هروب اضطرارى الابهار البصرى

هروب اضطرارى
الابهار البصرى
========



نحن امام عمل اجتهد صناع العمل  الولوج الى منطقة جديدة من الجمال البصرى وهو جمال التصوير
حيث ان السينما صورة فى الاساس لذا يعتبر مدير التصوير (هيثم حسنى ) هو البطل الحقيقى لهذا العمل لانه قام بالتصوير بطريقة جديدة على الشاشة المصرية وهى البداية بالزووم الشديد ثم الصورة البارنوامية لذات اللقطة دون تقطيع وهو ما اعطى رونق شديد للعمل

ومن بعده المخرج ( احمد خالد موسى ) الذى حاول بكل طاقته وضع لمساته دون تقعر وكانه المايسترو الخفى ليستثمر طاقات كل عناصر الفيلم لنحصل على عمل مبهر وهو ما حدث الا بعض الهنات 

ومن بعدهم بطل الغرفة المظلمة المونتاج (باهر رشيد) وكان التقطيع سلسل دون تعسف للحفاظ على سرعة الاداء والتشويق الا بعض اللحظات 

نحن امام عمل يصنف انه فيلم من افلام الحركة ( الاكشن ) وتوجد مطاردات للسيارات والموتسكيلات وانفجارت ولكن الاخراج لهذه المطاردات منفذة ليس كما ينبغى ان يكون فنحن امام لقطات مقطعة ( تمثيل على ايام ) وليس لقطة طيلة واحدة (long shot)
وكان المونتاج والاخراج ليس سئ ولكن ليس مبهر كافلام شريف عرفة وطارق العريان على المستوى المحلى فى هذه النقطة 
وايضا المعارك بين الابطال التمثيل كان واضح بشكل فج وليس حقيقية 

ناتى الى قماشة الفيلم ( القصة ) فنجد ان الكاتب (محمد سيد بشير)
 وضعنا امام نماذج معلقة فى الهواء بلا تاريخ الا من بضع كلمات قيلت فى لحظة ولكن السيناريو خالى من من رسم تلك الشخصيات فوجدنا شخصيات باهتة اقرب الى رسومات الاسكتشات وليس لوحات البورتريهات وكأنه يقول ان الكل معلق فى الهواء بلا هوية لان من لا يكون له ماضى لا يكون له مستقبل والكل يدور فى المتاهة دون الوصول الى باب الخروج منها والكارثة ان الكل راضى بهذه المتاهة ومتعايش معها وكأنها من طبييعة الامور

ناتى الى التمثيل فوجدنا اداء للشخصيات المكتوبة وليس معايشة للشخصيات او كما قال محمد صبحى فى مسرحية كارمن محكوم عليهم بالتمثيل ولكن يحسب للانتاج حشد كل هؤلاء النجوم فى عمل واحد ومنهم ابطال قاموا بمشهد او اثنان وهم ابطال لاعمال اخرى مثل ( دينا الشربينى - باسم السمرة - طارق فراج ) واحضار امير كرارة بنفس كاركتر مسلسل كلبش لاستثمار نجاح المسلسل واستقطاب جمهوره وكذا مع مصطفى خاطر واستقطاب جمهور مسرح مصر وهو ذكاء تجارى لا غبار عليه

البطل الحقيقى فى كوكبة نجوم التمثيل هو فتحى عبد الوهاب معايشة حقيقية للشخصية فوجدنا ضابط الشرطة المتفانى فى عمله على حساب حياته الشخصية فكان ادائه به الكثير من العبقرية التى تنبع من التلقائية المستمدة من الامساك بتلابيب الشخصية والغوص فيها لدرجة اختفاء فتحى عبد الوهاب شخصيا داخل شخصية الضابط عصام الساخر   وهو يدل على نضوج النجم فتحى عبد الوهاب

اما النجم احمد السقا عليه مراجعة نفسه جيدا لان هذا ليس احمد السقا فى تيتو او ابراهيم الابيض وقبلهم مافيا وافريكانو

عدم التحدث عن غادة عادل بسبب انها غير مؤثرة سواء فى القصة او التمثيل


عمل به تسلية جميلة ولكن دون هدف اخر لانه فيلم تجارى بحت ووضع عينه على شباك التذاكر وكان له ذلك فقط 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.