لغة الصمت والحب الضائع: تأملات في جوهر الإنسانية

  • لغة الصمت والحب الضائع: تأملات في جوهر الإنسانية
  • =====


    الحب المفقود في حياتنا

    ما هو الحب أولًا؟

    هل نحتاج الحب؟

    الحب بمنتهى البساطة بعيدًا عن التعريفات المعلبة هو أنت لأن الحب شعور إنساني بحت.

    لتفكيك الجملة السابقة حتى نكون على بينة مما نقول:

    "الحب هو أنت" هنا يصعد سؤال منتهى الأهمية والخطورة: من أنت؟ هل حاولت التعرف على ذاتك؟ هل مارست النقد العقلي على ذاتك؟ هل حاولت سماع أصوات ذاتك المتناثرة داخلك؟ هل صالحت ذاتك على ذاتك؟ إذن من أجل أن تحب لابد من الوقوف مليًا مع نفسك لترى الدرر التي داخلك وأنت تجهلها لأسباب كثيرة. هذه المعرفة الذاتية ليست وجهة نصل إليها بل هي رحلة مستمرة من الاستكشاف والتساؤل والتطور وقد تحجب ضغوط المجتمع وتوقعاته عنا أحيانًا رؤية ذواتنا الحقيقية.

    الجزء الثاني من الجملة وهي أن "الحب شعور إنساني بحت"

    السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: من هو الإنسان؟

    الطبيعي أن يكون الرد: كل البشر إنسان. وللأسف إجابة كارثية! لأن الإنسان له صفات لا تتوافر في الكثيرين بل أصبح الإنسان الحقيقي ربما عملة نادرة. الإنسان الحقيقي لا يكتفي بالتسامح الظاهري مع من يختلف عنه بل يرى في هذا الاختلاف مصدرًا للثراء والتنوع. إنه يدرك أن الحياة تزدهر بالتكامل لا بالتماثل ويسعى بفضول لفهم وجهات النظر الأخرى مدركًا أن الحقيقة قد تتجلى في صور متعددة. هذا القبول الفعال للاختلاف يتطلب منا مواجهة ذواتنا الأنانية التي تميل إلى رفض كل ما هو غريب أو غير مألوف والارتقاء إلى مستوى من التعاطف والتقدير يسمح لنا بحب الآخر كما هو لا كما نرغب أن يكون. الإنسان الحقيقي محب للحق والخير والجمال مهما كان مصدرهم. إذن من أجل أن تحب لابد أن تعرف من أنت وتسأل نفسك: هل أنت إنسان أم كائن حي وفقط؟

    هل نحتاج الحب؟

    الإجابة القاطعة: نعم نحتاج الحب لأن الحب هو الحياة. إنه الدافع للإبداع والوقود للروح في مواجهة الصعاب وهو حاجة بيولوجية ونفسية أساسية لصحتنا ورفاهيتنا. كيف ستعبد الله سبحانه وتعالى إلا وأنت تحبه؟ كيف ستهتدي بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا وأنت تحبه أكثر من نفسك؟ كيف ستعمل في أي عمل ما وأنت لا تحبه؟ كيف ستعيش في هذه الحياة دون أن تحبها بكل ما فيها؟ نحن نحتاج الحب في كل شيء وأي شيء وإلا أصبحت الحياة جحيمًا قاحلًا.


    البهجة أنك تتسمع الصمت القائل بكل شيء. قالت بصمت مبهج.


    الصمت الذي يشتعل داخلك بكل الأبجدية المسكوت عنها. إنه لغة غنية بالتواصل غير اللفظي تحمل معاني قد تعجز الكلمات عن التعبير عنها.


    صمت ملك هو صمت تعلل داخل الحروف والكلمات حتى تتشبع المسام وليس الأذن فقط. إنه فضاء ضروري لخلق مساحة داخلية للتأمل وفهم الذات والآخرين بعمق أكبر.


    الصمت الذي يحملك خارج نفسك حتى ترى الكلمات بعيون قلبك. إنه صمت ملك يعزز الفهم والتقارب في العلاقات الإنسانية الواعية.


    الصمت الذي بين طياته كل موسيقى العالم لتجعل الروح تتراقص على أنغام الحروف التي لم تنطق باللسان ولكن قيلت بالصمت الجميل.


    وفي الختام ندعو أنفسنا وندعوكم إلى التفكير مليًا في موقعنا من هذه الأفكار والبدء في رحلة استكشاف الذات وتنمية قدرتنا على الحب الحقيقي. فالحب المفقود ليس قدرًا محتومًا بل يمكن استعادته بالوعي والجهد والتغيير الداخلي.


    التعليقات
    0 التعليقات

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق

    مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.