ابراهيم الابيض

إبراهيم الأبيض

مسارات فقدان الحنان

===========



 على فيلم إبراهيم الأبيض حوالي 10 مرات وكل ما أحاول أن اكتب عنه انغمس في المشاهدة الممتعة وأغوص داخل الملحمة

ومعرفش اكتب حرف حاولت إمساك طرف الخيط الأول حتى

اكتب عنهم وكل مرة أفشل بسبب الاستغراق داخل العمل دون أن أشعر

لان المخرج الفذ (مروان حامد) قام بتضفير كل أنواع الفنون في ضفيرة بحيث لا يمكن فصل فن عن اخر للحديث عنه



فنحن امام لوحات تشكيليه متحركه شديده الثراء والغنى



نبدا من اماكن التصوير شديده التفرد والناطقة بالتاريخ الانساني والجامعة للحكايات الانسانيه فجعل العشوائيات ناطقه بجمالها الخاص دون التعالي عليها بالقبح المفروض عليها

ونخص بالذكر هنا عملاق الديكور

مهندس الديكور أنسي أبو سيف اللي بني حاره المعركه وبني فيلا فوق جبل وهمي ديكور داخل استوديو مصر وازاي عمل حيطان الحاره من الفوم لكي لايصاب أحد في المعركه حقيقي

مع العلم ابداعه كان فائق حتى لم يلاحظ احد ان تلك حارة مصنوعة وليست حقيقية

اما الحكايات الانسانيه صحيح تبدا عند ابراهيم الابيض ولكن لا تنتهي عنده فهذا الطفل البريء ابوه يقتل امامهم ثم يعمل عند قاتله ثم تموت امه والقاتل يقوم باهانته وكأنه لم يكتفى بجعله يتيم بل يزداد قسوه عليه ولكن الطفل لا يجد بد من قتله وهنا يتحدد مسار الطفل في مجتمع لا يعرف الكرامه الا لمن يملك القوه



تتصادم القوه الجديده (ابراهيم الابيض) مع القوي الراسخه

(عبد الملك زرزور) ليوهم الاخير بتقديره له ويضمر في نفسه اذا ازاحته ليسحقه في النهايه

الابداع البصرى فى اخراجه لافضل خناقة بلدى فى التاريخ

زاويا ايه

ضرب يوحى انه حقيقى وبجد ايه

قطع للمشهد ايه

اما قفلة المشهد للخناقة البلدى كانت رصاصة من الاقوى فى الهواء ليسود الصمت بعد الهرج والمرج ويمتثل الكل امام المعلم صاغرين فى انتظار العفو والسماح

نعود الى مروان حامد مره اخرى في اختياره للعناصرالانسانيه الممثلين

فنجد عنده عين ثاقبة في الاختيار خاصة في اختياره لداهيه التمثيل الفذ محمود عبد العزيز الصعلوك سابقا وكانه اعاده الى نفسه لا ليمثل بل لينتصر على الكل نجد انفسنا امام حاله غامضه سبب الهيبة التي تنبعث من كل خلجاته وطريقة القائه يثبت لنا بصوره حيه معنى الاسطوره فهو ليس معلم تقليدي كما رسخ فى اذهان الكل

اما احمد السقا فليس اختيار ولكن كان تطويع للموهبه ولما نرى السقا فى اى لحظة انما شاهدنا ابراهيم الابيض بملامح السقا بسبب بصمات مروان حامد

اما عمرو واكد هو تحدي مروان للمشاهد لان لا على مستوى الشكل او الناحية الجسمنية يكون عشري ولكن مروان كان لديه عين ثالثة ليرى ما لم تراه نحن وكان عشري المقنع على كل المستويات

حوريه المتفجره انوثة ومتقدة الذكاء الانساني والانثوي الذي كان تملك لكل شيء وفقدت كل شيء المتمرده كل تلك الصفات هي هند صبري وضعها مروان في

تحدي لها ونجحت بامتياز

ولاننسى فى خضم الحديث عن الابداع ان نذكر لمروان اكتشافه للعملاق سيد

رجب لانه اول من قدمه على شاشة السينما وايضا محمد ممدوح اللذان اصبحا

اضافة للسينما والفن عموما وهذا ابداع اخر يضاف لمروان

مروان بعد اختار الاماكن الناطقه والاساطير المتحركه فكان لابد من اختيار مدير تصوير من اصحاب الرؤيه حتى نسمع المسكوت عنه خلال اللقطات المختلفة والإضاءات المعبرة وكانوا على مستوى الحدث الإبداعي ملحوظ

أما اختياره هشام نزيه لوضع الموسيقى التصويرية اختيار موفق جدا لأنه موسيقى مختلف وله رؤية حقيقية للتعبير بالموسيقى عم اسكت عنه الحوار وكانت الموسيقى ملحمية وأضافه حقيقية للصراعات الظاهرية والداخلية

ولابد من الإشادة بالمونتاج الرائع على مستوى القطع والوصل وأيضا ستايليت 

كل هذا الإبداع لا ننسى من وضع اللبنة الأولى في هذا الاستاذ عباس ابو الحسن لتناوله موضوع شديد الثراء والوعى الغير عادى منه لكوارث العشوائيات القادمة من احراش النفوس البشرية دون الانزلاق الى القبح لا على مستوى الفكرة او الحوار

معظم ملاحظات البعض على الفيلم كثرة الدماء لانهم شاهدوا الفيلم من المكاتب المكيفه ولا يعرفوا ما هي الحارات وغياب الدوله بقوتها واصبحت الحاره لها قوانين خاصة بها وعمودها القوه المستمد من الفساد على كل المستويات ( خاصة من يدعون انهم النخبة ) ومن يقف امام هذه القوه يدهس

اخيرا

نحن امام مجتمع مازوم لا يعرف القيم الانسانية واهمها الحنان ابراهيم الابيض يتيم وجاهل لا يعرف الا القوه وعندما احب لم ينال حبيبته التي فقدت الحنان في غياب الاب والحقد والغل المتاصل في الام ارتمت في احضان الاقوى الفاقد للحنان الانثوى وعندما حصل عليه كان فقد وسائل التمتع به وعشرى لانعرف له اهل ولا اصحاب فكيف نطالب اناس بتصرفات انسانيه وهم فاقدين لكل اساسيات الحياة الانسانية

نحن امام عمل ليس بسيط بالمره بالعمل به عمق غير عادي وكانت تتناول من صناع العمل جميعا ابداع حقيقي وتفهم الفكرة الحقيقيه وهي ان العشوائيات المفروضة على الناس لا تفرز الا وحوش على شكل بني ادم وهو بمثابه جرس انذار للكل

لعلهم يفقهون

صناع الابداع

سامح سليم

(مدير التصوير)

خالد مرعي

(مونتير)

أنسي أبو سيف

(مهندس الديكور)

دومينيك كولادانت

(ماكيير)

ناهد نصر الله

(ملابس)

عباس أبو الحسن

(مؤلف)

هشام نزيه

(الموسيقى التصويرية)

مروان حامد

(مخرج)

الابطال

أحمد السقا

محمود عبدالعزيز

هند صبري

عمرو واكد

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.