Parasite
============
نحن أمام عمل شديد المحلية ومن ثم وصل العالمية ودخل فيلم "الطفيلي" الكوري تاريخ
السينما، بعدما بات أول فيلم ناطق بلغة أجنبية يحقق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم،
وذلك في النسخة الثانية والتسعين لحفل توزيع جوائز الأوسكار الذي أقامته أكاديمية
فنون وعلوم السينما الأميركية في مسرح دولبي، بلوس أنجلوس مساء يوم الأحد الماضي.
وعلى عكس التوقعات، حقق "الطفيلي" جائزة أفضل فيلم، متفوقا على
الأفلام الرئيسية المرشحة مثل "1917" وفيلم "الجوكر"
و"ذات مرة في هوليوود".
كما حصل المخرج الكوري "بونغ جون هو" على جائزة أفضل مخرج متغلبا
على المخرجين العالميين المشهورين، من بينهم "مارتن سكورسيزي"
و"تود فيليبس" و"سام مينديز" و"كوينتن تارانتينو".
ونال الفيلم أيضا جائزة أفضل سيناريو أصلي، وجائزة أفضل فيلم أجنبي.
بهذا، تمكن هذا الفيلم من تسجيل صفحة جديدة ليس فقط في السينما الكورية
التي يرجع تاريخها إلى 101 عام، حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها فيلم
ناطق بلغة أجنبية، على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، طوال سنوات الجائزة الـ92.فاز
والسبب فى رأى المتواضع هو تناول قضية هامة جدا ولكن الطرح كان ببساطة
ووضوح دون فلسفة من فريق العمل
نحن أمام نقد شديد اللهجة للرأسمالية المتوحشة من قلب أحد معاقل الرأسمالية
العالمية ( كوريا الجنوبية )
حيث التفاوت الغير عادى بين معيشة الفقراء والاغنياء
وكان السرد ناعم للمشاهد العالمى ( اى المشاهد فى اى مكان فى العالم )
حيث تم المرور على الأسرة الفقيرة جدا وهى تفتقد كل مقومات الحياة العادية
لانهم يعيشوا فى بدروم والاب والام بدون عمل فى منطقة أقل ما توصف أنها قذرة جدا
وتحاول التمسك بالحياة بكل السبل دون تافف أو تذمر
على النقيض نرى أسرة من الأغنياء شديدة الثراء فى منطقة شديدة الخصوصية
(كمبوند)ولديهم مديرة منزل
يعمل الابن الفقير لدى الأسرة الغنية بتوصية من زميل له وبتحايل ومكر ودهاء
من الابن تعمل كل الأسرة الفقيرة لدى الأسرة الغنية وبدل أن يحاولوا تحسين ظروفهم
المعيشية يقوموا بالاستمتاع بملذات الحياة المترفة
تظهر مديرة المنزل السابقة مستعطفة الأسرة الفقيرة لدخول المنزل لإطعام
زوجها الموجود فى قبو المنزل من سنوات بسبب الديون التى عليه
نصل لذروة العمل لوجود صراع بين المديرة السابقة والأسرة الفقيرة وتقتل
أثناء هذا الصراع ويقوم زوجها بقتل ابنة الأسرة الفقيرة فيقوم ابوها بقتل رب
الأسرة الغنية ويهرب إلى القبو
ويعود الابن والام الى بدروم بيتهم القديم
تعيش تلك العائلات كالطفيليات تتغذي على من حولها فهم يولجون إلى عالم
الإنترنت من خلال شبكة جيرانهم يستغلون نقاط ضعف من حولهم للهيمنة عليه ومص دمائهم
كالكائنات الطفيلية التي تلتصق بالعائل وتتغذي من غذاءه.
تلك هى القماشة التى رسم المخرج لوحته عليها الخاصة جدا
فنجد فى أولى اللقطات أن تليفونات الأسرة الفقيرة بلا شحن لعدم وجود مال
ويقوموا بسرقة الواى فاى من الجيران حتى لو وصل الجلوس فى احقر مكان
ثم أحد المارة يتبول أمام شباك الأسرة دون رادع منهم بسبب الجبن والخوف
لتأكيد فقدان اهم عناصر الحياة وهو الامان
فى المقابل نجد الأسرة الغنية لا توجد مشكلة الا الابن الصغير لإصابته
بحالة نفسية لرؤيته شبح ( زوج المديرة للمنزل القابع فى القبو ) والتافف من رائحة
الفقراء إلى البدروم مرة أخرى
الرسالة الخطيرة التى اراد صناع العمل ايصالها للعالم كله هى
ان الاغنياء بتأففهم من الفقراء ليسوا بعدين عن صراعتهم الحياتية التى هى
صراع للبقاء والتى فى النهاية سيكون الفناء للكل
ومن اجل ايصال تلك الرسالة الهامة جدا كان المخرج الفذ هادئ جدا ولم يحاول
التفلسف على المشاهد بل العكس كان بسيط وسهل ولكن السهل الممتنع وكانت كافة عناصر
الفيلم سواء امام الكاميرا او خلفها ادوات طيعة فى يده ليخرج العمل الى العالم
كصرخة مدوية لكل ذى عقل