"عندما تتكلم، ينصت العالم.
الكل يدعي أنه يحب، وهم لا يعون ما هو الحب. ليس كل خفقان في القلب حب.
ذهبت شاردة الذهن، غارقة في أفكارها، وهمست لنفسها:
"هذا هو الأمل المفقود - هذا هو الألم الموجود."
أفاقت من شرودها على لمسة دافئة. قال:
"أنا هنا - أنا الأمل الذي بين يديك، والحب الذي انعقد على قلبينا. أنا الباحث عنك في كتب التاريخ وأشعار السابقين؛ أنا الدال عنك إليك ومنك. أنا بدونك عادي ومعك استثنائي."
فابتسمت له، وتشابكت الأيدي في صمت مدو يصم الآذان.
عندي كلام كثير - لكن خوفي أن الحروف لا تحتمل ما أود بثه، فتحترق؛ فأثرت الصمت. فإذا عيوني تفضحني، حاولت إغلاقها، فضممته أكثر، وهنا سبحت في فضائك اللامنتهي عندي.
الطيران دون أجنحة آلى الكوكب المخملي، حتى تسمع ترانيم صوت خفيف قلبها وهو يحتضنك في اللا زمن واللا مكان.
تكلمت مع كل الناس وأنت صامت، عندما تكلمت جعلتني أنا صامتًا، لأنك أخيرًا مزقت شرنقة الصمت. كلمات وحروف تحرق أي صمت؛ حمولة المعاني تقول إنك عشقت. نهر الحنان أخيرًا منه نهلت، كلي عطش لك ليتك مني قربت، بعدك موت حقيقي مهما حييت.
هاتفتني وصمتت، فتحدثت، وكانت تتنفس كلماتي، وكأنها تتنفسني.
كسرت كل حواجز الصمت فانهمر الشوق؛ نسفت كل سد فكانت الفيوض تسد الشق. تلاشت الأرقام، ولم يبق إلا نحن في الأفق.
أصعب أنواع السباحة هي السباحة في الأنوار الساطعة منك - أنوار تخرج من كيان انصهر في تلك الحروف البسيطة العميقة.
الحب هو أن تكون في مكان ومعشوقك في مكان آخر، وتلتقوا فوق السحاب.
الحب هو:
- أن تهيم في المعشوق.
- أن ترى تفاصيل ربما لا يراها هو.
- أن تجعله منفردًا بذاته ولذاته ومن أجل ذاته.
- أن تجعله فورًا بك ومنك وإليك.
- أن تجعله الإنسان الوحيد في العالم.
الحب ملك الجميع؛ الفرق يظهر فيمن تحب. هنا تظهر الفروق العظيمة بين حب وحب.
الحب هو أن تحلق بعيدًا بخيالك وكيانك وروحك، لأنك تعانق الجمال المقطر الصافي. ستجد حالة لا توصف في كلماتك، لأن الحالة أكبر من الوصف والكلمات مهما كان جمالها."