تراب الماس

تراب الماس
========

نحن امام عمل متميز من كل صناع العمل لانهم اصحاب وجهة نظر ربما تتفق معها او تختلف ولكن يحسب لهم طرح موضوع منتهى الاهمية لانه موضوع فارق فى الحياة فى مصر والعالم العربى وهو موضوع مارس 1954والانقلاب على الرئيس محمد نجيب واستيلاء جمال عبد الناصر على السلطة
 وذلك من خلال سرد قصة مدرس تاريخ وهو اختيار ذكى جدا لان الفيلم يحاول الغوص فى تاريخ مصر بداية من الحادث الفارق مع وجود مسحة ناصرية لان الفيلم لم يدين عبد الناصر لو بكلمة حوار 
البداية ليلة راس السنة 2018 ثم الفلاش باك لسرد الاحداث عروجا على خروج اليهود المصريين من مصر وادانتهم بالخيانة وهى قضية شائكة لم تحسم بعد مرورا على هزيمة 1967 وانتصار 1973 
يمرض مدرس التاريخ ويخرج من العمليات قعيد لخطأ طبى ويبدا رحلة الانتقام من رموز المجتمع الفاسدة من وجهة نظره وهم كاتب ورجل اعمال وصديقه عن طريق وضع تراب الماس فى كوب الشاى والذى تعلمه من اليهودى صديق والده والذى عمل عنده بعد وفاة ابوه ثم عضو مجلس الشعب الذى عاصر كل العصور وقام الابن بذات الفعل مع ظابط المباحث واشترك مع جارته فى قتل المذيع المغتصب لها 
من اهم سلبيات العمل عدم ذكر ثورة يناير سالبا او ايجابا الا فى جملة حوارية عن المذيع اللامع وهى الثورة التى سيتوقف امامها التاريخ طويلا 
ارى من وجهة نظرى ان بطل العمل الحقيقى هو مدرس التاريخ الذى بدات معه الحكاية وكون ان الكاتب جعل المدرس قعيد ربما يريد ان يقول ان الثورى الحقيقى لا يمنعه مانع حتى لو كان معاق جسديا لان الاعاقة الحقيقية هى اعاقة العقول والفكر لذا ارى الفيلم هو ادانة الثوار لضياع ثورة يناير بسبب ضحالة الفكر المصاحب للفعل الثورى الغير عادى والغير مسبوق بخلاف ادانة قادة الثورة لانهم مرضى نفسيون وفاسدون اخلاقيا وادانة جهاز الشرطة الموصون بالفساد قبل الثورة وبعد الثورة وادانة النخبة كلها بكل اطيافها التى لا ترى الا ملذاتها ومن يقف امام تلك الملذات يذهب الى الحجيم بلا عودة ولكن تلك النخبة تتوارى وراء لافتات براقة مثل الانضمام الى السلطة او المجتمع الراقى (او كما يقولون عنه انه راقى )
لذا جاء على لسان البطل لقد تحملت تباعات خطايا حكام هذا الوطن وجاء على لسان البطلة فى نهاية الفيلم السكوت جريمة لازم الناس اللى تحت تراقب الناس اللى فوق وهو دلالة ان احد اهم اسباب فساد النخبة هو صمت الشعب عليهم اى ان كانت الاسباب لهذا الصمت 
تلك هى افكار الفيلم من وجهة نظرى طبعا اما عن صناعة الفيلم كشريط سينمائى فنحن امام مخرج متميز جدا وسيكون المخرج الاول فى مصر لان كل فيلم يثقله ويزيد من حرفيته العالية جدا لانه يملك فكر عالى للغاية ويملك ادوات المخرج المحترف الحقيقى فى ان واحد لذا وجدنا توظيف الممثلين بشكل مبهر خاصة احمد كمال ( المظلوم اعلاميا ) وهو ممثل من العيار الثقيل جدا الذى اجاد فى دوره صوتا وصورة مع المتنوع ماجد الكدوانى الواعى لطبيعة الدور 
تراب الماس فيلم شائك لانه فيلم تشويقى يظهر القليل ليجعل المتفرج يبحث عن الكثير لانه يبحث عن فترة شديدة الثراء فكريا سواء على مستوى مصر او منظقة الشرق الاوسط كلها 
فيبم شائق لانه سريع الايقاع دون ملل يتسرب الى المتفرج لجودة السيناريو واختيار اماكن تصوير متعددة واداء متميز من الكاست كله مع وجود موسيقى تعرف معنى الموسيقى التصويرية التى تعمق الحدث وليس مجرد الات تعزف والسلام للرائع هشام نزيه وتصوير واضاءة اكثر من جيدة 
السؤال الان المطروح بقوة هل تراب الماس ( القتل) هو الحل من وجهة نظر صناع العمل اى انه يدعو الى الثورة الدموية ضد الفساد يكل طبقاته واطيافه ؟ ام انا لم اقرا الفيلم جيدا وهذا متروك للقارئ الواعى الحصيف
صناع العمل 
======
مروان حامد الاخراج 
احمد مراد كاتب 


البطولةآسر ياسين
عزت العلايلي
منة شلبي
ماجد الكدواني
بيومي فؤاد
أ
تصوير سينمائيأحمد المرسي
موسيقىهشام نزيه
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.