✍️ الثورة على الزيف الأخلاقي
بقلم: محسن عباس
🧠 مقدمة (لتجنّب سوء الفهم وتحديد المفهوم)
حتى لا يتنطّع أحد، أقولها بوضوح:
أنا لا أدعو إلى الفجور، بل إلى ثورةٍ عقليةٍ واجتماعيةٍ تقتضي إخراج المسألة الجنسية من قفص التابو السري إلى دائرة البحث والوعي الصادقين.
إنها دعوة إلى تطهير النفوس من النفاق والانحطاط الخفي،
وإلى رفع الستار عن الحقيقة التي نحياها جميعًا خلف أقنعةٍ من ورق،
وإلى الاعتراف بالواقع كما هو، بلا تزييفٍ أو خوفٍ من مواجهة الذات.
🔥 فوائد الثورة المعرفية المزعومة (عبر إزالة "التابو")
عندما تُنزع قوة الإغراء من الجنس الخفي،
تنتهي الحاجة إلى المتاجرة به في الثقافة والسياسة،
وتتحرّر الطاقة الاجتماعية للنهوض الحقيقي.
أولاً: الفوائد الاجتماعية والثقافية
-
انتهاء السادية التي تُمارس بين الناس باسم الفضيلة أو المتعة، لتحلّ محلها الصراحة والصدق.
-
انتهاء التعالي الأجوف الذي يخفي وراءه عقدًا مكبوتة وشعورًا بالنقص.
-
اختفاء الفراغ الثرثري الذي يُلهي العقول عن التفكير الجاد والإبداع.
-
نهضة ثقافية حقيقية تُبنى على الوعي الصادق بحاجات الإنسان، لا على الجنس المقموع والمخفي.
ثانيًا: الفوائد الفنية وكشف الزيف
-
نهضة سينمائية وإنسانية صادقة تهتم بالجوهر لا بالجسد،
وتواجه أفلام "البرونو" المقنّعة التي تُعرض ليل نهار تحت لافتات الفن والحرية،
مما يقلّل الحاجة إلى استهلاك الفن الهابط. -
كشف الأدعياء في مجالات الثقافة والدين والسياسة،
الذين تاجروا بمفاهيم الأخلاق كما تاجروا بعقول الناس ومشاعرهم.
ثالثًا: الفوائد الصناعية والدينية
-
ثورة في صناعة الملابس التي تُعبّر عن الإنسان ولا تُسجنه في جسده.
-
ثورة دينية حقيقية تُعيد الإيمان إلى جوهره،
بعيدًا عن التدين المظهري الذي صار هو السائد،
وتُعيد الروحانية المفقودة في تدينٍ شكليٍّ منقوص.
🧩 تحليل الانحطاط (تحديد مصادره)
هل الانحطاط طبعٌ في الإنسان، أم صفة مكتسبة من المجتمع؟
الإجابة — في رأيي — ذات شقّين متداخلين:
🔹 الشق الأول: طبيعة داخلية تُغذّيها البيئة
بعض النفوس تمتلك استعدادًا داخليًا للانحطاط،
ويظهر ذلك خصوصًا عند من يعانون عجزًا اجتماعيًا أو نفسيًا عن تحقيق تطلعاتهم،
فيحوّلون الإحباط إلى عدائيةٍ ونفاقٍ مقنّع،
تستثمره البيئة المنحطة لتبرير ذاتها.
🔹 الشق الثاني: صفة مكتسبة
وهناك من انحطّ بفعل السخائم اليومية التي تُلقى على الناس بلا وعي،
ولا ينجو منها إلا من امتلك عقلًا يقظًا ونفسًا متطهّرة برحمة الله.
❓السؤال الجوهري (طريق التغيير)
هل نلوم المنحطين… أم نمدّ لهم أيدينا ليتطهّروا من دنسهم؟
أما أنا،
فقد اخترت أن أمدّ اليد لا أن أرفع السوط،
وأن أواجه القبح بالتعرية،
مدركًا أن هذا الطريق شاقٌّ ومحفوفٌ بمقاومة أدعياء الحقيقة والمنفعة.
لكنّ التعرية هي البداية الصادقة للتطهير،
وهي خطوة ضرورية لثورةٍ ثقافيةٍ تستغرق أجيالاً،
علّ الوعي يُفيق،
ويعود الإنسان إلى ذاته
قبل أن تبتلعها الأكاذيب المقدّسة
والزيف المغلّف بشعارات الأخلاق.


0 التعليقات