اَلشَّخْصَنَة

اَلشَّخْصَنَة
======


اَلشَّخْصَنَة مُرِيحَةٌ لِلْعَقْلِ لَكِنَّ اَلْبَحْثَ فِي خَرِيطَةِ اَلْمَنْظُومَةِ لِلْوُقُوفِ عَلَى بُؤَرِ اَلْقُوَّةِ وَنِقَاطِ اَلضَّعْفِ تَحْتَاجُ عُقُول وَاعِيَةً جِدًّا وَتُعَلِّمُ أَنَّ اَلْمَعْرَكَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ سِبَابٍ وَانْتَهَى اَلْأَمْرُ بَلْ اَلْأَمْرَ أَعْقَدَ مِنْ خَيَالِ كُلِّ اَلْمَرْضَى اَلنَّفْسِيِّينَ عُشَّاقَ اَلْمَلَاطِمْ اَلْفِيسَبُوكِيَّة وَالْكَرْبَلَائِيَّةِ وَالْحُسَيْنِيَّات اَلْمَفْتُوحَةِ 24 سَاعَةٍ لِأَنَّ اَلتَّفْكِيرَ بِعُمْقٍ أَبْعَدَ مِنْ اَلصُّوَرِ اَلظَّاهِرَةِ يَحْتَاجُ أَشْيَاءَ عِدَّةً جِدًّا
 أَوَّلُهَا أَنَّ تَكَوُّنَ إِنْسَانِ
 ثَانِيهَا أَنْ تَعْتَرِفَ أَنَّكَ مُقَصِّرٌ فِي حَقِّ نَفْسِكَ أَوَّلاً بِسَبَبِ إِخْضَاعِ عَقْلِكَ أَنْ وَجَدَ لِقَائِدِ فِئَةٍ - جَمَاعَةٌ - حِزْبٌ - حَتَّى تَرَدَّدَ مَا يَقُولُهُ وَانْتَهَى اَلْأَمْرُ
 ثَالِثُهَا أَنْ تَعْتَرِفَ أَنَّ اَلْمَعْرِفَةَ الْحَاقَّةُ تَحْتَاجُ مَجْهُودًا مُضْنِيًا وَقِرَاءَةُ مَوْسُوعِيَّةٌ فِي مَجَالَاتٍ شَتَّى حَتَّى تَقِفَ عَلَى أَرْضِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ لِنِقَاشِ أَيِّ أَمْرٍ وَلَيْسَ بَبَاغَانْ أَحْمَق
 أَخِيرًا أَنَّ أَيَّ تَقْصِيرٍ فِي اَلْحُصُولِ عَلَى اَلْمَعْرِفَةِ هُوَ ضَيَاعٌ لِلْحَيَاةِ كُلِّهَا بِكُلِّ مَا تَحْمِلُ اَلْكَلِمَةُ مِنْ مَعَانٍ 
هُنَاكَ أَرْبَعَةَ أَنْوَاعٍ مِنْ مُغَالَطَةِ اَلْحُجَّةِ اَلشَّخْصِيَّةِ : 
( 1 ) اَلْقَدْحُ اَلشَّخْصِيُّ ( اَلسَّبُّ ) 
ad hominem - abusive . ( 2 ) اَلتَّعْرِيضُ ب « اَلظُّرُوفَ اَلشَّخْصِيَّةَ » ad hominem - circumstantial . ( 3 ) مُغَالَطَةٌ « أَنْتَ أَيْضًا » ( تَفْعَلَ هَذَا ) tu quoque . ( 4 ) تَسْمِيمُ اَلْبِئْرِ poisoning the well .

اَلْفِرَق ،  بَيْنَ تَسْمِيمِ اَلْبِئْرِ وَبَقِيَّةِ ضُرُوبِ اَلْحُجَّةِ اَلشَّخْصِيَّةِ ، هُوَ أَنَّ اَلتَّسْمِيمَ يَتِمُّ مُقَدَّمٌ ؛ أَيْ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ اَلْخَصْمُ فُرْصَةً لِعَرْضِ قَضِيَّتِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ لَهُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ عَلَى مَسَارِ اَلْجَدَلِ وَقَدْ يُحْبِطُ اَلْمُعَارَضَةَ وَيُعِيقُهَا بِدَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ ، وَعَلَى كُلٍّ مِنْ يَدْخُلُ نِقَاشًا كَهَذَا أَنْ يَخْطُوَ بِجَسَارَةِ فَوْقَ اَلْإِهَانَةِ وَأَنْ يَلِجَ إِلَى صَمِيمِ اَلْمَوْضُوعِ ، وَالْحَقُّ أَنَّ تَسْمِيمَ اَلْبِئْرِ لَيْسَ مُغَالَطَةً بِالْمَعْنَى اَلدَّقِيقِ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ حُجَّةً ، إِنَّهُ أَشْبَهَ ، بِالْأَحْرَى ، بِشِرْكِ غَفْلَةِ مَنْصُوبٍ لِكَيْ يُغْرِيَ اَلْجُمْهُورُ اَلْغَافِلُ بِارْتِكَابِ مُغَالَطَةِ اَلْحُجَّةِ اَلشَّخْصِيَّةِ ad hominem ، وَعَلَيْنَا فِي هَذَا اَلْمَقَامِ ، كَمَا فِي غَيْرِهِ ، أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ اَلْحُجَّةَ يَنْبَغِي أَنْ تَقِفَ عَلَى أَرْجُلِهَا اَلْخَاصَّةِ أَوْ تَسْقُطُ بِعَيْبِهَا اَلْخَاصّ ، بِغَضِّ اَلنَّظَرِ عَنْ شَخْصِ قَائِلِهَا أَوْ عُيُوبِهِ .

# مَوْلَانَا _ مُحَسَّنٍ _ بَاشَا
المصدر 
https://www.hindawi.org/books/86048474/6/
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.