اوعية اللغة - الحس - المحبة
==================
بادئ ذى بدء استشعر هنا حروفا ثلاث تكون كلمه بمشتقاتها وبمعانيها وهى كلمه احس فالاحساس عباره عن الاحساس المادى والاحساس المعنوى فالاثنين يكمل بعضهما البعضهم ومكملين لكل انسان فالاحساس المادى هو الاحساس الذى حباه الله لنا من خلال اعضاء الجسم مثال ذلك اليدين ومن داخل الاحساس المادى يخرج الاحساس المعنوى ومثال ذلك عندما تتكلم اليدين برقه وتحنو بحركات هادئه ورقيقه فعندها تتحول الحركه الماديه الى احساس معنوى يمثل الحنان والهدوء فهذا من وجهه نظرى نوع من انواع الاحساس وهذا النوع هو الدارج والمعروف بين البشر العاديه فالاحساس الذى
سوف اتكلم عنه الان هو نوع اخر مختلف وهو الاحساس المعنوى المرتبط بالروح فانا اعتبره اللغه الروحيه والتى تتكلم بها الارواح المتشابكه والمترابطه وهى لغه راقيه فيها من الرقه والقرب ما يجعل حروف هذه اللغه تذوب من حراره الدفئ القابع فيها وعندما تنصهر تلك الحروف تتحول الى انهارا من المعانى التى تسبح داخل الشرايين فعندها يصبح الاحساس هنا ماديا نشعر به داخل اجسادنا فى شكل نفضه او رعشه خفيفه تدل على دخول السعاده داخل الجسد ووصول الاحساس المعنوى لاقصى مداه فهو اللغه الروحيه بين كل من يمتلك العلاقه الرقيقه القوه والقويه الرقه والتى
تميزها الارتباط المتلاصق فالمحبه سعاده والسعاده حياه وهذا النوع من الحياه تكون اللغه فيها هى لغه الارواح وهو الاحساس المعنوى الروحىومن ارقى انواع الاحساس هو الاحساس المتوحد وهذا ياتى نتيجه وجود الترابط والحب النادر والقوى بين الاطراف المترابطه فى علاقه ساميه وراقيه فعندها تصبح اللغه واحده ويصبح هناك احساس اكثر فى حساسيته داخل كل طرف بالطرف الاخر ومن هنا ياتى الاحساس المتوحد ففى نفس الوقت الذى يكون هناك احساسا خفيا عند طرف يمكن ان يكون مثله عند الطرف الاخر وحينها يشعر به كل من الطرفين بدون تصريح عنه ومثال لك حرص كل من
الطرفين بتقديم السعاده للاخر والحرص على عدم جرح مشاعره بكل الطرق الممكنه فهى لغه روحيه تتكلم بها الاطراف المترابطه كما قلت بعلاقه انسانيه متفرده وساميه فالاحساس الروحى ايضا يتمثل فى الشعور الحقيقى بما هو موجود ماديا فى الحياه مثال ذلك يمكن للانسان ان يعيش داخل الحياه فهو داخلها ويشعر انه يعيشها ماديا ولكن هو فى الحقيقه لا يشعر انه يعيشها كما يحب ان تكون فعدم الرضى بالشئ المادى يفقد الانسان الاحساس الروحى بنفس الشئ المادى وتطبيقا على المثال السابق فعدم الرضا بالحياه الماديه وهو بالفعل حى يرزق داخلها يفقده احساسه الروحى بها
وعندئذ يشعر انه لا يعيش ولا يحيى فيها ولكن هذا روحيا ومعنوياالاحساس شئ مهما جدا فى حياتنا بكل انواعه وبكل اشكاله وبكل درجاته لانه يمثل الجزء المتحرك داخل انفسنا والذى له دور هام فى حركتنا الماديه فبعض الاحيان وتبعا لكل احساس ياخد الانسان الخطوات الماديه لاظهار هذا الاحساس ويجسده فى شكل افعال او اقوال بكلمات ماديه فكلمه احس تتكون من حروفا ولكن تحمل داخلها احساسا معنويا بمعانى هذه الحروف فالالف الفه الحس رقه المشاعر والحاء حنين الروح والارتباط المتصاعد بالقوه والسين سباحه فى اعماق المشاعر تنتج احساسا راقيا وجامعا لكل معانى
الانسانيه فهذه هى الحياه بما تحويه داخلها من اشكال للجزء المعنوى داخلها فى تصورى فالشعار هنا السعاده من الحياه والحياه من السعاده
بقلم
ا م
النقد الفنى للقطعة الادبية
اوعية اللغة - الحس - المحبة
ثلاثة عناوين تلعب على فكرة الحروف والكلمات محاولة تفكيكها ونسف كثير من الافكار الشائعة عنها لترمى بثقلها فى محاولة لترسيخ بعض المفاهيم الخاصة بها وكانها تقوم بتمهيد لالقاء قنابل موقتة قادمة
نبدا باوعية اللغة
كانت الفكرة منصبة هل الحروف المجردة معبرة بذاتها اما ما تحويه من معانى نقتطعها من ذواتنا
وهى ذات فكرة المعنى والمصطلح حيث ان المعنى جزء منه مانقصده لتوصيل افكارنا ومشاعرنا ولكن المصطلح قائم بذاته ولكن لا يعبر بذاته
المصطلح وعاء يملئ بواسطة افكارنا ومشاعرنا
وقد جاء قول الله تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة:74].
فنجد ان الحجر هنا مصطلح ولكن المعانى اختلفت تماما فى كل مرة
ثانيا الحس
جاءت القطعة الادبية لترسيخ فكرة الكاتبة وهى ان الاحساس ليس مجرد شعور ما ولكن هو قطعة من الذات تلقى فى الكلمات المعبرة وكانها تقول للقارئ تحسس كلماتى جيدا واعطها العناية الكافية فهى جزء من عقلى وروحى وقلبى وليس حروف مجردة وهو التعبير الاثير لديها الاحساس المتوحد
اى عندما تقوم بالكتابة تتوحد مع ذاتها وايضا تتوحد مع كلماتها فتصبح هى والكلمات كيان واحد حتى تستطيع الحروف المجردة تكون جسر حقيقى تعبر به الى الاخر لتعبر ما يجول بكيانها وهو ماجاء بتعبيرها الرائع - الاحساس المادى والمعنوى - وتوحدهم
ثالثا المحبة
نصل هنا الى قمة ماتصبو اليه الكاتبة ان الحب فى حد ذاته هو ذلك الشئ الغامض المحرك لكل منا ولكن هى جعلت الحب درجات وانواع ولكن قفزت قفزة خاصة بها وهو مافوق الحب وتقصد هنا التوحد الكامل بين كافة اعضائها المادية مع الشعور النابع من داخلها بحيث الكل واحد يستظل بهذا الكيان الرائع المسمى الحب
والظلال هنا ليس بمعنى الانسحاق ولكن العطاء منها لهذه الظلال والاخذ منه لذا اطلقت عليه التوحد وليس الذوابان فى الحب فالذوبان نوع من الانسحاق
ولكن التوحد جعل هناك ثقة بذاتها وثقة بالحب النادر
وبهذا الاحساس المتوحد مع ذاتها ومع الحب ذهبت الى حبها الوحيد الذى تمتلكه
ان هذه التمهيدات التى اتت منها لتصل بنا ان كل هذا اللعب بالحروف والكلمات والمعانى والمصطلحات والاحساس المتوحد مع ذاتها ومع الحب ذاته وايضا مع الشرح للحب من وجهة نظرها وانواعه حتى تصل للنادر منه
هى محاولة حثيثة وبطيئة لترسيخ مفاهيم الحب الذى تتخدث عنه ربما لا يسمع عنه احد لذا مهدت كثيرا والقت بذور كلماتها وسقتها بروحها وعقلها وقلبها حتى تزهر لتجعلنا فى النهاية نقف فى بستان ازهارها لنهتف اهلا بكى فى دنيا الحب
حتى لو كان حب نادر