الفتيل الذى يشتعل Before Sunset"



الفتيل الذى يشتعل
Before Sunset"
==========



معزوفة هادئة بسيطة تعزف عن طريق اربعة مبدعين وهم
الكاتب والمخرج والبطل والبطلة فقط
هكذا هو فيلم ( قبل الغروب )     الذى تتصاعد انغامه من البداية حتى النهاية متغللة بداخلك بنعومة لان صناع الفيلم تحدوا القالب السينمائى العادى( من بداية وذروة ونهاية ) سواء على مستوى الكتابة او الاخراج
فيلمنا هنا عبارة عن ديالوج بين  البطلة والبطل
 من خلال خمسة اماكن دون تغيير ملابس وبدون موسيقى وكأنهم ارادوا فقط ان نسمع المعزوفة من خلال الحوار شديد التكثيف

بدا الفيلم على مشهد كاتب فى ندوة توقيع كتابه وهو  يدور عن لقائه بفتاة فرنسية فى مكتبة بباريس وتظهر الفتاة فى المكتبة ويبدا العزف من البطلان بعتاب لعدم اتمام اللقاء الموعود فى فيينا بسبب وفاة جدة البطلة ثم يعرج الحوار الى الامور العامة ولاظهار ان  البطلة ان الليلة التى التقوا فيها كانت مجرد ليلة عابرة وانتهت
تتصاعد اصوات النغمات من البطلة لاثبات ان الامور تجرى فى اعنتها دون اى تاثير من تلك الليلة واللقاء
البطل يفجر لها مفاجاءة انه كتب هذا الكتاب املا منه فى اللقاء بها مرة ثانية لان الليلة التى التقوا بها عرف فقط اسمها وانها تسكن باريس ولا يعلم اى شئ اخر فكان الكتاب نوع من التعريف بها به لعلها تقع عينيها عليه ويلتقوا مرة اخرى
وهنا تنهار الثقة الكاذبة التى حاولت البطلة ادعائها امامه وتعلمه انها لم تنسى تلك تلك الليلة لانها فجرت بها الرومانسية التى لم تعرفها الا معه فقط مع لوم صاخب له لانه تزوج وانجب واصبح كاتب مشهور ونصل لذروة الحوار من البطل ان كل هذا قشرة خارجية تبدو انه ناجح ولكن فى حقيقة الامر انه تعيس من الداخل لانه يفتقدها بشدة ويفكر فيها دوما قبل الزواج وبعد الزواج وحتى الان
وينتهى الفيلم وهى تغنى له اغنبة من تاليفها فى شقتها

فيلم بعد ان يتغلل داخلك يفجر اسئلة متعددة ويجعلك تجتر ذكرياتك القديمة والتى تحاول ان تتناسها وهى يقظة طازجة ولكن حتى تثبت انك سعيد امام الناس وامام نفسك تقذفها فى الخلفية ولكن هى تظل ماثلة امامك تتراقص من ان لاخر تقول لك انك انسان انك حى ان بداخلك اشياء واشياء تظن انها ماتت وهى حية وانت تتلاهى عنها
فيلم اشبه فتيل الدنياميت الصغير الذى اذا اشتعل يحدث انفجار هائل
المعزوفة ( الفيلم )
البطل الحقيقى كاتب السيناريو المذهل الذى يعرف قيمة الكلمة وكلما كانت كثيفة وعميقة كان وقعها اكثر
قائد الاوركسترا المخرج الهادئ الذى تحس منه كان يضبط الات العازفين ( البطلان) على نغمة الابداع ثم يضعهم امام الكاميرا لنتمتع ونسمع اعذب الالحان الشجية
البطل والبطلة عشق الدور لدرجة الانصهار داخل الشخصية فلم نرى تمثيل فى اى لحظة بل حديث هادئ ظاهريا ولكن صاخب جدا داخليا
فيلم يكسر الحاجز الرابع بينه وبين المتفرج تحس انك تجلس مع صديقان فى لحظة عتاب راقى وصمتك على ماترى لانك تسرح بسببها لترى لحظات عتابك على ذاتك التى ظننت انها هادئة وسعيدة
اعضاء الاوركسترا


المخرج
الكاتب
ريتشارد لينكلاتر
إيثان هوك
جولي دلبي
البطولة











ملحوظة الفيلم هو الجزء الثانى للفيلم قبل الشروق

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.