سمو الدين ودنس الحداثة

سمو الدين ودنس الحداثة
==========

تصر النخبة بجميع اطيافها وضع الدين فى صراع مع الحداثة والتأكيد على ان سبب نكبات الامم المتخلفة هو عدم الاخذ بتجليات الحداثة والتمسك بالدين
ومن المثير للدهشة ان وضع الدين فى صراع مع الحداثة لا ياتى فى صورة واضحة او محددة ولكن ياتى دوما بشكل ملتوى جدا مثل
العقلانية
تجديد الخطاب الدينى
النقل والعقل
تنقية التراث
وذلك حتى يلتبس الامر على المتلقى العادى ويتصور ويستقر فى ذهنه ان الدين مجرد علاقة بين الفرد وربه فى صورة عبادات وشعائر وطقوس داخل المسجد فقط وبعد ذلك فانت عضو فى مجتمع محكوم بالضرورة بالعلمانية الشاملة والحداثة وتجلياتها ولابد ان تقبل بهذا والا اصبحت عدو حقيقى للمجتمع
وقبل الشروع فى الابحار فى خضم بحر متلاطم جدا من افكار شتى نقولها بهدوء الهدف الاسمى لهذا الصراع المفتعل هو تنحية الدين عن الحياة العامة لاطلاق سهام الحداثة والعلمانية لسحق الفرد العادى لصالح النخبة والصفوة وفقط
لان الدين ( الاسلامى تحديدا ) جاء لجعل الناس سواسية فى الحقوق والواجبات
الاحاديث
قال الرسول صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع: ياأيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد, ألا لا فضل لعربي علي أعجمي ولالعجمي علي عربي, ولا لأحمر علي أسود ولا لأسود علي أحمر إلا بالتقوي. أبلغت مسند أحمد

 فقال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر إنك أمرؤ فيك جاهلية, هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولاتكلفوهم مايغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم( صحيح البخاري).

قال صلي الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله ياأسامة؟ إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وايم الله, لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها( صحيح مسلم).
الاايات
 قال تعالي:( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير31( سورة الحجرات).
فى حين ان الحداثة هى نتاج بشرى ظهر بعد احتدام الصراع بين الكنيسة الكثلوكية مع المجتمع كله والذى كان ذروته صكوك الغفران ومن ثم كانت النتيجة ظهور عصر التنوير او النهضة الاوربى الذى بدا فى 1400
وكانت من تباشير هذا الصراع الخروج من كنف الكنيسة وتمجيد العقل البشرى وصولا للالحاد الصريح
ولما كان مصطلح الحداثة اصبح على كل الالسنة دون تحديد واضح للمصطلح ولكن د عبد الوهاب المسيرى قام بتعريف الحداثة وهى
فهم الواقع المعاش عن طريق العقل والتكنولوجيا الحديثة فقط
ناتى الى السؤال العمدة الذى ينبثق منه كافة الاسئلة
هل يمكن ان يكون هناك ثم صراع بين ماهو سماوى ووحى من الله فى صورة الدين وماهو ناتج انسانى فى صورة الحداثة ومشتقاتها ؟
الاجابة المنطقية لايوجد صراع لان الخالق سبحانه تعالى عندما يقول للانسان افعل ولا تفعل القصدية الحقيقية من هذه الاوامر صالح الانسان وخاصة انه ادرى بخلقه ولذا لن تجد فى الاوامر الالهية ما يتعارض مع طبيعة الانسان خاصة ان الدين يهدف الى سمو الانسان على كافة الاصعدة لاعلائه القيم السامية وهنا تظهر ذروة هذا السمو فى قول رسول الله ( ص) انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق
ولكن الاسياد لا يقرون بمبدا المساواة اطلاقا ويدعموا انفسهم بفلسفات شتى مثل الدارونية والنيتشوية وفلفسة مالتوس

لذا يقوموا باستخدام عبيدهم ( النخبة المقيتة ) ليكونوا اسياد على باقى المجتمع وينالوا بعض من مزايا الاسياد وهؤلاء السادة الجدد ( عبيد اصليين - نخبة مقيتة ) يقوموا بجهد جبار لتفكيك الدين فى ذهن الفرد ومن ادواتهم رجال دين اصحاب هوى وغرض وكل ساحات الوعى التى يمكن ان تقوم بتغير الوعى وسحق الانسانية داخله حتى يكون خادم مطيع للاسياد  
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.