drive
my car
الصمت القاتل للحياة
==========
عندما تفقد عزيزعليك وتخشى المجتمع من البوح عن مكنون
نفسك من الم رهيب وتهرب داخل ذاتك فانت تقتل الحياة دون ان تدرى
نحن امام عمل عميق للغاية يحتاج رؤية بالعقل والروح
والقلب وليست مجرد مشاهدة والسلام لان صناع العمل اصروا على ترسيخ الحزن الناتج عن
انتحارهم البطئ الناتج عن الاغتراب الذاتى وعدم الاحساس بالالم المشتعل بالاخر
وان كانوا
مازالوا على قيد الحياة
البطل والبطلة فقدوا ابنتهم ففقدوا معها طعم الحياة
وتبدلت حياتهم واصبحوا غرباء عن بعض لان الالم الصامت داخلهم يعتصرهم فاصبحوا
يمثلون على بعض ولكن البطلة وجدت الحرية من خلال الحكى فى قصص من تاليفها وذلك من
خلال ممارسة الجنس وينتهى التاليف والتذكر بعد انتهاء الجنس سواء مع البطل او
اخرين فيزداد التمزق بينها وبين البطل المجروح فى كرامته فيقرر الانتقام بالصمت
مرة اخرى والاهمال
يتوازى الخط الدرامى هذا مع خط السائقة الصامتة معظم
الوقت وهو صمت ناتج عن تربية قاسية وظروف معيشية مزرية وام بها خلل عقلى فكان
القتل بالصمت والاهمال انتقاما من الام القاسية
يتقاطع مع تلك الخطان وجود ممثلة خرساء وزوجها المترجم
وهم يمارسوا الحياة بحب وصدق دون الانشغال بعاهة الخرس كرسالة بسيطة وعميقة اننا
يمكن التعامل مع الابتلاء باحتوائه واستخراج الجمال منه دون الهروب الى الحزن
وفقدان باقى جمال الحياة
كل هذا من خلال عمل هادئ للغاية ولكن يشعل بداخلك ثورة
اسئلة مع الترميز الشديد
فنجد الترميز من خلال الطرق ومظاهر الحياة فى اليابان
والتى توحى بالنظام والنظافة والجمال وكأن صناع العمل اراد ان يقول تلك هى المظاهر
الخارجية لنا تبدو للاخرين متكاملة ولكن فى الاعماق انفس خاوية وقلوب مكسورة ولا
تعرف طريق للحياة الحقيقية
نجد الترميز فى البوح بالحقيقة من البطل والسائقة فى
جبال الثلج الناصع البياض وكأن البوح هو الرجوع للانسانية والعودة للطبيعة الغناء
التى تعبر عن الفطرة السوية والتى تعلم ان الحياة لابد بها من افراح واحزان وان
التعامل معهم يكون بقدره وان التعبير عن الالم ليست جريمة
نجد الترميز من اختيار مدينة هيروشيما المسرح الثانى
للاحداث والتى مرت باحداث فوق الخيال من الالم حيث تم
القصف الذرّي على هيروشيما وناجازاكي هو هجوم نووي شنته
الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في
أغسطس 1945، قامت الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل
ذرية قتلت القنابل ما يصل إلى 140,000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول
نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف
هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪
متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها
الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب
سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات
المنبثقة من القنابل. وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين
ومع ذلك يقام مهرجان للمسرح وقام احد رجال الاعمال ببناء
مصنع للنفايات وانشاء ميدان باسم السلام وهى الرسالة الاقوى ان الالم الناتج عن
الصدمات لايعنى الموت للحياة او الانسحاب منها بسبب العجز عن التعبير عن ما تمر به
النفس من تقلبات حادة
البطل والسائقة كانوا اصعب الادوار لان مساحات الصمت
اكثر من الكلام فكان التعبير من الداخل وليس بكلمات محملة باحاسيس ما وادوا
الادوار بحرفية وتفهم رائع
اما دور الخرساء فكانت الممثلة مبدعة بالتعبير باليدين
وخلجات الوجه
نحن امام عمل انسانى حقيقى يقول بوضوح ان الصدمات
والابتلاءات من اساسيات الحياة ولابد من التعامل معها بكل الاساليب حتى الصراخ لان
الصمت عن الالم من جراء الصدمات قاتل للذات والحياة نفسها