القبطان
قرا الفاتحة والمعوذتين وقال لابنه توكلنا على الله وقام
بادراة الموتور وتحرك المركب نحو الرزق المعلوم فى الاجل المجهول على البشر وكان
الجو ملبد بالغيوم ويوحى بوجود عواصف وانواء عاتية على غير العادة فى تلك الايام
من السنة ولانه تعود على الخشونة وتحمل المسئولية كما تربى فلم يهاب واكمل طريقه
يشق عباب البحر
بعد ان دخل البحر بفترة سمع من جهاز الاشارة نداء فقام
بفتحه واذ بضوضاء شديدة وبعد جهد جهيد سمع الصوت يخبره ان السوق يشهد يشهد احداث
شديدة وهناك جرحى وموتى ولابد من رجوعه فنادى على الكل بالرجوع الى الشاطئ لوجود
مصيبة فى السوق وسئله الكل عن ماذا حدث فقال الله اعلم سنعرف عندما نعود
وصل فى اليوم التالى ووجد السوق به اثار معركة سواء من دماء
متناثرة وفوضى فى كل شئ وتقابل مع اخوانه وسمع منهم ان هناك مشكلة بين اصحاب
المراكب والبحارة من جهة وكبير السوق من جهة
ذهب الى البحارة وعرف انهم لن يتنازلوا عن اى حق بعد اليوم
على الاقل بسبب دماء زملائهم الذى لن يضيع هدر فتركهم وذهب لمقابلة ابن كبير السوق
وبعد حوار طويل لم يصل معه الى اى اتفاق لانه يريد معاقبة السوق كله على تمردهم
على الكبير لانهم تطاولوا على اسيادهم فنظر اليه وبصمت طويل رد عليه اللى فيه
الخير يقدمه ربنا
وصل الى قهوة البحارة ووجدهم فى حالة هياج واقسموا انهم لن
يركبوا اى مركب الا بعد تغير المعلم الظالم وصحوا كفاية ظلم فاشار اليهم لن يصمتوا
قليلا ونادى على ابنه لاحضار اشياء لانه سيكون مع البحارة ولن يبرح ميدان المعركة
الا بعد الوصول الى بر الامان وبعد عدة ليال وسمعوا جلبة شديدة خارج السوق وتبينوا
انهم بلطجية وصبيان المعلم حضروا للتخلص من كل فى القهوة او اخراجهم منها حتى
يكونوا عبرة للاخرين ولكنه وقف امام الكل وقال انه يوم الحرية قوموا الى الميدان
حتى ننال شرف الحياة بكرامة فزادوا عن الميدان ببسالة مذهلة ودحروا البلطجية
وصبيان المعلم بعد اشبع تراب الوسعاية من دمائهم الشريفة وبدات تهل الاسعاف لحمل
المصابين والجرحى
مرت ايام عصيبة على الجميع وبدا كبار البلد التوسط بين
الطرفان دون الوصول الى حل لان كل طرف متمسك بما هو عليه حتى جاء يوم الجمعة
واجتمع كل الناس فى الميدان وبعد الخطبة قرروا الذهاب الى المعلم فى عقر داره حتى
ينهوا اسطورته الوهمية وهنا جاء تليفون من احد معاونيه يقول لهم ان المعلم واولاده
قرروا ترك السوق للابد وهنا انفجر الناس فرحا وتهليلا وسهروا للصباح فى سرور غير
عادى لم يشعروا به من قبل وفى الصباح قام شباب الحتة بتنظيف السوق واعادة رونقه
بحث الناس عن الريس ولم يجده احد ولكن اشار عليهم احدهم انه
على المرسى وهتف الكل ياريس بصوت واحد فتلفت اليهم باسما وقال لهم لالالالا لابد
ان تختاروا من بينكم فاقروا ذلك حتى يرسوا قواعد الحياة الجديدة واجتمعوا فى
القهوة وبعد تشاور اختاروا جميعا الريس ليكون كبيرهم