الباحثة عن الحياة
==========
التقى
بها فى مكتبة بوسط البلد وهو عندما يرى الكتب يشرد طويلا واثناء بحثه عن بعض الكتب
اصطدم بها فوقع ما فى يديها فافاق من شروده وانحنى يلملم ما وقع منها وكانت عبارة
عن قصص اطفال فاراد ان ينهرها عن هذا وعندما قدم لها تلك القصص وجدها فاتنة فابتلع
كلماته القاسية ونظر الى عيونها الساحرة وقال اسف فقالت لا عليك وذهبت بعيدا ورجع
الى شروده واختار كتبه وذهب الى الكافية المقابل للمكتبة ليحتسى فنجان القهوة حتى
تكتمل نشوته وجلس يقلب فى الكتب عندما رفع راسه منها وجدها فى المنضدة المقابلة له
تنظر اليه بشغف فقام اليها مقدما اعتذاره للمرة الثانية شارحا اسباب شروده انه
باحث وعندما يرى الكتب يعتبره لقاء العشاق بعد طول فراق فضحكت ضحكة بها بها كثيرا من
الانوثة وقليل من الحزن الخفى وقالت كنت اتمنى ذلك لنفسى ولكن هكذا هى الحياة
طغى
فضول الباحث داخله وفضول الرجل الشرقى وقال لها كيف قالت كنت متفوقة واردت
الدراسات العليا ولكن تزوجت وانجبت وصرفتنى الحياة الواقعية عن امنيتى ولكن يظل
البحث داخلى يقض مضجعى من ان لاخر واستاذنت بالانصراف بعد ملئ الدمع عيونها
مرت
شهور وكان يجلس فى احدى المطاعم فوجد من يجلس امامه وتقول هل تذكرنى فقال نعم
فانتى الباحثة المفقودة فى ساحة الحياة الواقعية فضحكت لصكه هذا التعبير
طلبت
منه اللقاء مرة اخرى حتى يمكنها التحدث معه لانه تحس انه سيفهم ما تقول دون غيره
اذا سمح وقته وبفضول الباحث وافق على امل الحصول على نموذج حى وليس مجرد كلمات عن
حالات بالكتب
كان
اللقاء فى جروبى بشارع طلعت حرب وبدات حديثها مباشرة وقالت انا ضحية السادات
فاندهش جدا وذهب بخياله لكل الاحتمالات ولكن اكملت حديثها وقالت انها ولدت يوم
النصر لابوين بسطاء الاب ميكانيكى سيارات والام ربة منزل وعندما اصدر السادات
قانون الانفتاح سنة 1975 اتى لوالدى احد كبار القوم ممن يقوموا باصلاح سيارته عنده
وقال له لابد من غلق تلك الورشة والعمل معه فى البزنس وستكون كل الاوراق باسمك
لانه لا يمكن لشخص فى المكانة التى انا بها ان يعمل بالتجارة لحساسية موقفى وحدث انقلاب داخل بيتنا الصغير رد
عليها كيف وانتى مازالتى رضيعة
اكملت
حديثها وقالت تعامل والدى معى اننى ملكة متوجه وكذلك كل من حولى فكانت النشئة هكذا ملكة وفقط وجرت تحت الجسور مياه كثيرة وتقدم زوجى لى وهو طبيب من اسرة غنية
جدا ولا يعرفوا اى قيمة فى الحياة الا المال لتحقيق المتعة سواء لانفسهم او للغير
ولا يعرفوا طريق الاحاسيس والمشاعر
توقفت
عن الحديث للحظة ونظرت اليه فاذ بدمعة مسفوحة منه على خده فصاحت فيه لما تفعل هذا
فكان رده اراكى مثال للتشوه والقبح الانسانى الذى لا يى من الحياة الا المادة وهذا
هو صلب الراسمالية المتوحشة فى اسوء اشكالها واحد تجليات الحداثة وتنبه فاعتذر لها
عن التنظير الفكرى لحالتها
واتفق
سويا ان يتلاقى كل فترة حتى تبوح له ببعض القيح المترسخ داخلها حتى تعود الى ذاتها
الباحثة الحقيقية حتى توقف نهر العبث التى تسبح فيه وتسير مع تياره لفقدانها معنى
الحياة