حين ميسرة

 حين ميسرة

=======

شهدت فيلم حين ميسرة ورأيته وكأنه صرخة فى وجه
المجتمع كله ربما صرخة كانت مدوية محشرجة بها 

عورات ولكنها صرخة .

والانسان حين يصرخ لاهم له الا الصراخ ولكن اصحاب
الفيلم كانت صرختهم مدروسة دراسة جيدة .
وأخص بالذكر( مهندس الديكور) البارع لأنه نقل بحرفية
غير عادية الأماكن العشوائية بشكل ممتاز وكذلك (مدير
التصوير) فكانت الأضاءة فى كافة أجزاء الفيلم موحية
ومعبرة وكأنها تصرخ هى الأخرى ولكن صراخ الأنين
الذى لا يصدر عنه صوت ولكن أكثر حزنا من الصراخ بصوت.
وأود ان احتفل بمولد النجم الساطع ( خالد يوسف ) فكم
كان رائعا فى اختيارته للممثلين وخصوصا الأطفال
والشباب أما عن حركة الممثلين وتوجيهاته لباقى طقم
العمل فكانت كلها جيدة جدا ومعبرة وكل كادرات الفيلم
قام بها كانت له وجهه نظر أراد ان يبعثها لنا جميعا
أما الممثلين فأرى (عمرو سعد) أمسك بتلابيب
الشخصية تماما ونسي نفسه ورأينا فعلا (عادل) ابن
العشوائيات بكل التفاصيل للشخصية سواء الداخلية
أو الخارجية فأشد على يديه من فرط اعجابى به.
ولكن أظن ان (سمية الخشاب) عليها الأهتمام بالتفاصيل
اكثر وبحركة الوجه فكم كان وجهها فى كثير من
الأحيان وكأنه مصنوع من شمع غير معبر وعليها
ايضا ان تنقص وزنها كثيرا.
أما مفاجأة الفيلم هو الأستاذ (عمرو عبد الجليل)فكان
اكثر من رائع بكل ما تحمل الكلمة من معنى وجاء على لسانه فلسفة الفيلم أو الفكرة الحقيقية وهى ان سكان العشوائيات لا يعتبروا بالنسبة للأخرين موجودين أو
مرئيين أما من أعترض على الفيلم لما به من قتامة
هكذا أراد صانعوا الفيلم السواد المطلق وحسوا اذا
وضعوا ضوء أبيض ربما انشغلت به أعيننا عن باقى السواد أرادوا لعيوننا ألا تنشغل عن السواد الحالك
الذى يعيش حولنا ولا بد الا ننسى البطولة الحقيقية
فى هذا الفيلم هم (أهل العشوائيات) الحقيقين الذين
أعتبر حياتهم كلها بطولة حتى ولو كانت بطولة زائفة
فيكفى لهم شرف العيش فى ظل هذه الأجواء الغير
طبيعية والغير انسانية ولكن أرفض فى هذا الفيلم الربط
بين العشوائيات وأمريكا والقاعدة فكل ذلك لا رابط بينهم
حتى لو دافع صانعوا الفيلم عن ذلك فالرابط الحقيقي بين
العشوائيات فهو الفساد بكل أنواعه سواء فساد مال أو فساد سلطة ,فساد عقول أو فساد أرواح .
كلمة أخيرة (لخالد يوسف)عليه ان يصمت بعد ان ينزل
فيلمه للسوق لأن وجهه نظره قالها فى الفيلم ويكفيه فخرا
انه ألقى بحجر ثقيل فى البحيرة الأسنة فكل منا له وجهه
نظر وله الحق فى ابداء الرأى فى الفيلم ,فالفيلم جعل
الناس يتفكروا وهذا نجاح فى حد ذاته حتى لو كانوا
رافضين الفيلم ذاته.
محسن باشا

2008/4/23
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.