The Morning Show

The Morning Show

============

مشكلة الأغبياء الحقيقية هي كراهية أن يروا فيك إنسان حقيقي متسق مع ذاتك بكل عيوبها
إنسان وليس ملاك إنسان بكل الخطايا والأخطاء الإنسانية وتعترف بها لأنها جزء من الحياة هنا يجن جنونهم لأنهم يريدوا الكل كاذب يريدوا الكل شياطين مع ادعائهم الملائكية الوهمية التي تعشش في أذهانهم المريضة
أن تكون إنسان تلك مصيبة أما أن تطلب مساحة للخصوصية بكل ما فيها من  وعنت فتلك كارثة أما إن لم تساير الامعات فى التفاهات والهراءات التى يقتتون عليها فانت عدو صريح لهم ولابد من محاربتك بكل الاسلحة الفتاكة من غيبة ونميمة وفرض حياتهم الغثة عليك
اما انا طلبت السعادة والهدوء فانت اصبحت بالنسبة لهم كائن فضائى
انسنة الحياة اصبحت جريمة عند المعظم وتتم محاكمتك واصدار العقوبات وقبلها التهم لانك اردت ان تكون انسان ومستقل وباحث عن السعادة والهدوء
المشكلة ليست فى الحياة مهما كانت صعوباتها المشكلة فى الادعياء الاغبياء الذين يحيطوا بكل من كل حدب وصوب
واذا حاولت الفكاك من تلك الشبكات العنكبوتية التى تنسج حولك يزدادوا جنونا وتشتعل النيران فيهم اكثر ويبدوا فى التطاول المباشر المهين حتى تخرج من انسانيتك الى مملكة الحيوان الذى يرتاعوا فيها
انسنة الحياة اصبحت هى الصعوية الحقيقية فى مملكة الحيوان الادمية
تلك المقدمة من وحى مشاهدة هذا العمل الفذ الذى يقطر انسانية حقيقية بكل خطاياها
فنحن لم نرى تمثيل من اصنام متحركة انقل كلمات مكتوبة الى الشاشة ولكن وجدنا بشر حقيقيون بكل ما قيهم من تطلعات وفوضوية حياتية بسبب الانا المتضخمة عند الكل
العمل ببساطة يتحدث عن القهر الانسانى الناتج عن
الصراع الحياتى اليومى
يتحدث عن الخرس الاجبارى من منطلق الانامالية ( طالما الرزاز لا يمسنى فلا يهمنى شئ )
يتحدث عن الاختباء وراء المنصب والمال لازاحة الكوارث المتراكمة بسبب وهم النجاح فى العمل
فنحن امام نجوم الاعلام فى اهم برنامج فى البلاد وبدون سابق انذار يتهم احداهما بالابتزاز الجنسى وتلك كانت كرة الثلج التى كلما تدحرجت كبرت وطالت الكل سواء فاعل او متستر او يعنيه الامر طالما بعيد عنه
نحن نتحدث عن فساد مؤسسى برضا الكل طالما الكل مستفيد بشكل او اخر
فنرى ان هؤلاء النجوم مع امتلاكهم كل وسائل السعادة ولكنهم غير سعداء فى حياتهم بل حياتهم الشخصية منهارة تماما لانهم يمثلوا على انفسهم وعلى الاخرين المثالية من خلال البرنامج وكأن الناس مجرد متلقين اغبياء
ويحسب للمسلسل مناقشة حملة ( انا ايضا ) بكل شفافية
سواء معها او ضدها والعروج على حالة هارفى واينستين منتج هوليوود السابق مما زاد مصدقية العمل
ويحسب للمسلسل تعظيمه للمنصات الجديدة من يوتيوب وتويتر خصوصا واهمية الراى العام الجديد والذى قوامه فى المعظم من الشباب
جنيفر أنيستون وريس ويذرسبون انفجرتا ابداعا فى هذا العمل بشكل غير عادى لانها خرجتا عن النمطية فى الاداء وتنفيذ تعليمات المخرج وفقط ولكن فى هذا العمل وكأنه ابداع حر دون التقيد بحرفية السيناريو والحوار وهذا شئ يذكر للمخرج الواعى الفاهم الذى يدرك اننا امام حالات انسانية وليس خشب مسندة وذات الشئ يذكر للممثل مارك دوبلاس ( شيب بالمسلسل )
المسلسل غنى بالمشاعر الحقيقية فى الحياة الحقيقية فكان السيناريست امين فى نقل الحدث من خلال سيناريو محكم وحوار اكثر من رائع مما سهل الامر على المخرج المبدع الذى فجر الابداع فى كل ادواته
فوجدنا مونتاج مبهر يعرف كيف يقوم بتسريع الايقاع ومتى يكون بطيء حتى يكون الاستيعاب للفكرة مستساغ
وجدنا مدير أكثر من رائع خاصة في الأماكن الضيقة كالاستديو وتصوير الحرائق والانسيابية في تصوير لحظات الانفعالات المتعددة دون تعالى على المشهد بالتقعر الفارغ
أما الديكور والإكسسوارات أنه الإبداع الأمريكي الخالص
رسالة العمل
لا تسحق ذاتك وإنسانيتك في سبيل وهم النجاح الزائل تحت دعاوى المنصب والجاه والمال لأنك أثناء الوصول لوهمك الزائل لن تعرف معنى السعادة التي ضاعت من بين يديك بسهولة غريبة وبذلك تكون أضعت كل شيء حتى ذاتك
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.