انا واشياء اخرى للكلمة سلطان.. وللسؤال قوة التغيير

انا واشياء اخرى
للكلمة سلطان.. وللسؤال قوة التغيير
--------------

"يا سادة يا كرام، يا أهل الفضل والتقدير، عرفني الطيبون على صفحتي المتواضعة دي بصفتي كاتب، وده وسام غالي على صدري وجميل لن أنساه ما حييت، وشاكر ليهم عليه من أعماق قلبي، حتى لو كنت لسه شايف إني محتاج أعمل أكتر وأكون قد الثقة والوصف الجميل ده.

لكن زي ما كل واحد فينا بتجري بيه عجلة الحياة وينشغل بمسؤولياتها الكتير اللي ما بتخلصش، الفترة اللي فاتت دي استنزفت مني وقت ومجهود كبير، وده شيء طبيعي إنه يأثر عليا ويبعدني شوية عن عشقي الأول وهو الكتابة، ويخلي صفتي الأساسية ككاتب "تتغطى" أو تختفي ورا زحمة المشاغل والالتزامات التانية. عاملة زي اللوحة الفنية الجميلة اللي покрыها تراب الإهمال ومخفي جمال ألوانها الساحرة.

لكن فيه نوع تاني من الناس بقى، ربنا يحفظنا ويكفينا شرهم وخبث نواياهم، ممكن نوصفهم بـ "أباليس الإنس" اللي لابسين وشوش بني آدمين، دول شافوا انشغالي ده فرصة ما تتعوضش عشان يحاولوا بكل ما أوتوا من قوة يجردوني من صفة الكاتب اللي عرفني بيها الناس الطيبة اللي قدرت كلماتي، وده طمعًا في شعور كداب بالانتصار وشرف زائف إنهم قدروا يسكتوا صوت ممكن يكون بيقول كلمة الحق ويكشف زيفهم وألاعيبهم اللي بيحاولوا يداروا بيها باطلهم.

لكن بفضل الله وكرمه، لما انزاحت الغمامة اللي كانت مغطية بصيرتي ونور عقلي تاني، قدرت ببطء أستعيد أدواتي اللي اتشتت وتبدد في صحرا التوهان الفكري اللي رمانا فيها هؤلاء عن عمد وإصرار خبيث. عاملة زي النحات الماهر اللي بيرجع بحنين لأدواته اللي عشقها بعد عاصفة هوجاء كادت تطيح بكل شيء.

والحكمة القديمة بتقول إن أباليس الإنس دول، صحيح ممكن يكون عندهم ذكاء خارق ومكر ودهاء، والواحد ممكن يعترف بده على مضض، لكن في لحظة غرور أعمى بيتخيلوا إنهم وصلوا لدرجة الآلهة اللي ما بتغلطش أبداً، وعشان كده الكذب بيبقى هو سلاحهم ولغتهم الأساسية اللي بيتعاملوا بيها مع الناس. وهنا بقى بتظهر عبقرية الزمن وعدالة السماء، لأن الكذابين مهما طال الزمن بينسوا أكاذيبهم وحيلهم، وده بيكون "قبرهم" اللي حفروه بأيديهم وألسنتهم السامة اللي بتنفث الكذب زي الثعابين. الحق في النهاية بيسطع نوره وبيكشف ضلام كذبهم ده زي الشمس الذهبية لما بتبدد عتمة الليل.

وبحمد الله وفضله اللي نجانا من شرور هؤلاء الكاذبين وأحابيلهم، هنرجع تاني وبقوة لرحاب كلماتنا اللي بنعشقها وعاشت في وجداننا، عشان نعوض الفترة اللي فاتت ونرجع زي الأول وأكون قد المسؤولية الكبيرة والصفة الغالية اللي عرفني بيها الفضلاء الكرام.

هنحاول بكل قوتنا وإخلاص نكافح الفساد الأخلاقي والثقافي المستشري في مجتمعاتنا عن طريق ساحات الوعي المختلفة والمتنوعة، سواء كانت كتاباتي المتواضعة دي، أو أي منبر شريف تاني ربنا يفتح لينا بيه أبواب الوصول لقلوب وعقول الناس، متسلحين بإيمان راسخ زي الجبال وثقافة واسعة ومتنوعة بتغطي كل المجالات. مش بندعي أبدًا إننا وصلنا لقمة العلم أو إن الحقيقة كلها موجودة عندنا، لكن طريقتنا الأساسية قايمة على طرح الأسئلة المهمة والجادة اللي ناس كتير ساكتة عنها أو بتتجاهلها، سواء كان السبب في ده الجهل وقلة المعرفة، أو أسباب تانية زي الخوف من سطوة الباطل أو التقاليد البالية اللي بتكتم أي صوت حر. بنحاول نصيغ الأسئلة دي بأسلوب واضح ومباشر يخلي الإجابات مفتوحة لكل واحد يفكر بعقله ويلاقي طريقه وإجابته بنفسه.

لأن الإجابات السهلة والجاهزة دي غالبًا ما بتخلي القارئ ينسى بسرعة في وسط بحر العبث والضياع اللي ناس كتير بتسبح فيه، وكمان بتعود عقله على الكسل وعدم التفكير العميق. لكن إحنا بنحاول بكل الطرق والوسائل نوكز العقل ده ونحركه ونخليه يشوف الصورة الحقيقية بوضوح من غير ما يدخل فيها أوهام وأمنيات كاذبة مش مبنية على أساس. وزي ما بيقول المثل الشعبي الأصيل، السؤال هو مفتاح العلم وبداية كل معرفة حقيقية."

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.