خناقة القيم: بصة أعمق وكلام تاني خالص
فيه خناقة شغالة على ودنه بين قيم ليها أصل عريق في تاريخنا وثقافتنا، وقيم مادية بحتة، عاملة فيها قادرة وعايزة تسيطر على كل حاجة في حياتنا. أشكال الخناقة دي كتير ومتنوعة لدرجة تخليك متشتت، بس المصيبة إن ناس كتير فاكرة إنها شكل واحد وبس، وده اللي بيخليهم يتغلبوا غلبه مش تمام. الساحات اللي فيها الخناقة دي مش محصورة في حتة معينة، دي مالية كل حتة في حياتنا بكل تفاصيلها الحلوة والوحشة، حتى لو أنت شايفها بسيطة أو مش مهمة.
لما نعرف إننا داخلين على آخر أيام وبداية أيام تانية، وإن الغلبة لحد دلوقتي والانتصار الساحق للقيم المادية وإعلان العلمانية كإنها هي اللي ماسكة كل حاجة، ده موضوع لازم نقف عنده ونفكر فيه كويس. وهنا، البنزين اللي هيولع الخناقة دي هيكون أنت شخصيًا، مهما كان مركزك أو مكانتك. الفلسفات اللي بشرت بالبني آدم "السوبر" على حساب البني آدم العادي (بتاع نيتشه)، واللي ما عرفتش غير البني آدم "المنتج" وبس (بتاع مالتوس)، واللي اختزلت الدنيا في خناقة عشان البقاء بين "اسياد وعبيد" (بتاع داروين)، دي كلها بتورينا تحولات جامدة في نظرتنا للبني آدم وقيمته.
خلي بالك: الموضوع مش هزار ومش سهل زي ما الناس فاكرة، ده أعمق بكتير مما تتخيل. دي دعوة للي لسه شايفين الحقيقة أو اللي بدأوا يفهموا أبعادها.
اللي بيتقدم تحت مسمى "فن سافل" من أول سنة 1968 مش مجرد تسلية، ده ترسيخ لصورة معينة عايزينها تثبت في دماغنا. صورة تخلي اللي بيشرب خمرة ده واحد عايز ينسى وينبسط، وتصور الخيانة الزوجية كإنها نوع من "الحب" طالع من أي سبب، وتلزق في المتدين صفة التطرف أو التخلف أو العبط، وفي نفس الوقت تدي للفهلوي الفاشل صفة الظريف واللطيف، وتعتبر اللي لابسة عريان أو قليلة الأدب "متحررة".
نقولها بكل اللغات: دي ثقافتهم اللي طالعة جذورها من الفلسفات الغربية الكتير، من حداثة وعلمانية ورأسمالية مفترية. الصورة السلبية دي بيبثوها عشان تثبت في وعي اللي بيتفرج، وساحات الوعي أخطر مما تتخيل، دي "الثقافة التقيلة" اللي بتشكل تصوراتنا وقيمنا.
ولو حصل وأعلنوا العلمانية والليبرالية في مصر، الاحتفال بكده مش هيكون في مصر بس، ده هيمتد لكل "الشرق الأوسط الجديد" اللي بشرت بيه كونداليزا رايس والجماعة المحافظين الجدد.
الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام وكفاية بيها نعمة. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إضافات وملاحظات متظبطة:
- أهمية الفهم الصح: لازم نعرف نفكر صح ونحلل الكلام اللي بنسمعه ونشوف الأفلام والفن اللي بيقدموا القيم المادية، ونعرف أصل الكلام ده إيه عشان نقدر نحافظ على قيمنا الأصيلة وما ننساقش ورا أي كلام.
- دور الناس الكبيرة والتعليم والدين: الناس اللي بتعلمنا والدين ليهم دور كبير إنهم يزرعوا القيم الصح في ولادنا ويعلموهم الصح من الغلط، وكمان الإعلام اللي بيقدم حاجات نضيفة ليه دور مهم.
- مسؤولية كل واحد فينا: كل واحد في المجتمع ليه دور، لازم نكون قدوة كويسة في تصرفاتنا ونوصل لبعض الكلام الكويس ونشتغل سوا عشان نحافظ على قيمنا.
- لا إفراط ولا تفريط: وإحنا بنحافظ على قيمنا، لازم نكون واقعيين ونحاول نوازن بين طلبات الحياة المادية والقيم الروحية والأخلاقية. مش لازم نرفض كل حاجة مادية، المهم نعرف نستخدمها صح.
- الصبر والمثابرة: الخناقة دي مش هتخلص بسرعة، محتاجة مننا صبر ومجهود مستمر عشان نقدر نحافظ على قيمنا.
كمان فيه كام نقطة زيادة:
- تأثير الدنيا بتتغير: لازم نفهم إزاي الدنيا بتتغير بسرعة والقيم المادية والثقافة بتاعة الاستهلاك بتنتشر، وده عامل إزاي على مجتمعاتنا اللي ليها عادات وتقاليد مختلفة.
- إزاي نقف قصاد الموجة دي: لازم نفكر إزاي نبني مجتمعات قوية تحافظ على قيمها وتقدم بدائل كويسة للناس بدل الحاجات المادية دي. وكمان ندعم الفنانين والمثقفين اللي بيقدموا فن كويس بيرجعنا لأصولنا.
- قيمة الروح والأخلاق: لازم نعرف إن السعادة الحقيقية مش في الفلوس وبس، القيم الروحية والأخلاق هي اللي بتدي للحياة طعم ومعنى.
- نظرتنا للنجاح: لازم نغير فكرتنا عن النجاح، مش لازم يكون بس فلوس ومنصب، النجاح الحقيقي هو إنك تكون بني آدم كويس وتفيد مجتمعك.
- نحترم اختلافنا: لازم نحترم إن الناس مختلفة وثقافاتهم مختلفة، ومش لازم نفرض رأي واحد على الكل.
- دور الأهل: الأهل هما الأساس في تربية ولادهم على القيم والأخلاق الكويسة.
الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.