الحرية


الحرية
===

الكل يتشدق بالحرية سواءا المطالبين بها على حق او حتى الذين يكنون لها كل العداء
ماهى الحرية ذاك السؤال الذى سيخرج من رحمه اسئلة عديدة جدا
وطبقا لمنهجى فى ضبط المصطلحات والمفاهيم والاصطلاحات نبدا بالتعريف للحرية من كافة الوجوه للحرية سواء تعريف لغوى وفلسفى ودينى واجتماعى حتى نقف على ارضية صلبة

حُرِّيَّة: ( اسم )
حُرِّيَّة : مصدر حرّ
حُرّيّة: ( اسم )
الجمع : حُرِّيَّات
الحُرِّيَة : الخلُوص من الشَّوائب أَو الرقّ أَو اللُّؤْم
مصدر حرَّ
الحُرِّيَة : حالة يكون عليها الكائن الحيّ الذي لا يخضع لقهر أو قيد أو غلبة ويتصرّف طبقًا لإرادته وطبيعته ، خلاف عبوديّة
بحرِّيَّة : بلا تكلُّف وبلا احتراس ،
حُرِّيَّة الاتّجاه الفكريّ : حُرِّيَّة التَّعليم أو طلب العلم أو مناقشة بصراحة دون قيود أو تدخُّل ،
حُرِّيَّة الكلام : القدرة على التّصرُّف بملء الإرادة والاختيار
الحُرِّيَة : مذهب سياسيّ يقرّر وجوب استقلال السُّلطة التَّشريعيّة والسُّلطة القضائيّة عن السُّلطة التَّنفيذيّة ويعترف للمواطنين بضروب مختلفة من الضَّمان تحميهم من تعسُّف الحكومات ، نقيض مذهب الاستبداد بالسُّلطة
حُرِّيَّات مدنيَّة : حقوق فرديَّة أساسية منها حريَّة التّعبير ، وحريَّة الدين ، يقوم القانون بحمايتها ضدّ تدخلات غير مسموحة سواء حكوميَّة أو غيرها
( الاقتصاد ) مذهب اقتصاديّ يرمي إلى إعفاء التّجارة الدَّوليّة من القيود والرُّسوم حُرِّيَّة اقتصاديَّة
الحُرِّيَة : حالة مَنْ لا يحكمه اللاّشعور أو الدوافع النفسيّة أو الجنون أو عدم الشعور بالمسئوليّة القانونيّة أو الأخلاقيّة ، فهي حالة الإنسان الواعي الذي يفعل الخير أو الشرّ وهو يعلم ماذا يريد أن يفعل ، ولماذا يريد ذلك ، مع وجود أسباب انتهى إليها تفكيره
حُرِّيَّة البحار : الميثاق الذي ينصُّ على أن السُّفن من شتَّى الجنسيّات لها حقُّ العبور في المياة الدّولية دون إعاقة
الحُرِّيَة ( في الاقتصاد ) : مذهبٌ اقتِصاديّ يرمي إِلى إِعفاء التجارة الدوليَّة من القيود والرُّسوم




الحرية هى :
 إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما.

والحرية هي
 التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعةأو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض.

الحرية السالبة والحرية الموجبة

مفهوم الحرية السالبة كما الحرية الموجبة يعود إلى الفيلسوف إيمانويل كانت.

الحرية السالبة أو الشخصية هي إمكانية إتخاذ القرار دون قيود وهي حق طبيعي.

الحرية الموجبة حرية معطاة أو إمكانية معطاة ليستطيع الإنسان ممارسة الحرية السالبة (الشخصية) وهي حق إنساني أساسي

مثال : إذا كانت الحرية السالبة هي حرية إبداء الرأي مثلا, تكون الحرية الموجبة في هذا المثال : إمكانية استخدام الإعلام مثلا لممارسة هذه الحرية.



الحرية الفردية والحرية الاجتماعية
الحرية الفردية هي حرية قول وإبداء وجهات النظر الخاصة والأراء الشخصية واختيار مكان العيش والعمل أو ما شابه.

الحرية الاجتماعية هي حرية المجتمع كاملا (تحرير الأرض من الاحتلال مثلا).

الإرادة الحرة
تعني قدرة الإنسان على التقرير والاختيار وانتخاب الإمكانية من عدة إمكانيات موجودة وممكنة. وهذا يعني قدرة الإنسان على اختيار وتعيين حياته الخاصة ورسمها



مفهوم الحريّة قانونيّاً

============

الحرية بمعنها القانوني هي: استطاعة الأشخاص على ممارسة أنشطتهم دون إكراه، ولكن بشرط الخضوع للقوانين المنظّمة للمجتمع. وقد عرفت الحريّة العامّة الكثير من الأفكار والمذاهب المتعلّقة بها، وأهمّها، نجد المذهب الفردي، الّذي يؤكّد على الحريّة الفرديّة، ويعتبر الفرد هو غاية النّظام، وما السلطة الحاكمة إلّا وسيلة لتحقيق الأمان، لذا يصفها بشرطيّ المرور الّذي ينظّم السّير فقط. وفي مقابل ذلك نجد المذهب الاشتراكي الّذي قدّس الجماعة، واعتبرها غاية التّنظيم السّياسي، وهكذا أصبح الفرد في هذا المذهب أداةً في يد السّلطة تحقّق بها الأهداف الجماعيّة والفرديّة على حد سواء. إضافةً إلى المذهب الفردي والمذهب الاشتراكي، نجد مذهب التدخّل الجزئي، وهو مذهب يقف موقفاً معتدلاً بين المذهبين السّابقين. وهكذا فإنّ تحديد النّظام السّياسي المتّبع في بلد ما، يمكّننا من معرفة مدى اتّساع أو تقلّص الحريّة العامّة المسموحة بها في ذلك البلد.




الحرية فى الفلسفة

========

 أولاً : مفهوم الحرية :
 نعني بالحرية في العادة تلك الخاصة التي تميز الكائن الناطق من حيث هو موجود عاقل
تصدر أفعاله عن إرادته هو لا عن أية إرادة آخرى غريبة عنه .
 فالحرية بحسب معناها الاشتقاقي هي عبارة عن انعدام القسر الخارجي ، و الإنسان الحر هو من لم يكن عبداً أو أسيراً .
 و مفهوم الحرية يتوقف كثيراً على الحد المقابل الذي تثيره في أذهاننا هذه الكلمة ، إذ قد نضع في مقابل كلمة الحرية ،
 كلمات عديدة مثل كلمة " الضرورة " أو " الحتمية " أو كلمة " القضاء و القدر " أو كلمة " الطبيعة " .
             .   و لكن من الممكن أن نميز بصفة عامة بين نوعين من الحرية : حرية التنفيذ و حرية التصميم 

آ - و المقصود بحرية التنفيذ : تلك المقدرة على العمل أو الامتناع عن العمل دون الخضوع لأي ضغط خارجي ،
 و الحرية بهذا المعنى عبارة عن القدرة على التنفيذ مع انعدام كل قسر خارجي .

ب - أما حرية التصميم : فهي عبارة عن القدرة على الاختيار أعني القدرة على تحقيق الفعل دون الخضوع لتأثير
 قوى باطنة ، تحد من حرية التصميم كالدوافع و الأهواء 00000 الخ .

ثانياً : معاني الحرية :
1 - المعنى الأخلاقي :

هذا النوع من الحرية هو ذلك الذي فيه نصمم و نعمل بعد تدبر و روية ، بحيث تجيء أفعالنا وليدة معرفة و تأمل ،
 فنحن لا نشعر بأننا أحرار حينما نعمل بمقتضى أول دافع يخطر على بالنا و حينها نتصرف كموجودات غير مسؤولة ،
 فنحن لا نشعر بحريتنا حقاً إلا حينما نعرف ما نريد ، و لماذا نريده : أعني حينما نعمل وفقاً لمبادئ أخلاقية
 يقرها عقلنا و تتقبلها إرادتنا .
 فالفعل الحر بهذا المعنى هو الفعل الصادر عن روية و تعقل و تدبر . و إذا كنا قد أطلقنا على هذا النوع من الحرية
 اسم " الحرية الأخلاقية "
 فذلك لأنه وثيق الصلة بما سماه " كنت " بالاستقلال الخلقي ، و هو تلك الحالة التي يتصف بها الفاعل الأخلاقي
 حينما يضع لنفسه قاعدة فعله .
ومن المعنى الأخلاقي للحرية ما يسمى " بحرية الحكيم " أو " حرية الكمال " . و هذا النوع من الحرية وثيق الصلة بالنوع السابق
أي المعنى الأخلاقي للحرية ، و لكنه ذو طابع معياري مثالي يجعله أكثر منه سمواً و شرفاً .
و حرية الكمال هي الصفة التي تميز ذلك الحكيم الذي استطاع أن يتحرر من كل شر ، و من كل كراهية ، ومن كل رغبة ،
 و يفترض هذا النوع من الحرية استحالة فعل الشر

2 - المعنى النفسي للحرية :

هذا النوع من الحرية هو عبارة عن الشعور بحيوية معينة ، و استمرار نفسي معين ، و قدرة خالقة يتصف بها الشعور .
 وهنا يكون الفعل الحر هو ذلك الفعل الروحي التلقائي الذي يعبر عن شخصيتنا ، منبعثاً من أعماق ذاتنا .
 يذهب بعض أنصار هذا الرأي مثل ( برغسون ) إلى أن فكرة الحرية تقوم على فكرة العلية الشعورية .
 فنحن هنا لسنا بإزاء حرية سلبية تنحصر في تحقيق هذا الفعل أو الامتناع عن تحقيقه من غير أدنى اكتراث ،
 بل نحن بصدد حرية إيجابية فيها يصدر الفعل عن " ذاتنا العميقة " على حد تعبير برغسون و هنا تكون الحرية
 بمثابة " تلقائية رو حية " تعبر عن قدراتنا على الخلق أو الإبداع ،و أن الفعل الحر هو كل فعل يحمل طابع شخصيتنا .
3 - المعنى الاجتماعي للحرية :

بالإضافة ألى ما تقدم من معاني الحرية لا بد أن نبحث عن الحرية في نطاق المجتمع نفسه .
و هنا نجد أنفسنا بإزاء ما يمكن تسميته الدليل الاجتماعي على و جود الحرية . وهو الدليل القائم على القوانين و الجزاءات .
فإننا نعلم جميعاً أن ممارسة العقود بين الناس ، و وجود الشرائع و القوانين ، و على الأخص القوانين الجنائية
 وما يستتبعها من جزاءات كل هذا يفترض أن الإنسان سيد أفعاله و بالتالي أنه مسؤول .
حقاً إن فكرة المسؤولية قد تكون من أكثر الأفكار غموضاً و التباساً ، فإنها كثيراً ما تختلط علينا بالخوف من العقاب ،
 كما هو الحال عند الطفل الذي ربما لا يملك إلا مسؤولية موهومة قوامها خشية العقاب ،
 و لكن من المؤكد أن مسؤولية الإنسان لا تنفصل عن شعوره بأن حياته هي صنيعة يده ، و أنه الأصل في أفعاله
 المحمودة و المذمومة معاً .
العلاقة بين المعاني السابقة للحرية :

ربما كان في وسعنا أن نقول : إن الدليل الاجتماعي على وجود الحرية مثله كمثل الدليل الأخلاقي الذي وضعه " كنت "
 الذي يقول فيه : يجب عليك : إذاً أنت تستطيع أن تقوم بالعمل أو لا تقوم به ،
و هو مجرد دليل فرعي يرد في النهاية إلى الحجة القائمة على الشعور النفسي ( السيكولوجي )
من حيث يظهرنا على أن سائر أفراد الجماعة التي نحيا في وسطها قد اختبروا الحرية فشعروا بمعنى المسؤولية .
و إذاً فإن الأصل في إيماننا بالحرية إنما هو شعورنا النفسي باستقلالنا في الفعل . و شعورنا الأخلاقي بتحملنا لمسؤولية أفعالنا ،
أعني بزيادة أو نقص قيمتنا الأخلاقية بعد الفعل .

السؤال: ما موقف الإسلام من الحرية ؟

جواب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي:

جاء الإسلام وهو دين، فأقر الحرية الدينية، حرية الاعتقاد. فلم يبح أبدًا أن يكره الناس على اعتناقه، أو اعتناق سواه من الأديان وأعلن في ذلك قول الله عز وجل: "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا" (يونس:69) هذا في العهد المكي، وفي العهد المدني جاء في سورة البقرة "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي" (البقرة:256 ) وسبب نزول هذه الآية يبين لنا إلى أي مدى وصل الإسلام في تقديس الحرية، وفي تكريم هذا المعنى، وتأكيد هذا المبدأ،

لم يكن مبدأ الحرية قد جاء نتيجة تطور في المجتمع، أو ثورة طالبت به، أو نضوج وصل إليه الناس، وإنما كان مبدأ أعلى من المجتمع في ذلك الحين.. جاء مبدأ من السماء، ليرتفع به أهل الأرض، جاء الإسلام ليرقى بالبشرية، بتقرير هذا المبدأ، مبدأ حرية الاعتقاد، وحرية التدين، ولكن هذا المبدأ الذي أقره الإسلام مشروط ومقيد أيضًا بألا يصبح الدين ألعوبة في أيدي الناس.. كما قال اليهود: "آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون" (آل عمران:72 ) آمنوا الصبح وفي آخر النهار تولوا: لقد وجدنا دين محمد صفته كذا وكذا ..فتركناه. أو آمنوا اليوم واكفروا غدًا .. أو بعد أسبوع.. شنعوا على هذا الدين الجديد.. أراد الله سبحانه ألا يكون هذا الدين ألعوبة، فمن دخل في الإسلام بعد اقتناع وبعد وعي وبصيرة فليلزمه، وإلا تعرض لعقوبة الردة. فالحرية الأولى حرية التدين والاعتقاد.



أما الحرية الثانية فهي حرية التفكير.. والنظر .. فقد جاء الإسلام يدعو الناس إلى النظر في الكون ، وإلى التفكر، " إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا" ( سبأ:46) ، "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" (يونس:101) ، "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج:46) حمل الإسلام حملة شعواء على الذين يتبعون الظنون والأوهام وقال:"إن الظن لا يغني من الحق شيئًا" (النجم:28 ) وعلى الذين يتبعون الهوى وعلى الذين يقلدون الآباء، أو يقلدون الكبراء والرؤساء، حمل على أولئك الذين يقولون يوم القيامة: "إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا" (الأحزاب:67) وحمل على أولئك الذين يقولون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون" (الزخرف:22) وجعلهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.. حمل على المقلدين والجامدين ودعا إلى حرية التفكير وإلى إعمال العقل وإعمال النظر، وصاح في الناس صيحته "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" (البقرة:111) واعتمد في إثبات العقيدة الإسلامية على الأدلة العقلية، ولهذا قال علماء الإسلام: "إن العقل الصريح أساس النقل الصحيح" العقل أساس النقل.. فقضية وجود الله قامت بإثبات العقل، وقضية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إنما ثبتت بإثبات العقل أولا، فالعقل هو الذي يقول: هذا رسول، قامت البينة على صدقه ودلت المعجزات على صحة نبوته، ويقول العقل: هذا كذاب وهذا دجال ليس معه بينة، وليس معه معجزة. فهذا هو احترام الإسلام للعقل، وللفكر.



ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، وجدنا العلماء يختلفون، ويخطئ بعضهم بعضا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا. نجد في الكتاب الواحد: المعتزلي، والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري. نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك.. كل ما يمكن أن يأتي رجل من أهل السنة وعلمائهم كابن المنير يعمل حاشية عليه باسم "الانتصاف من الكشاف" أو يأتي إمام. كالحافظ ابن حجر فيؤلف كتابه "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف". وهكذا فكان العلماء ينتفع بعضهم بكتب بعض، وبآراء بعض ورأينا اختلاف الفقهاء وسعة صدورهم في الخلاف بين بعضهم وبعض، هذا كله يدل على حرية الفكر وعلى الحرية العلمية، في داخل الأمة الإسلامية.

وحرية القول والنقد أيضًا، أقرها الإسلام، بل جعل ما هو أكثر من الحرية إذ جعل القول والنقد -إذا تعلقت به مصلحة الأمة، ومصلحة الأخلاق والآداب العامة- أمرًا واجبًا.. أن تقول الحق، لا تخاف في الله لومة لائم ، أن تأمر بالمعروف، أن تنهى عن المنكر، أن تدعو إلى الخير، أن تقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء: أسأت. هذا ينتقل من حق إلى واجب إذا لم يوجد غيرك يقوم به. إو إذا كان سكوتك يترتب عليه ضرر في الأمة، أو فساد عام، حين ذاك يجب أن تقول الحق، لا تخشى ما يصيبك "وأُمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك، إن ذلك من عزم الأمور" (لقمان:17) ، هذا ما وصل إليه الإسلام.. ليس في الإسلام أن تكتم أنفاس الناس ولا أن يلجم الناس بلجام فلا يتكلموا إلا بإذن، ولا يؤمنوا إلا بتصريح، كما قال فرعون لسحرته: (آمنتم له قبل أن آذن لكم؟) يريد ألا يؤمن الناس إلا إذا أذن، وألا يتكلم الناس إلا بتصريح من السلطات العليا .. لا..





فهذا هو الإسلام، جاء بهذه الحريات.. جاء بالحرية ولكنها حرية الحقوق، وليست حرية الكفر والفسوق.ليست الحرية التي يزعمونها اليوم، حرية شخصية هكذا يسمونها.. أي أن تزني، وأن تشرب الخمر، وأن ترتكب الموبقات كما تشاء، ثم بالنسبة للأمور الأخرى التي تتعلق بالمصلحة "لا حرية" لا تنقد، لا تقل ما تعتقد، لا تقل للمحسن أحسنت، لا تقل للأعرج: أنت أعرج، لا.. إنما لك الحرية الشخصية..حرية إفساد نفسك، إفساد أخلاقك، إفساد ضميرك، إفساد عبادتك، إفساد أسرتك، لك الحرية في ذلك..إذا كان هذا هو معنى الحرية، فالإسلام لا يقر هذه الحرية، لأنها حرية الفسوق لا حرية الحقوق، إنما الإسلام يقر الحرية حرية التفكير، حرية العلم، حرية الرأي والقول والنقد، حرية الاعتقاد ، والتدين، هذه الحريات التي تقوم عليها الحياة، حرية التعاقد حرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار.. فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: (لا ضرر ولا ضرار).

فأي حرية ترتب عليها ضرر لنفسك، أو ضرار لغيرك، يجب أن تمنع، ويجب أن تقيد في هذه الحالة فإن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك، أما أن تدعي الحرية ثم تدوس الناس، هذا لا يقول به أحد. لك حرية المرور في الطريق، ولكن على أن تلتزم آداب المرور، لا تصدم الناس، ولا تصدم السيارات، ولا تدس المشاة، ولا تخترق قوانين المرور، وهذا التقييد لحريتك، أن تقف والضوء أحمر، أو أن تمشي على الجانب الأيمن، أو غير ذلك، هذا التقييد من المصلحة العامة، وكل دين وكل نظام لا بد أن يوجد فيه مثل هذه القيود، وهذا ما جاء به الإسلام، وهذا أفضل ما يمكن أن تصل إليه البشرية.
 صور للحريات التي أعطاها الإسلام للإنسان
 وهكذا، فالحرية التي أعطاها الله للإنسان أعطاه إياها ليختار ما يشاء من هذه المباحات، فيأكل ما يشاء، ويلبس ما يشاء، ويتنقل حيث يشاء، ويمتهن ما يشاء من المهن، ويعمل ما يشاء من الأعمال، وكذلك يبيع ما يشاء، ويشتري ما يشاء، ويستأجر ما يشاء، ويؤجر ما يشاء، من سائر التصرفات، وهذه الحرية، وهذا الاختيار أيضاً نجده للذكر والأنثى: فالإنسان يتزوج من يشاء، وكذلك المرأة ترضى بمن تشاء، فمن شاءت وافقت على الزواج منه، ومن شاءت أن تأبى الزواج منه أبت، ولها الحرية في ذلك، قال عليه الصلاة والسلام:(لا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: كيف أذنها؟ قال: أن تسكت)وقال سبحانه: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِسورة النساء19، وهذه الحريات التي أعطاها الله للبشر ثابتة، ومقررة وهي من العيش الكريم، وغصب الإنسان على أكلة لا يريدها أو زيجة لا يريدها ظلم، وجاء الإسلام بحرية الابتكار، فهذا الإنسان مسموح له أن يكتشف، وأن يخترع، وأن يركب، وأن يصنع، إنها أشياء مفتوحة بحرية للناس، إنه حر أن يتكلم بما في نفسه، وأن يعبر عن رأيه، وهكذا وجوه الحرية كثيرة واضحة.

 العبوديات وصور معاصرة لها
=================
ولكن من الناس من يختار أنواعاً من العبودية غير العبودية للبشر الصريحة، ولما فطن أعداء الله إلى الكيفية التي يستعبدون بها البشر أوقعوهم في أنواع من العبوديات غير قضية أن يكون في رقبته غل، ويساق بالسلاسل ليعمل في مزرعة فلان، وحقل فلان، ومصنع فلان، تلك كانت صور سابقة، كانت مشهورة بالعبودية، ولكن ابتكر هؤلاء طرقاً جديدة في فتح أبواب العبودية، بأن يكون الناس عبيداً لأفكارهم بما يهيمنون عليه من

  وهكذا انتشرت حريات هي في الحقيقة عبوديات، فصار بعض الناس عبيداً للشهوات، فالشهوة هي التي تحركه وتقيمه وتقعده وتؤزه وتسكنه
وسائل البث، عبيداً لشهواتهم بما يثيرونه فيهم من الغرائز، عبيداً للدرهم والدينار بما يجذبونهم إليه من ألوان، استعباد المال لصاحبه، وهكذا انتشرت حريات هي في الحقيقة عبوديات، حرية الغريزة فصار بعض الناس عبيداً للشهوات، فالشهوة هي التي تحركه، هي التي تقيمه، وهي التي تقعده، وهي التي تؤزه، وهي التي تسكنه، وهي التي تجعله يدفع، وتجعله يحجم، فأطلقوا للبشر عناناً في أنواع المحرمات والشهوات، فصار هذا عبداً لامرأة، وهذا عبداً لكأس ومخدر يدفع من أجله شبابه وثروته، بل ويسرق لأجل تحصيله، فصار هنا عبيد للنساء، وهناك عبيد للمخدرات والمسكرات، وفي ذاك التوجه عبيد للمال، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)، وهنالك من هو عبد للثياب والقماش: (تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة)وهنالك من هو عبد لشخص إذا عشقه وهويه فصار معشوقه، فهو الذي يحركه، فهو يذكره في قيامه، وقعوده، وأكله، وحتى يراه في نومه، فهذه عبودية خطيرة، عبودية العشق، فيظن هذا الإنسان أنه حر ليس بعبد لأنه ليس ملكاً لفلان يسوقه من رقبته بسلسلة، ولكنه في الحقيقة عبد لهذه الشهوة، وهذه المادة.

مفهوم الحرية عند أعداء الدين
================
قد نفخ أعداء الإسلام في بعض الناس باسم الحرية ما يجعلونهم بذلك عبيداً لشهواتهم، وأهوائهم، ومبادئ الغرب والشرق، وهذه الأطروحات الباطلة التي يأتون بها ليلاً ونهاراً؛ ولذلك فإن الله لما أعطى للبشر حرية في التصرفات -كما قلنا- بيعاً، وشراء، واستئجاراً، وكفالة، ورهناً، وحوالة، ونحو ذلك، وأعطاهم الحرية في الطعام، واللباس، والنكاح، فإنه سبحانه  وتعالى جعل لذلك قيوداً، وفهم القيود مهم جداً لمعرفة بطلان مبدأ الحرية المطلقة.

أولاً: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْسورة الأحزاب36، فإذا هوي الإنسان شيئاً، ومال إليه، وأراد الله ورسوله عكس هذا فيجب عليه الانقياد لما أراده الله ورسوله: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاسورة النور51؛ ولذلك من المبادئ الإسلامية العظيمة لا حرية في فعل المعصية، ويجب التفريق بين الحرية وبين الحرام، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)انتهينا؛ ولذلك فلا يمكن أن يقال: أن هناك حرية في سب الله، أو أنبيائه ورسله، أو التطاول على ثوابت الدين وأحكامه وشرائعه، وليس هناك حرية في انتقاد أحكام الميراث، أو أحكام الولاية في الإسلام، أو انتقاد أحكام الطلاق، أو أحكام النكاح، ليس هناك حرية في انتقاد ما جاءت به الشريعة من الحدود؛ كحد السرقة، أو حد الزنا، ونحو ذلك، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تترك عقوبة الزاني إذا كان راضياً بفعله هو والزانية؛ لأن الله ليس براض، ولا يمكن أن يكون الربا حلالاً إذا كان المرابي والذي يدفع إليه الربا الآخذ والمعطي راضيين، لا يمكن أن يكون حلالاً إذا كانا راضيين؛ لأن الله ليس براض، ولا يمكن أن تكون المرأة حرة في طريقة خروجها، ولباسها، وتبدي ما تشاء من الزينة، وتتبرج، وتتعطر، وتمر على من تشاء من الرجال، وتمشي بأي طريقة في الأسواق، وتخلو بمن تشاء، وتفعل ما تشاء بحجة أنها حرية شخصية؛ لأن الله لا يرضى عن هذا.
بعض المفاهيم الخاطئة في الحرية

المصادر وبعض الناس يفهم في ضوابط الحرية شيئاً واحداً، وهو أنك لا تضر بالآخرين، ويقول لك: حريتك تقف عند ضرري، فالتدخين عنده يمكن أن يفهم على أنه ممنوع إذا كان يضر بالآخرين؛ ولذلك يتحدثون عن التدخين السلبي، ويقول لك بالتالي: إذا كنت في بيتك وحدك فدخن أنت حر، لكن لا تدخن أمامي لأنك تضرني بأنفاسك، والخطأ في هذا أنه قال له مقراً: إذا كنت في بيتك وحدك دخن أنت حر، فهذه عبارة خاطئة شرعاً، فلا يجوز لك أن تدخن لا في بيتك، ولا خارج بيتك، لا عند الناس، ولا وحدك؛ لأن التدخين محرم، وأنت تضر نفسك.

فكثير من الناس لا يفهمون في قضية الحرية الشخصية أن الشرع يحرم ما يضر بنفس الإنسان، ويقولون: ما دام هو يضر نفسه فله أن يفعل ما يشاء، وبناء عليه إذا أغلق عليه بابه، وأخذ إبرة مخدر، وبقي في بيته لا يؤذي أحداً، ولا يخرج إلى الناس حتى يذهب مفعول المخدر، ويقوم، ويسوق السيارة بعقله فعندهم أنه حر.

وهذا والله الذي لا إله إلا هو، إنها من أكبر مكائد إبليس، ومن أبطل الباطل؛ لأنه ليس حراً، والملكان يقيدان عليه ما يفعله في قعر بيته، وحسابه عند الله يوم القيامة، وعلى من ولاه الله أمر المسلمين أن يأخذ على يديه، ولو كان يفعل ذلك؛ لأن السفيه إذا كان لا يعرف أن يقف عند حده بنفسه، ولو كان الضرر على نفسه، فإن الله يولي عليه من يوقفه عند حده، ولو كان ضرره على نفسه فقط؛ ولذلك فمن الانحرافات الحديثة أن تجد من يقول: لا تكفر أمامي، لا تسب الأنبياء والصحابة أمامي، اذهب أغلق على نفسك البيت وسب من تشاء، سب الرب، سب الدين، سب الصحابة، سب الأنبياء، افعل ما تشاء، هذا من أبطل الباطل، فكيف يقر، ويسمح له أن يسب الله، أو الدين، أو الأنبياء، أو الصحابة في بيته إذا كان لا يسمعه أحد، فلا يجوز أن يقر على ذلك؛ لأن هذا السماح بالكفر حرام، ولو كان الإنسان يفعله وحده، فالكفر لا يقر، والمعصية لا تقر حتى لو كان العاصي يفعلها وحده في بيته، أنت لا تراه لست مسئولاً عنه، ولكن لو سئلت: ما يفعله فلان في بيته الآن من المعصية، هل هي حرية شخصية؟ تقول: لا، ليس حراً أن يعمل ذلك في بيته وحده أبداً، أنت لا تدري عنه، وأنت لا تحاسبه، وله رب يحاسبه، نعم، لكن ما حكمه؟ حرام، وهل يحق له أن يفعل ذلك وحده؟ لا يحق له ذلك شرعاً، بل هو حرام، وهو آثم، ومعاقب عند الله.

وبالمناسبة لا يوجد معصية لا تتعدى إلى الغير، هذا لا بد أن يكون في قلبه نكتة سوداء، ستظهر في معاملته للناس بعدما يخرج من بيته.

اقوال المشاهير فى الحرية
==============

يقولون لي اذا رايت عبدا نائما فلا تنبهه لعله يحلم بحريته، وانا اقول لهم اذا رايت عبدا نائما نبهته وحدثته عن الحرية.
هذه المقولة للكاتب جبران خليل جبران
1- أحمد شوقي : " وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق".
2- أبو القاسم الشابي : "إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر".
3- سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
4- الفيلسوف الروماني سينيكا : " الشجاع يكون حراً".
5- المؤرخ اليوناني ثيوسايدس : " الحر هو إنسان سعيد ... سر الحرية هو الشجاعة".
6- فولتير : " يصبح الإنسان حراً في لحظة تمنيه لذلك".
7- ستيفن كوفي : " نحن أحرار باختيار أعمالنا .. لكننا لسنا كذلك بما يتعلق بتداعيات أفعالنا".
8- وليام جلاسر : " تتحكم بنا خمس احتياجات جينية ؛ النجاة والحب والانتماء والقدرة والحرية".
9- ابراهام لينكولن : " من ينكر الحرية على الأخرين لا يستحقها لنفسه".
10- " الحرية مع الخطر أفضل من السلام مع العبودية".
11- نيتشه : " الحرية هي الرغبة بأن نكون مسؤولين عن أنفسنا".
12- ميلتون أكوردا : " من دون حرية ليس لدينا أسماء".
13- اينشتاين : " كل شيء عظيم خلقه إنسان حر".
14- البرت كاموس : " الحرية هي فرصة لنكون أفضل".
15- ابراهام لينكولن : " الحرية هي أخر وأفضل أمل على ظهر الأرض".
16- مارتن لوثر كينغ : "لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت".
17- والتر كرونكايت : " ليس هناك حرية جزئية ، إما أن تكون حراً أو لا تكون".
18- جيمس ارثر بالدوين : " الحرية لا تمنح وإنما يتم انتزاعها".
19- المهاتما غاندي : "الحرية هي روح الإنسان وأنفاسه .. فكم ثمن هذه الأشياء؟"
20- كينيدي : " أفضل طريق للإنجاز هو الحرية".
ماسبق جهد بحثى بسيط يليق بالمتلقى العادى ولكن الموضوع لها جوانب اخرى عديدة مترامية الاطراف
ولعل هذا الجهد يكون لبنة فى صرح عظيم من الاخرين
والله اعلى واعلم


المصادر
=====

http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9/

http://www.almunajjid.com/1494

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9



http://qaradawi.net/new/all-fatawa/5501-2015-10-20-07-20-00
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.