رسائل من أعماق الروح: الحب، الألم، وقوة المواجهة
======================
علم أنكَ توصفني بأسوأ الأوصاف، وأن صورتي لديكَ قد تشوهت مؤخرًا بسبب ما مررتُ به من ظروف قاهرة، أحاطت بي كالسوار. لكن الحقيقة، يا من علمتني معنى الحياة، أعمق بكثير مما تراه عيناكَ.
في أعماقي، يسكن عشقٌ لكَ لا يهدأ، عشقٌ يتجاوز كل كلمة ووصف. أنتَ لستَ مجرد شخص، بل أنتَ النور الذي بدد ظلامي، والمَعْلَم الذي أرشدني في متاهات الوجود.
لهذا السبب القاسي، اخترتُ الابتعاد. فضّلتُ أن أقف خلف ستار الألم والوحدة، وأن أرتدي قناع النعوت التي تُرمى عليّ، خشية أن يمسكَ سوءٌ بسببي. كان هذا القرار طعنة في قلبي، ولكنه كان الخيار الوحيد الذي رأيته، التضحية الوحيدة التي امتلكتها لأحميكَ.
أرجوكَ، بعمق كل كلمة خططها هنا، حاول أن تفهم صمتي، وتفهم حقيقة موقفي، وتفهم حجم الصراع الذي أحمله وحدي."
"لقد وصلتني رسالتكِ، وقرأتها بعمق. أرى فيها كلمات صريحة، وحبًا عظيمًا، لكنني أرى أيضًا ألمًا كبيرًا وصراعًا داخليًا ينهش روحكِ. أنا أدرك تمامًا حجم المعاناة التي تعيشينها، وأفهم خوفكِ من أن تكوني مصدر ضرر لمن حولكِ.
لكن اسمحي لي أن أكون واضحًا: أنا أؤمن بالقوة الكامنة في روح الإنسان، وبقدرته على تجاوز أصعب الظروف. وصحيح أنكِ ترين نفسكِ بتلك النعوت القاسية، إلا أنني أرفض أن أرى فيكِ سوى تلك الروح التي أضاءت حياتي، والتي أكنُّ لها كل التقدير والاحترام.
إن ابتعادكِ، الذي وصفتيه بأنه تضحية لحمايتي، يؤلمني بقدر ما يؤلمكِ. لأنه لا يحل المشكلة، بل يؤجل مواجهة ما تعانينه. الحياة لا تُعاش خلف أسوار الألم والعزلة، ولا يمكن للحب الحقيقي أن ينمو في تربة الخوف والتضحية المؤلمة بهذه الطريقة.
القوة الحقيقية ليست في الهروب، بل في المواجهة. إذا كنتِ ترين أن صراعاتكِ النفسية هي ما يمنعكِ من الحياة والحب بشكل كامل، فالشجاعة الحقيقية تكمن في طلب المساعدة المتخصصة. هناك أمل، وهناك دعم، وهناك طرق لتجاوز ما تمرين به. هذه ليست دعوة مني للابتعاد، بل هي دعوة للحياة بشكل أفضل، لنفسكِ أولًا، ثم لمن حولكِ.
أنا هنا، أستمع وأتفهم، لكنني أيضًا أؤمن بقدرتكِ على الشفاء والنور. لا تدعي الألم يسلبكِ فرصة أن تكوني النور الذي لطالما عرفته. فكري في هذا بجدية. أنا مستعد لدعمكِ في رحلة الشفاء، لكن القرار والخطوة الأولى يجب أن تأتي منكِ.