تجليات مولانا عن الحب
=============
هل نحتاج الحب ؟
الاجابة القاطعة نعم نحتاج الحب لان الحب هو الحياة
كيف ستعبد الله سبحانه وتعالى الا وانت تحبه
كيف ستهتدى بسنة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الا انت وتحبه اكثر من نفسك
كيف ستعمل فى اى عمل ما وانت لا تحبه
نحن نحتاج الحب فى كل شئ واى شئ والا اصبحت الحياة جحيم
لاتجعل الواقع القبيح يمحو داخلك الانسان والا اصبحت مجرد كائن حى وتصبح اداة فى يد الاشرار
الحب بمنتهى البساطة بعيد عن التعريفات المعلبة هو انت لان الحب شعور انسانى بحت
لتفكيك الجملة السابقة حتى نكون على بينة مما نقول
الحب هو انت هنا يصعد سؤال منتهى الاهمية والخطورة من انت هل حاولت التعرف على ذاتك على مارست النقد العقلى على ذاتك هل حاولت سماع اصوات ذاتك المتناثرة داخلك
هل صالحت ذاتك على ذاتك
اذن من اجل ان تحب لابد من الوقوف مليا مع نفسك لترى الدرر التى داخلك وانت تجهلها لاسباب كثيرة
السؤال الذى يفرض نفسه بقوة من هو الانسان
الطبيعى ان يكون الرد كل البشر انسان وللاسف اجابة كارثية لان الانسان له صفات لا تتوافر فى الكثيرون بل اصبح الانسان الحقيقى ربما عملة نادرة
لان الانسان الحقيقى ان الحياة لا تصبح حياة الا بقبول الاخر المختلف عنه وليس فقط المتماثل لان التنوع اصل الحياة
الانسان الحقيقى محب للحق والخير والجمال مهما كان مصدرهم
اذن من اجل انت تحب لابد ان تعرف من انت وتسئل نفسك هل انت انسان ام كائن حى وفقط
سابقا قلنا ان الحب قدر والاستمرار فى الحب قرار
القرار هو صناعة الحب
مما لا شك فيه كلمة صناعة ستلتبس على الكثيرين لذا سنفككها اولا حتى تقف على ارضية المصطلح حتى نركز فى المعانى التالية
الحب يبدا باعجاب حسى او معنوى ولكن اذا استقر الحب يصبح معنوى بالدرجة الاولى لننتقل بعدها لمرحلة القرار فى الاستمرار فيه من عدمه بسبب اختلاف الشخصيات والسمات الداخلية لكل منهما
وهنا تظهر قيمة صناعة الحب والتى عمادها الاول سؤال منتهى الاهمية
اذن معرفة الذات منتهى الاهمية وبعدها معرفة الاحتياجات ثم معرفة ماذا تريد من المحبوب
ثانى الاعمدة فى صناعة الحب معرفة الاخر كما ينبغى ان تكون واهمها معرفة العيوب والنواقص التى به حتى لا تدخل فى طرق الفشل المؤكد بعدها وبعدها معرفة هل الاخر لديه الاحتياج الناقص عندك وان كان غير موجود كيفية انشائه وترسيخه داخله
صناعة الحب تحتاج عقل واعى جدا وايضا عدة علوم منها النفسية ولغة الاشارة خاصة لعة الجسد والمسكوت عنه فى الكلمات والغوص فى المعانى
هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ
فما اختارَهُ مُضْنى به وله عقْلُ
وعِشْ خالياً فالحُبّ راحتُهُ عَناً
وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديّ الموتُ فيه صَبابةً
نصحْتُك عِلماً بالهَوَى والذي أرى
مخالَفَتي فاختر لنفسكَ ما يحلو
فإن شئتَ أن تحيا سعيداً فمُتْ بِهِ
شهيداً وإلاّ فالغرامُ لهُ أهْل
ابن الفارض