الشعوذة
======
الشعوذة
في اللغة اسم للفعل “شَعوَذَ” ويُقال شَعْوَذَ الرَّجُلُ أي لجا للحيل والخداع وإيهام الغير
بوقوعٍ شيءٍ هو في الحقيقة باطلٌ ولم يقع، والشعوذة هي الاحتيال على الناس
وخداعهم، والمصدر هو ” شَعْوَذَ”، ومن يقوم بالشعوذة يسمى ” مُشَعْوِذ”.
والشعوذة في الاصطلاح هي الأعمال التي يقوم بها بعض
الأشخاص بهدف إيقاع الضرر بأحدهم من خلال الاستعانة بالشيطان عبر وسائل مختلفةٍ،
تنقسم الشعوذة إلى ثلاثة عناصر وهي المشعوذ وهو الشخص الذي يقوم بهذه الأعمال
السيئة، والشخص المسحور هو الذي يقع عليه الفعل، والشخص المتعامل بالشعوذة وهو
الذي يلجأ للمشعوذ من أجل سحر شيئاً ما.
مظاهر الشعوذة في المجتمع
تتعدد مظاهر الشعوذة في أغلب المجتمعات وذلك يعتمد على
طبيعة السكان وميولهم ورغباتهم، ومن هذه المظاهر:
السحر: وهو من أكبر الكبائر التي تدخل صاحبه النار بسبب
الأضرار التي يتركها على المسحور، فقد يؤدي للموت أو الجنون أو تفريق الزوج عن
زوجته أو التفريق بين الأحبة وغيرها.
تقديس النجوم والأبراج: وهي عبارة عن إيمان الشخص بما
يقوله المشعوذين عن المستقبل بالاعتماد على مواقع الكواكب والنجوم.
التمائم: وهي عبارة عن تعليقات يقوم بعض الأشخاص
بتعليقها لاعتقادهم بأنها تدفع العين والحسد، وتجلب الخير.
التبرك بالأضرحة: وهي عبارة عن تقديم الهدايا والقرابين
لأضرحة بعض الأشخاص الذين قد يكون لهم منزلة كبيرة في المجتمع قبل وفاتهم، حيث
يعتقد من يقوم بذلك بقدرة صاحب الضريح بدفع الضرر وجلب الخير.
استخدام العظام والمجسمات: وهو عبارة عن تعليق بعض
الأشخاص لرؤوس الحيوانات والمجسمات على أبواب البيت ظناً منهم أنها تدفع الضرر
وعين الحاسدين.
التفسيخ: وهو عبارة عن استخدام البخور لطرد العين والسحر
من المنزل.
يدَّعي البعض أنّه يمتلك القدرة على معرفة بعض الأمور الخاصَّة
والعامَّة الّتي يمكن أن تحصل مع النَّاس، كأمور الزَّواج والعمل، من خلال ما
يسمَّى بفتح القرآن الكريم. فما رأي الإسلام في ذلك؟
وجواب..
في الواقع، هؤلاء الأشخاص، إمّا أنَّهم يعيشون في وهمٍ
ما، أو أنَّهم مخادعون يخدعون النَّاس بمثل هذه الترّهات، لأنَّ الله سبحانه
وتعالى عندما أنزل القرآن، لم ينزله لمثل هذه الأعمال، وهؤلاء يخدعون النّاس عندما
يقولون إنهم على اطّلاعٍ على مستقبل أمورهم من خلال آيات قرآنيّة يقرأونها، وهذا
ادّعاء خطير، فهم يدَّعون أنّهم يعلمون الغيب، ولا تشفع لهم استعانتهم بالقرآن،
فإنَّ علم الغيب من مختصَّات الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يدَّعي علم الغيب.
فعلى الإنسان العاقل والحكيم ألا ينزل إلى هذا المستوى
من الجهل والتخلّف، بل عليه في كلِّ أموره أن يُعمِل عقله، ويدرس الموضوع من كلِّ
جوانبه، ويستشير من يثق بحكمته وخبرته، ويتَّخذ القرار المناسب من دون العودة إلى
القرآن بهذه الطَّريقة.
نعم، قد يستفيد الإنسان من القرآن من جهة الاستخارة فقط،
والَّتي لها مواردها الخاصَّة، ويجب محاربة هؤلاء الأشخاص، وتنبيه النَّاس منهم،
فهم يستغلّون طيبة البعض وبساطتهم ونظرتهم القدسيَّة إلى القرآن، للوصول إلى
غاياتهم.
من هنا، تأتي أهميَّة المسؤوليَّة العامَّة الملقاة على
عاتق الواعين والمثقَّفين ورجال الدّين، في المبادرة إلى مواجهة هذه العادة
السيّئة، وتوعية النّاس بالقرآن الكريم بالشَّكل اللازم والمفترض، فالقرآن الكريم
كتاب هداية وعلم، ونتعلَّم منه السّلوك والأخلاقيَّات، وليس كتاباً للتَّبصير
ومعرفة الغيب، كما يُدَّعى.
لماذا اللجوء للشعوذة؟
المشكلة الحقيقية تكمن في أميّة العقيدة والفكر، فالخطاب
الديني والتنشئة الشكلية في المجتمعات العربية من العوامل التي تساعد على انتشار
هذه الظاهرة.
فقصور التدين على الظواهر الشكلية مثل الحجاب والنقاب،
دون التوعية الدينية السليمة، كرس لدى العامة أن أمورا مثل الجن والسحر والحسد
موجودة في الأديان، بدون تقديم حلول علمية لمواجهته، وهو ما يدفع النساء إلى
اللجوء إلى الغيبيات.
أكد محللون نفسيون أنه عندما تكثر المشاكل يُبدأ في
التفكير في الاستعانة بقوى أخرى لها قدرة على تعديل الواقع، قوى لها صلة بعالم
العرافة والشعوذة.