تغول التكنولوجيا ضد الإنسانية
في خضم التطور التكنولوجي السريع اللي مالهوش آخر، الواحد بيسأل نفسه سؤال مهم: هو التكنولوجيا دي هتفضل أداة في إيدينا ولا هتسيطر علينا وتاخد مننا إنسانيتنا؟ الانغماس الزيادة عن اللزوم في العوالم الرقمية عامل لنا تحديات كبيرة في قيمنا وعلاقاتنا وحتى في طريقة فهمنا لذواتنا.
البحث عن الذات في عيون الآخرين: ما هو إلا ضياع فوق الضياع الأصلي
لما الواحد يبقى بيدور على قيمته في كلام الناس، خاصة على السوشيال ميديا، ده بيبقى زي اللي بيغرق وبيتعلق بقشة. بنخسر الاتصال بجوهرنا الحقيقي، وبنبدله بصورة مهزوزة عايزين بيها نعجب الناس اللي مش عارفين أصل حكايتنا.
عالم الافتراضيين:
ظهر في دنيتنا دي "مدينة فاضلة زرقاء" كده أونلاين، كلها وعود كدابة بالكمال والتواصل اللي مبيحصلش في الحقيقة. سكان المدينة دي هما "الافتراضيين"، اللي غالبًا بيكونوا كارهين نفسهم من جواهم، لكن عاملين فيها ملايكة وقدّيسين ورا الشاشات. الناس دي شايلة غل وحقد على كل حاجة، يمكن عشان حاسين بنقص ومش عارفين يحققوا اللي بيتمنوه في حياتهم بجد. بيكذبوا حتى على نفسهم، وبيخبوا ضعفهم ورا قناع شكله حلو، فكأنهم والعدم سوا في سعيهم الدايم لتزييف الوجود. دول بقى "الافتراضيين" اللي عاشقين الأقنعة الملونة، اللي شكلها يسر العين لكن بتداري قُبح مستخبي في أعماقهم المريضة.
الاغتراب والعودة إلى الذات:
إن الواحد لما يبعد عن نفسه في الزحمة دي والدنيا اللي بتجري، ده بيهلكه. ولما ييجي يفوق ويحاول يرجع لأصله، الطريق بيكون صعب ومُتعب. فبدل ما نقعد نلوم نفسنا ونِجلد فيها على الضياع ده، الأهم إننا نصالح نفسنا ونسعى بجد عشان نلاقيها تاني.
الخطر الحقيقي: فقدان الإنسانية:
ناس كتير بتتكلم عن الأخطار اللي حوالينا من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية، وده كلام مظبوط إلى حد كبير. لكن أنا شايف إن الخطر الأكبر بجد هو الإنسان اللي فقد إنسانيته: اللي اتخلى عن قيمه وأصوله. هو اللي مش فاهم أي حاجة عن ثقافته: جاهل بتاريخه وجذور وجوده. هو اللي حافظ كلام ومش فاهم معناه: بيردد شعارات وخلاص. هو اللي ماشي ورا الناس من غير ما يفكر: بيسلم عقله لغيره. هو المثقف المتعلم بس خاين لعلمه وثقافته: بيستخدم علمه في التضليل والتخريب. هو المخرب في ساحات الوعي: بينشر الفوضى والجهل بين الناس. والنوع ده من البشر، الافتراضيين اللي عاملين فيها فاهمين، بينتشروا حوالينا زي النار في الهشيم.
الخلاص من "الذباب الإلكتروني":
الخلاص معناه النجاة والسلامة من الخطر. والخطر الحقيقي اللي بنواجهه دلوقتي هو اللي سميته "الذباب الإلكتروني". دول مش مجرد حسابات فيك ولا روبوتات، دي قوى خفية شغالة تنشر فتن وأخبار كدابة وتضليل متخطط له على النت. بيستغلوا قلة الوعي وسرعة انتشار المعلومات عشان يعملوا فوضى في دماغ الناس ويوقعوا الثقة في الحقايق. "الذباب الإلكتروني" ده بيتغذى على الخلافات وبينتشر في جو مليان شك وريبة، وده بيخلي الواحد مش عارف يفرق بين الصح والغلط. والخلاص اللي قصدي عليه هنا مش الخلاص الديني، لكن الخلاص الإنساني والاجتماعي والسياسي اللي بيجي بالبعد عن الافتراضيين اللي عاملين فيها فاهمين وعن تأثيرهم السام.
صمت النبلاء وصوت العوام:
لما الناس اللي عندها حكمة وأصل ("النبلاء") يسكتوا عن الحق ويخافوا يواجهوا الباطل، ساعتها الناس اللي صوتها عالي وفاضي ("العوام") بياخدوا راحتهم في الكلام الفارغ اللي بيزود الطين بلة.
فن الحياة الحقيقي:
فن الحياة مش مجرد أكل وشرب ونَفَس طالع نازل. العيشة بجد فن ميعرفوش إلا أصحاب:
- القلوب الصافية: اللي معندهاش غل وحقد.
- العقول الواعية: اللي بتفهم الدنيا صح وبتدور على الحقيقة.
- النفوس الراضية: اللي قانعة برزقها وبتسعى للأحسن بإيجابية.
- الأرواح المطمئنة: الهادية والواثقة في طريقها.
دوّر جواك كويس على الصفات دي، يمكن تكون ميت وإنت مش واخد بالك.