la.casa.de.papel قوة الضعف

la.casa.de.papel
قوة الضعف
========


نحن امام عمل شديد الالتباس لانه خلال الحلقات العشر كان هناك تكثيف غير عادى للموضوعات التى تناولها صناع العمل وهى
- الموضوع الظاهرى وهو سرقة دار سك العملة الوطنية
- الموضوعات المغزولة بحرفية شديدة والتى تتمثل فى الغوص داخل الانسان على جانبى الحياة من وجهة النظر الراسخة ( الاخيار- الاشرار )
                                            
ولنبدا بالموضوع الظاهرى حيث السرقة من خلال خطة محكمة سواء لفريق السرقة او من خلال دراسة ردود الافعال المتوقعة من الشرطة والمجتمع
اما الموضوعات المنثورة داخل العمل وهى
فريق السرقة هم افراد اصحاب سوابق فى كل الجرائم ولكل واحد منهم قصة تروى خلال السرد لنجد فى النهاية اننا امام افراد يبحثوا عن الحياة بطريقتهم ولكن يضلوا الطريق فيزدادوا بؤس على البؤس الذى خرجوا منه
 فكان طوق النجاة لهم هى تلك السرقة التى يحصل فيها على ثروة هائلة بخلاف غسيل المخ الذى مارسه واضع الخطة والعقل المفكر والذى سيطر على الكل من خلال الخطة المحكمة ومن خلال المعرفة وخاصة الحالات النفسية المتنوعة

فريق الشرطة نرى القوة المفرطة ولكنها عاجزة لاننا فى النهاية امام بشر يتستروا خلف الزى والمكانة والنفوذ ولكنهم فى حقيقة الامر بشر لهم نقاط ضعف رهيبة لا يستطيعوا ان يبوحوا بها
 لذا كان الصراع الظاهرى بين الضعف البادى من السارقين والقوة الزائفة من المجتمع المتمثل فى الشرطة ومن ثم خرج الصراع الى باحة البوح الحقيقية التى تذهب اليها  رغما عنك عندما تقف امام مراءة ذاتك فى لحظات الضغط الرهيبة وفى لحظات اتخاذ القرارات التى تؤثر على الاخرين وهنا لن تتظاهر بالقوة او الضعف ولكن ستقف على حافة الحقيقة التى انت عليها وتهرب منها دوما متعللا بالظروف والمجتمع والقيم وماشابه ذلك
فنجد المفتشة المسئولة عن التفاوض مع السارقين ماهى الا امراة محطمة هجرها زوجها بسبب حبه لاختها بخلاف انه كان يقوم بضربها واهانتها لدرجة انها طلقت واخذت عليه جكم بعدم التعرض لها لذا نجدها فاقدة للحنان الانسانى والاشباع الانثوى
على الجانب الاخر نجد البروفيسور كان طفل مريض لسنوات ثم فقد ابوه بعد ان قتل وهو يحاول سرقة اموال بنك لعلاجه بعد ان تخلى عنه الجميع ويعيش وحيدا ويضع نظام صارم  لحياته كأحد الالات
وهنا تتلاقى المشاعر الانسانية بين المفتشة والبروفيسور رغما عنهما حتى وان خالف القواعد الصارمة للخطة
نجد مدير دار سك العملة المهيمن على الدار والذى يتخذ السكرتيرة عشيقة وحامل منه ويتنصل من ذاك الحمل لانه انانى وبنرجسية واضحة ولا يهمه الا ذاته الهشة التى تتخفى وراء المنصب الهام
نجد ابنة السفير التى يحسدها الكل على وضعها الاجتماعى وحالة التنمر عليها من زملائها والحقد عليها فى حين هى تعيسة بسبب تسلط الاب فى كافة اختيارات حياتها فتتمرد عليه باختيارها رقص البالية الذى يكرهه وبسبب وضعها كرهينة هامة تخرج الى ذاتها الحقيقية بعد لمست الحياة دون ضغوط او رتوش زائفة
نجد صراع السلطات والمؤامات السياسية دون النظر للانسان العادى بل يمكن التضحية به وقت اللزوم ومحاولة اظهار من هو الاقوى فى السلطة ولو على حساب المصلحة العامة
نجد كيفية استخدام الراى العام والاستهانة والكذب من قبل السلطة بتشويه صورة السارقين فى حين تلاعب البروفيسور عن طريق اظهار الضعف الانسانى امام القوة الغاشمة المفرطة المستهينة بالانسان
نجد  فلسفة البروفيسور انه لايقوم بسرقة احد لانه يقوم بطبع ورق فقط مثله مثل ( البنك المركزى الاوربى ) عندما قام بطبع 173 مليون يورو سنة 2011 بدون غطاء وطبع 185مليون سنة 2012 و 145مليون سنة 2013 تحت زعم دفعة سيولة لتذهب الى حسابات الاثرياء بالبنوك لذا هو يرى ان ما يقوم به دفعة سيولة لاعضاء فريق السرقة البوساء
اخيرا استلهام فكرة المقاومة للغازى عن طريق الاغنية الشهيرة التى كانت تغنى وقتها حيث رسخ البروفيسور فكرة ان فريق السرقة يمثلوا المقاومة الان وكيفية التفاف العامة حول المقاومة سواء امام الغازى او امام الاعتراض على السلطة بشكل او باخر
هذا بالنسبة للافكار المطروحة بعناية شديدة داخل العمل ناتى الى الاخراج المبهر الذى احكم قبضته على ادواته سواء ادارة ممثلين او العناصر الاخرى للحفاظ على التشويق المبهر حيث اننا امام عمل بوليسى ظاهريا ولكن فى حقيقة الامر كان الغوص فى النفس البشرية لكل نموذج مطروح فى العمل بحيث لا يتسلل الملل للمشاهد وكان استخدام الفلاش باك موفق للغاية بحيث ت شرح الخطة اثناء التنفيذ الحقيقى وايضا مساحات البوح لكل نموذج كنوع من التطهر
ناتى للتمثيل وارى ان الكل انصهر مع الدور المنوط به لاننا وجدنا بشر حقيقيون وليس تمثيل فج لاظهار مهارات كل ممثل وان كان الابداع يتنافس عليه صاحب شخصية برلين مع شخصية البروفيسور حيث ان الشخصيات لكل منهما ثرية جدا وبها كم انفعالات داخلية غير عادية وتحتاج لضبط حقيقى حتى تخرج طبيعية على الشاشة دون افتعال
نحن امام عمل ستجد نفسك فى لحظة ما متمثل فى احد الشخصيات المطروحة لان العمل يبحث فى داخل الانسان ليكون انسان دون زيف او كذب حتى على ذاته وكأن العمل اصبح مراءة لنرى انفسنا فى المواقف المتعددة فى الحياة والتى نرفض الاعتراف بها فى الواقع ولكن صناع العمل اجبرونا للوقوف امام انفسنا لنرى ان كل منا به ضعف حقيقى ولكن الذكى هو من يجعل من هذا الضعف قوة لتصبح قوة الضعف

لا كاسا دي بابل




التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.