الشرق الأوسط.. ساحة المعركة.. ومصر.. جوهر الصراع

 

  • الشرق الأوسط.. ساحة المعركة.. ومصر.. جوهر الصراع
  • =======================





    نحن نقلب في تربة مصنوعة صناعة يدوية بأيدي مهرة جدًا، تربة هذه المنطقة التي تحمل في طياتها تاريخًا متشابكًا ومصائر مشتركة، لكنها اليوم تُنبش بنوايا خبيثة وأجندات غريبة تستهدف قلبها النابض. وللحق يقال، سواء الأصلاء المتخفون خلف ستار المصالح الزائفة أو الوكلاء الذين يحركون بيادقهم على مسرح الأحداث الإقليمية، كانوا ذوي مهارة غير عادية في كل المجالات التي تصب في زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن، في تأجيج الصراعات ونشر بذور الفتنة.

    إننا نشهد معركة ظاهرها دول الشرق الأوسط، حروب ونزاعات تمتد عبر أراضيها، لكن باطنها وجوهرها الاستراتيجي يكمن في مصر. فمصر، بتاريخها وثقلها الإقليمي وموقعها الجيوسياسي الفريد، هي الهدف الأسمى والتأثير الأعمق لهذه التحركات. إن استقرار مصر أو زعزعتها له ارتدادات هائلة على المنطقة بأسرها. مصر تنهض بعبء الحفاظ على توازن المنطقة في وجه هذه الرياح العاتية، نيابة عن أمة ترى فيها صمام الأمان وحائط الصد الأخير. فتأكد يا سيدي وساداتي كلكم أننا أمام حرب كونية حضارية تتخذ من منطقتنا مسرحًا لها، لكن عين العاصفة وقلب المعركة الحقيقي هو مصر ومستقبلها. إذا نجحوا - لا قدر الله - في إضعاف مصر أو النيل من دورها، سيصبح ذلك نموذجًا للفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، وهذا ما يجعل مسؤوليتنا مضاعفة في الحفاظ على هويتنا وقيمنا الأصيلة التي تمثل حصنًا ضد هذه الموجات المتلاطمة.

    لذا، كل من يواجه التحديات في أي بقعة من هذه المنطقة، كل من يسعى للحفاظ على استقرار وطنه وكرامة شعبه، كل من يقاوم قوى التفكيك والعبث، هم جميعًا جزء من هذه المعركة التي تتجاوز حدودهم الظاهرة. فالمصير واحد، والتحديات مشتركة، والتأثير النهائي يصب في صميم قوة واستقرار مصر. وفي خضم هذه المعركة الإقليمية، يصبح دور مصر حاسمًا كقوة دافعة نحو الاستقرار والحلول السلمية، وكمصدر إلهام للصمود والعزيمة.

    مصر الآن على المحك الحقيقي، ليس فقط كدولة، بل كرمز للاستقرار والوحدة في منطقة مضطربة. إن الصراعات الدائرة في دول الجوار هي جزء من محاولة أوسع لإعادة تشكيل المنطقة، ومصر هي الحجر الزاوية في هذا التشكيل. مصر هي الرجل البسيط الذي يحمل هم أمته والسيدة التي تتطلع إلى مستقبل آمن لأبنائها في محيط إقليمي متوتر، فكم من أزمات إقليمية انعكست على مصر وتجاوزناها بفضل وعي شعبنا وقوة مؤسساتنا. مصر هي صوت العقل والحكمة في وجه دعوات الفتنة والتحريض. مصر هي بذرة الوعي، الكلمة المكتوبة التي تسعى لتوحيد الصفوف وتنوير العقول في مواجهة التضليل. مصر هي قلب العروبة النابض، وروح الشرق الأوسط. مصر هي الثقافة العريقة التي تمثل قوة ناعمة قادرة على تجاوز الانقسامات. مصر هي الحياة والأمل في غد أفضل لهذه المنطقة.

    الصبر طيب؛ لأن كل يوم يمر علينا تتكشف الحقائق وتظهر النوايا الخفية من وراء هذه التحركات الإقليمية، ويتضح أكثر فأكثر أن الهدف الأبعد هو التأثير على دور مصر ومكانتها. ولأن كل يوم يشهد محاولات لجر المنطقة إلى مزيد من الصراعات، لكن الوعي المصري يزداد قوة وإدراكًا لحقيقة هذه المخططات. انظر إلى خريطة المنطقة، تجد أن مصر هي الثابت في وجه كل هذه المتغيرات، وهي القوة القادرة على لم الشمل وتقديم الحلول.

    اجعلوا إيمانكم بالله إيمانًا حقيقيًا، وثقتكم في قدرة مصر وشعبها راسخة لا تتزعزع. اجعلوا جهودكم متحدة نحو هدف واحد هو استقرار المنطقة ورفعة مصر. اجعلوا كلماتكم وأفعالكم تعبر عن وعي عميق بالتحديات ودور مصر المحوري. آمنوا بأن مصر ليست مجرد دولة، بل هي قلب هذه المنطقة وروحها. وإلا، فلماذا كل هذا التركيز والاهتمام بما يحدث فيها وتأثيره على الإقليم؟ مصر والله هي صمام الأمان لهذه المنطقة. مصر بشعبها الواعي وقدرتها على الصمود هي الأمل. مصريون وعربًا، مصيرنا واحد ومستقبلنا مشترك. فلنتحد كقوة واحدة في مواجهة هذه التحديات الإقليمية، ولنجعل من مصر حصنًا للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. فلنكن على قدر هذه المسؤولية التاريخية. والله أعلى وأعلم.

    التعليقات
    0 التعليقات

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق

    مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.