراطية المنتخبة ورئيس البلاد.
و ذلك من خلال اتهام البطل المتاخر عقليا ( طفل كبير ) بقتل ابنة ضابط كبير ونيل اعتراف منه رغما عنه بعد التعذيب له حتى بعد ما تبين للضابط ان المتهم برئ من التهمة بالشاهد الوحيد للواقعة يقتل الشاهد بدم بارد حتى يتم اعدام البطل تنفيذا لرغبته فقط
نجد ايضا ان المجرمين زملاء الزنزانة 7 بسبب نقاء البطل يحالوا العودة الى ذواتهم الحقيقية والانسانية الحقيقية بعد محو غشاوة العلمانية المفروضة من النخبة الحاكمة وذلك ظهر فى مساعدة البطل لرؤية ابنته بالتحايل على قيود السجن الصارمة وظهر ايضا بالتضحية من احدهم للتقدم للاعدام بدلا من البطل لتقوم ادارة السجن بتهريب البطل لمراعاة ابنته بعد وفاة الجدة بعدما اقتنع الجميع ببراءة البطل
ملحوظة هامة جدا
قُدِّمت العلمانية لأول مرة مع تعديل عام 1928 لدستور عام 1924، والذي ألغى النص الذي أعلن عن أن «دين الدولة هو الإسلام»، ومع الإصلاحات اللاحقة لرئيس تركيا الأول مصطفى كمال أتاتورك، والتي وضعت المتطلبات الإدارية والسياسية لإنشاء دولة حديثة وديمقراطية وعلمانية تتماشى مع الكمالية
تلك بعض الافكار المنثورة فى العمل الابداعى بطريقة سلسلة حيث اختار السيناريست سكن البطل فى الجبل حيث المراعى الخضراء وان يكون عمل البطل رعى الغنم وهى اشارة بالعودة للجذور وهى الفطرة السليمة التى لم تلوث بالافكار الغريبة والمدمرة للانسان مثل معانقة الاب لاولاده دون الاحساس بالضعف ( كما جاء على لسان المدرسة )
ناتى الى بطل العمل أراس بولوط إينيملي الذى ادى الدور باحترافية غير عادية حيث لم يسقط فى فخ البلاهة او الغباء لانه كما كان يقول لا افهم احيانا وكان الاداء الحركى مميز للغاية وكذلك التعبير عن الشخصية بالانفعالات المناسبة سواء داخليا او خارجيا
والبطلة الصغيرة سنا ولكن كبيرة فى مجال التمثيل وهى
نيسا صوفيا حيث الاداء السهل الممتنع
ناتى الى الاخراج مايسترو العمل صاحب الرؤية الحقيقية الذى امتلك ادواته تماما وسيطر عليها بهدوء ظهر جليا على الشاشة وبمساعدة مدير تصوير متفهم فكانت كادرات الجبل مريحة و لاننسى الموسيقى التصويرية التى كانت معمقة للمعنى دون صخب او زخارف لا فائدة منها وايضا المونتاج المواكب للاحداث فى العمل
فيلم اسرى جدا والاهم بسيط وعميق بذات الوقت لان به فن حقيقى وليس تفاهة كما عند الاكثرية