A Hero

 عزف الصمت

--------



رحله بين جنابات الحياه القاسيه هنتحاول ان تصلح من ذاتك

مشهد يبدوعادي جدا البطل يخرج اجازه من السجن ويحاول ان يصل للاتوبيس لكن دون جدوى

 وهو مشهد يلخص حياه البطل الذي يحاول ان يكون انسان ولكن المجتمع لا يعرف الا المصالح لذاته حتى ولو حساب الفرد المنسحق امام متطلبات الحياة البسيطة 

اصغر فرهادي من المخرجين العاشقين للتفاصيل الصغيره التي ينسج منها موضوعات منتهى الاهمية في العمق الانساني هنا يعزف على صمت الناس العاديه امام تغول المجتمع بكل اطيافه من خلال موضوع بسيط للغايه

فالبطل دخل السجن بسبب عدم قدرته على سداد دين لوالد مطلقته وعندما وجدت حبيبته شنطه بها قطع ذهبيه يحاول بيعها لسداد جزء من الدين ويرفض والد مطلقته فيعود الى فطرته السوية بمحاوله اعاده الشنطه لصاحبتها وينجح في ذلك

تعلم ادارة السجن باعادة الشنطة ذات القطع الذهبية لصاحبتها 

 تحاول استغلال هذا لصالحها لان السجن جعل من المجرم مواطن صالح

 ويحاول البطل التركيز على الحقيقه ولكن قيادة السجن ترفض الحقيقه

 ويتم استدعاء الاعلام المضلل الناسف للحقيقة حتى يتم طمسها تحت سنابك الاضواء الباهرة واللقطات التى تخدم  مصالحه

ويتلقف الحدث الجمعيات الخيريه لتدلو بدلوها في مهرجان صناعه البطل وتجد ضالتها في ابن البطل المعاق ذهنيا حتى تكتمل الماساة التي تجعل التعاطي مع البطل ومن قبله الجمعيه ذاتها في اعلى درجاتهم معنويا و ماديا وبعد جامعه التبرعات حاول البطل دفع جزء من الدين ولكن والد يرفض الجزء ويريد المبلغ كامل ويقوم بتعرية البطل واظهار حقيقته 

تنجح الجمعيه الخيريه بايجاد فرصه عمل للبطل ويذهب للحصول عليه ولكن القائمين على الوظيفه وضعوا شروط لنيل الوظيفه تحريا الحقيقه

 تبدا رحلة كذب جديده للبطل تتلوها كذبه حتى تتضح الحقيقه انه لا يوجد بطل الا في ذهن صناعه وتنهار الاسطوره المصنوعه من خيال الجميع وتنصل الجميع منه وتحاول اداره السجن تجميل الموقف باستخدام ابن البطل المعاق ولكن يرفض الالتزاز لابنه وينتهي الامر بسجن مره اخرى

كل هذا الجمال الانساني الغاطس داخل النفوس البشريه كان هادئ لينفجر عزف الصمت من صناع العمل داخل المتلقي الواعي ليكشف زيف هذا المجتمع الذي يتشدق بقيم ما ولا يعرف ان يطبقها الا على المواطنين بالهاء والاغبياء من وجهه نظرهم

اصغر فرهادى يعشق عناصر عمله كلها وخاصه الممثلين يجعلهم طبيعيين درجه ان تحس انهم لا يمثلوا من الاساس وعاشق لوطنه ايران فكانت التصوير الخارجي المعبر عن جمال بلاده الذي يحوله القائمين عليه الى قبح يغرس انيابه في المواطن البسيط

فيلم عائلي جدا بمشاعر تكفي مئات الافلام ولا يوجد مشهد واحد خادش للحياء بل الفيلم كلهم خادش للقبح والزيف والتدليس المسبب في هدم الانسانيه والمشاعر الطبيعيه

وفي تقرير لموقع فاريتي، وصف فيلم أصغر فرهادي بأنه يكشف عن مخاطر التلاعب الإعلامي في النظام القمعي الإيراني، وفي العالم. 


وتحدث أصغر فرهادي في حوار له مع فاريتي عن مخاوفه بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن السينما هي أفضل علاج لحالة الانشقاق التي تسببها. 


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.