روما
مقاومة القهر
نحن امام عمل غير بسيط
بالمرة ويحتاج شحن الحواس بالطاقة القصوى حتى تتلمس بعض الجواهر الثمينة المنثورة
داخل العمل
حيث ان صانع الفيلم (
الكاتب والمخرج الفونسو كوارن ) تعمد ان تكون الحالة حميمية بينه وبين المتلقى
فكانت اللقطات طويلة الى حد ما وبها بعض البطئ حتى يستطيع المتلقى الشبع الانسانى
من الحالة المعروضة
تبدا رحلة القهر من
اسرة من الطبقة المتوسطة لزوج متذمر من حياته بها بحبوحة من العيش ويقهر زوجته
والتى بدورها تقهر الخادمة كنوع من التنفيس ثم يقوم الزوج بهجر المنزل كليا لتجد
الزوجة نفسها امام قهر الحياة الجديدة سواء المسئولية عن تربية 4 اطفال و العمل فى
مجال يدر المال الذى ييسر الحياة رافضة الانغماس فى فى الاكتئاب الناتج عن القهر
ورافضة الانغماس فى الرزيلة تحت اى مسمى
اما كل الرحلة عن
الخادمة التى عمد المؤلف لتقليل الجمل الحوارية لترسيخ فكرة القهر بكل صنوفه ولكن
التعبير عن طريق الحركة والتصرفات ( لغة الجسد ) حتى تكون لغة القهر هى لغة
التواصل بين صناع العمل والمتلقى العالمى فالقهر لا يحتاج كلمات كثيرة للبوح به بل ربما كسرة عين او حبس رد فعل او فعل ابلغ من ملايين الكلمات
الخادمة هادئة جدا
وتنفذ كل ما يطلب منها بحب ودون ادنى تذمر وتلتقى بفتى به كل الامراض النفسية الناتجة عن الفقر والجهل والمرض ولكن يجد ضالته فى ممارسة الرياضات العنيفة
وتحمل منه ويتنصل من هذا الحمل وهدد بقتلها
ثم تلد فتاة ميتة بسبب ان المخاض اتها فى محل
هرب اليه بعض المتظاهرين من الشرطة التى تقوم بابادتهم وكان من ضمن هؤلاء الفتى
المتسبب فى الحمل الذى قام بقتل احد المتظاهين امام الكل وقام بتهديدها بذات
المسدس فنزل ماء الرحم
ينتهى الفيلم بعد
انقاذ الخادمة للاطفال من الغرق وهى التى لا تعرف العوم ولكنه انتصارا على القهر
وتاتى الام والاطفال الاخرين ليحتضنوا بعض وكأن تكاتف المقهورين نصر على القهر
الانسانى
بعضا من الجواهر
المنثورة بالفيلم
قهر الدولة
المتمثل فى ابشع صوره وهو قتل المتظاهرين واقلها حدة خطابة احد رجال الدولة وهو يبشر بدخول المياة لهم والحى كله عبارة عن مستنقع وبصورة ناعمة وهو مرور فرقة موسيقة عسكرية للعزف بزهو دون الاعتبار للبشر
المتمثل فى ابشع صوره وهو قتل المتظاهرين واقلها حدة خطابة احد رجال الدولة وهو يبشر بدخول المياة لهم والحى كله عبارة عن مستنقع وبصورة ناعمة وهو مرور فرقة موسيقة عسكرية للعزف بزهو دون الاعتبار للبشر
القهر الذاتى
ونرى هذا من الخادمة عندما عرفت ان الدولة ستاخد
الارض من امها ورفضت الذهاب لها لانها قليلة الحيلة
لقطة اللقاء الحميمى
بين الفتى والخادمة وهو يستعرض القوة الجسمانية والقتالية وهو عارى تماما وكأنه
يستعد لمعركة وليس لقاء حميمى بل ذكورية وفحولة كنوع من التميز من وجهة نظره
رسالة الفيلم العميقة
جدا هى القهر العام من الدولة للكل والقهر الخاص من الرجل للمراة ( اى ان كانت
المراة )
الرسالة الاخطر ان الفقر ربما يكون سبب للقهر ولكن ليس سبب حتميا ولكن القهر سببه الانانية والذكورية والامراض النفسية ومحاولة اثبات التفوق الوهمى من بعض الرجال
الفيلم حاصل على الجوائز العالمية واشهرها الاوسكاروعددها 5 جوائز