الكل يدعي أنه يحب، ولكن القليل هم من يعرفون فلسفة الحب.
مين يقدر على الحب؟ لأنه مسؤولية ضخمة جدًا، مسؤولية تجاه قلب آخر، ومسؤولية تجاه الجزء الذي ينكشف من ذاتك في حضوره.
من لم يذق طعم الشوق والاشتياق، يعتبر نفسه ميتًا، لأن الشوق هو نبض القلب الغائب، وشهادة على حياة الروح التي تربطنا بمن نهوى.
الحنان المنغم الصادر من الصمت الصاخب بعد حرق كل الأحرف بلهيب الشوق، ملك يتألق صمتًا يصم آذان الكون طربًا، صمت يحمل في طياته موسيقى الروح التي تتجاوز الكلمات.
وحشني أقولك وحشتني، ببساطة مؤلمة تعبر عن عمق الاشتياق والرغبة الصادقة في القرب.
القهر الذاتي: أن تكون أمامي ولا أستطيع الحديث معك، حضور جسدي وغياب تواصلي يمزق الروح.
أعلم أنك تظن أنني نسيتك، ولكن كيف وأنت الحياة ذاتها؟ لست مجرد ذكرى، بل جزء أصيل من وجودي.
نعم، أفتقدك ولن أكابر، ولكن أترك مساحة الحرية لك حتى تعود أنت، انتظار صبور يمزج بين الشوق واحترام الاختيار.
حروفي المدببة الحادة أقلمها جيدًا حتى تكون حانية، ولحظك يمر عليها بلطف، باحثة عن الدفء في عينيك.
اقتربت منك فعرفت نفسي، عرفت قوتي وضعفي، عرفت ما أخشاه وما أتمنى، أنت مرآتي الصادقة.
أحاول إبعادك عن خيالي قليلًا حتى أشتاق إليك، لأن الوحدة تذكرنا بقيمة القرب، والفقد يزيد من حرارة اللقاء.
تمنيت أن أكون شفاهًا حتى أطبع على جبينك قبلة، علامة شوقي الصامت وحناني الدفين.
دعني أتدلل عليك، فتلك متعة لا أعرفها إلا معك، في حضنك أجد الأمان والراحة.
حروفك تنير روحي، كلماتك الصادقة هي مصباح يضيء دربي.
أغادر ذاتي لألقاك، وحينها ألتقي بذاتي الحقيقية، في وحدتنا نكتمل، وفي اشتياقنا نتذكر فرديتنا.
كيف تطلب مني وأنا معك؟ حضور يغني عن كل سؤال، وقرب يلغي كل اشتياق ظاهر.
العشق لا يحتاج حروفًا، بل يحتاج تحليقًا في السماء حتى تلامس المعاني التي تحترق منها الحروف، إنه لغة الروح التي تسمو فوق الكلمات.
عندما تكتب بصدق، ربما تعبر عن الآخرين دون أن تقصد، لأن القلب الصادق يشعر بما يشعر به الآخرون. الكتابة بمداد من الإحساس، والتي تكتب على صفحات الروح بانطلاق غير محدد، هي الكتابة التي لا تُقرأ بالعين، بل بالبصيرة، تصل مباشرة إلى شغاف القلب. عندما تلامس كلماتك شغاف قلبه ويرتوى، فتزهر أزهار لها رائحة لكما، عطر مشترك ينبع من عمق الروح. عندما تكون كلماتك يد حنية تربت عليه، ستجني الراحة لكما، لأن اللطف يزرع السكينة في القلوب. عندما تجعل كلماتك سلمًا يصعد به إلى آفاق جديدة، ستنال النشوة لكما، لأن الحب الحقيقي يدفع نحو النمو والارتقاء. عندما تكون كلماتك صادقة لتلامس مكنون نفسه، سيرى نفسه التائهة، لأن الصدق مرآة تكشف الأعماق. عندما تجري كلماتك عفوية، ستنهار كل السدود الوهمية التي كانت عائقًا يومًا ما، لأن الحب الصادق لا يخشى العفوية، بل يزدهر فيها. عندما تعرف ذاتك وتتكامل معها، سترى الحياة الحقيقية. الحب الذي لا يدلك على ذاتك الهاربة داخلك، هو وهم كبير. الحب الحقيقي مرآة صادقة، تكشف لنا أعماقنا التي ربما تجاهلناها طويلًا. الحب ليس دائمًا سهلًا، بل هو تحدٍ مستمر يتطلب الصبر والتفهم والتسامح. إنه رحلة لا تنتهي إلا بنهاية الروح، رحلة نحو فهم أعمق للذات وللآخر، رحلة تتطلب الشجاعة والقدرة على التسامح. الحب قوة دافعة للتغيير، محفز للنمو الشخصي والروحي. لكنه أيضًا قد يكون مصحوبًا بخوف دفين من الفقد أو عدم الاستحقاق. الذكريات قد تعزز الحب أو تعيقه، والزمن يغير شكله لكنه لا يمحو جوهره. الحب ليس مجرد شعور، بل هو اختيار واعٍ بالالتزام والوفاء، وهو قبول للنقص واحتفاء بالاختلاف. لا يعرف الحب الحقيقي إلا من يحمل صفة إنسان، بكل ما فيها من ضعف وقوة، وأمل وألم.
فما هي فلسفتك أنت للحب؟ وما الذي يجعله حقيقيًا في نظرك؟