خذلان اللغة
اللغة
ومذاقها الرائع والتمتع بجمالها لمن يملك الذائقة الادبية خاصة الادبيات الخاصة
جدا من المبدعين الحقيقين وهم على ندرتهم كثرة لاننا نملك ما لايملكه معظم البلاد
الناطقة بالعربية كثافة السكان وهى ميزة اذا احسنت ادارتهم ونكبة اذا اهملوا
نعود
الى اللغة وجمالها ولا اقصد هنا بالجمال المحسنات البديعية وماشابه ذلك ولكن اقصد
بجمال اللغة هو التعبير عن الافكار النيرة والمبهرة بكلمات جازلة ذات معانى حقيقية
مثال ما كتبه
الاستاذ
نجيب محفوظ - الاستاذ محمد حسنين هيكل - الشاعر امل دنقل - الدكتور عبد الوهاب
المسيرى وغيرهم من اصحاب الابداع الحقيقى
حدث
انه تمت هجمة شرسة على اللغة كمكون رئيسى للهوية الحقيقية ويؤرخ البعض من انحدار
اللغة من بعد هزيمة 1967 كنوع من الالهاء للشعب خاصة اغنية ( الطشت قالى ) التى
كانت ضمن فيلم ثرثرة على النيل
وان
كان بعض الباحثين يؤرخوا لانحدار اللغة الى ما قبل ذلك بكثير وخاصة بعد قدوم
الشوام فى بداية القرن 18 هروبا من القيود التى فرضت فى الشام
واستمر
اهدار اللغة حتى وصلنا الى سنة 2010 كانت اللغة سحقت تماما وسفكت دمائها تماما
وذلك لاسباب عديدة منها فن السيطرة
حيث
ان تخريب الروح له اساليب عدة منها تمييع المصطلحات وتفريغ الالفاظ من المعانى
الحقيقية وهو ما ادى كما نرى ان القبح اصبح جمال وان الهراء اصبح فن وان القيم
السامية ضاعت والاخلاق اصبحت لا وجود لها
وجاءت
ثورة يناير كمحاولة جادة لاعادة الاعتبار الى اللغة ولكن بكل اسف لم تكلل بنجاح
ولكن حدث انتكاسة اكبر حتى وصلنا الى ان المصطلح نفسه اصبح يلقى دون اى اعتبار
للمعنى الحقيقى له حتى يرسخ عند المعظم فكر التجهيل والتعييب حتى نحصل على انماط
بشرية لاتعرف معنى الحياة الحقيقية حتى يسهل قيادتهم كقطعان الحيوانت البرية فى
الغابات
فخذلان
اللغة التى يستهين بها المعظم ليس بالشئ الهين بل هو امر جلل الذى لابد من التصدى
له بكل قوة وعلى كافة الساحات حتى تعود الى اللغة جمالها ونعود نحن الى الانسانية
المهدرة والمفقودة لعلها وقتها نعرف ما هى الحياة الحقيقية