عرق البلح


عرق البلح
=====

وثيقة مرمزة عن فقد الحياة بسبب التطلع الاخرق لبعض مباهج الحياة
وثيقة تفيد ان الرجولة ليست فقط فى الحصول على الرفاهية لبيتك بل الرجولة هى الحفاظ على بيتك
وثيقة ادانة لتفكيك النسيج الاسرى فى ابسط تكوينه وهى الاسرة الصغيرة ومن ثم تفكيك المجتمع
صناع العمل كانوا من العبقرية حيث كان الترميز فى كل لقطة حتى يجعل خيال المتفرج يتقد لينال بعض من جواهر العمل المنثورة بعناية فائقة داخله
وثيقة تعلم الناس ان كان هناك احتياجات مادية مطلوب اشباعها ان هناك احتياجات اخرى ان لم يتم اشباعها بالطريقة الصحيحة سيتم اشباعها بطرق اخرى
القصة بسيطة للغاية وهى
تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة بالصعيد حيث يعيش الناس في فقر مدقع . يصل إلى القرية رجل غريب يدعو الناس إلى السفر للعمل بدول الخليج ، 
فيسافر جميع الرجال فيما عدا الجد العاجز ، وحفيده أحمد

وكان السؤال العمدة هل المجتمع يستقيم دون رجل ومن هذا السؤال كانت 
ولادة ملايين الاسئلة العميقة جدا التى تنبعث من داخل المتفرج العادى وليس المتفرج العليم 
حيث صناع الفيلم لم يتقعروا على المتفرج بل اغرقوا انفسهم فى المحلية الشديدة من حيث الشكل والمضمون فكان اختيار المكان شبه المغلق
وهو رمز لمصر من اول بوابة الدخول والفاصلة بين الصحراء القاحلة المنعدمة الحياة الى رحاب الحياة والدهاليز الكثيرة وكأن صناع العمل ارادوا الوصول الى فكرة ان مصر تبدو مغلقة ولكنها بها الكثير والكثير لمن اراد التعرف عليها دون نظرة سطحية
الغرباء وملابسهم الغريبة وادوات القنص والصيد رمز انهم ليسوا صناع حضارة بل اصحاب اصطياد لحظى وكانت تصرفاتهم تدل على الخطف مع وجود فرد من ابناء القرية وهو مايسمى الطابور الخامس الذى يساعد الهمجيون لاصطياد الفرائس
الملابس ودلالة التصميم المبهر لتعميق فكرة المؤلف
ناتى الى عبقرية التمثيل وطبعا شريهان متفوقة على ذاتها سواء تمثيلا او غناءا او رقص تعبيرى وبعدها محمد نجاتى الذى جسد الشخصية كما ينبغى ان تكون على مستوى الشكل او المضمون
ثم السيدة فائزه عمسيب ( سودانية ) وهى كانت تمثل الثقل الحقيقى للمعانى باداء يفوق الطبيعى فهى لم تمثل بل كانت طبيعية لابعد الحدود باقى الممثلين كانوا مبدعين وعلى راس هؤلاء حمدى احمد الصامت والعاجز ومايمثل تاريخ البلاد الذى يضيعه رجال ونساء البلد دون ان يدروا  
ياسر عبد الرحمن وعبقرية الموسيقى التصويرية ولحن الاغنية الخالدة بيبا والتى قال عبد الرحمن الابنودى الشاعر الكبير انها من تراث جدته فاطمة قنديل وهى تعنى السيريالية فى اعلى درجاتها
المؤلف والمخرج رضوان الكاشف مبدع حقيقى على المستويان سواء فى الكتابة ومابها من رموز والتى تحتاج الى تفكيك بقدر مصر والاخراج المعبر دون تعالى او تقعر على المشاهد البسيط
 فكان اسلوب السهل الممتنع


الفيلم الوثيقة كما قلنا هو ادانة للهجرة المدمرة للحياة الحقيقية وللحضارة العميقة التى تمتد لالاف السنين ادانة للراسمالية المتوحشة التى لا تعرف الانسانية بل تعرف فقط الصيد والقنص من الشعوب مقابل اشياء استهلاكية غبية وتنسف الجذور الحقيقية للحياة 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.